معرض متجول للسيارات الصينية في سورية (صور)

عاشت سورية قبل أيام قليلة موجة صينية، فقد شدت زحاما مروريا بسبب عبور قافلة للسيارات الصينية. تكونت القافلة من أكثر من 30 سيارة من 9 شركات صينية للسيارات، في إطار عرض جوال لها استمر أسبوعا كاملا ، فيما يعد أكبر معرض متجول للسيارات الصينية خارج البلاد.

شارك في المعرض تسع شركات سيارات صينية ذات علامات تجارية مشهورة، منها شركات ييتشي، دونغفنغ، فوتيان، هافي، جيانغهوي، وشملت المعروضات سيارات الركاب والشاحنات وsuv وسيارات الركاب الصغيرة الخ.

انطلقت القافلة من دمشق مرورا بحلب وحمص وصولا إلى مدينة اللاذقية في رحلة استغرقت سبعة أيام قطعت خلالها أكثر من ألف كم. القافلة المكونة من أكثر من 30 سيارة شكلت منظرا رائعا في سورية. ومن أجل تجسيد مفهوم قافلة السيارات الصينية بصورة مستفيضة، زخرفت اللجنة المنظمة سيارة على شكل رأس التنين.

جذبت قافلة رأس التنين أبناء سورية أينما ذهبت، وشهدت الشوراع زحاما مروريا غير مسبوق في بعض المناطق، مما اضطر إلى تدخل رجال المرور لتنظيم حركة السير.

لم يكن المعرض مجرد معرض جماعي بسيط للسيارات الصينية،وإنما الأهم أن شركات السيارات الصينية أرادت أن يتعرف المستهلك السوري على الشيارات الصينية ويقبل عليها من خلال المعرض المتجول.

من أجل نجاح المعرض بذلت الشركات جهودا كبيرة. تولت مجموعة جيانغلينغ تصنيع اللوحات الدعائية الضخمة مع أوراق الدعاية بالعربية. وزعت شركة بيتشي فوتيان زيا موحدا على كل سائقي سياراتها السوريين، بينما تولى التجار السوريون الترويج لهذه السيارات بالأسلوب المحلي للتعريف بالعروس.

قال الوكيل السوري لسيارات فوتيان: قبل المعرض المتجول، قمنا بعمل تخفيضات على أسعار كل السيارات، بل قمنا بالاستعداد الدقيق لكل سيارة، فأصبحت السيارة مثل عروس تستعد للزفاف.

قال مدير شركة ييتشي: بدأت شركة ييتشي، باعتبارها الشركة الرائدة في قطاع السيارات بالصين، الاستعداد قبل المعرض بعدة أشهر، وبالصدفة اكتشفنا أن FAW الاختصار الإنجليزي لاسم شركتنا هو نطق لحرف عربي، مما عمق انطباع المستهلكين العرب عنها، لأنهم شعروا بالمودة.

نقلت شركة جيانغهوا كل منتجاتها في الخط الأمامي إلى سورية للعرض، فكانت أكبر شركة صينية مشتركة في المعرض من حيث عدد السيارات. زد على ذلك ضم وكيل سيارات جيانغهوي سياراته الثلاث الفاخرة بعلامة suv إلى القافلة لشق الطريق لها.

السيارات الصينية، ترحب بك في سورية

حاليا تعتمد سورية على استيراد المنتجات الصناعية، خاصة السيارات. تشير الأرقام إلى أن سورية تستورد نحو 60 ألف سيارة سنويا، تصدر الصين حاليا نحو 20 ألف سيارة إليها سنويا.

قال أحد المستثمرين السوريين إن سورية تحتاج كل المنتجات الصينية، لأن علاقة التعاون الممتازة بين الصين وسورية قائمة منذ فترة بعيدة، لذلك اختارها هذا المعرض المتجول.

السبب الهام لاختيار سورية لموقع المعرض المتجول يعود إلى الظروف الجغرافية الفريدة لسورية، حيث تقع سورية بغربي آسيا، وعلى الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، تجاور تركيا شمالا، لبنان غربا، العراق شرقا، الأردن جنوبا، كانت محور تجارة ومواصلات للشرق الأوسط في التاريخ.

دخول السيارات الصينية السوق السورية الرئيسية

المستهلك هو الذي يقرر مصير المنتجات. إذن كيف ينظر المستهلكون السوريون إلى السيارات الصينية؟

في شارع خاص لبيع قطع غيار السيارات بدمشق قال أحد المستهلكين السوريين إن نوعية السيارات الصينية ممتازة، كلنا نحبها. وقال مستهلك آخر إن نوعية السيارات الصينية جيدة، لا تختلف عن السيارات اليابانية والكورية الجنوبية.

عبر كثير من المستهلكين السوريين عن رغبتهم في السيارات الصينية، خاصة أسعارها الرخيصة. لكن بعضهم قالوا إن كلفة الصيانة غالية، ونوعيتها ليست مستقرة، خاصة ان علاماتها ليست معروفة، ذلك هو السبب الرئيسي المؤثر في شرائهم للسيارات الصينية، قال واحد منهم: يبدو أن السيارات الصينية ليس لها علامات مشهورة، بالإضافة إلى أنها دخلت السوق السورية حديثا، لا أعرفها جيدا، عليّ أن أنتظر وأرى.

أثناء التحقيق اكتشف الصحفيون أن أهم منافس للسيارات الصينية في الشرق الأوسط هي السيارات اليابانية والكورية الجنوبية، ثم كمية كبيرة من السيارات الأجنبية المستعملة. دخلت السيارات اليابانية والكورية الجنوبية سورية مبكرا، بل معظم السيارات اليابانية والكورية الجنوبية المصدرة إلى الشرق الأوسط صممت خصيصا لهذا الإقليم، مثلا، صندق المياه، لأن الجو بالشرق الأوسط حار، حجمه كبير في السيارات اليابانية والكورية الجنوبية تسهيلا لتوزيع الحرارة، لكن الشركات الصينية لم تفكر في ذلك. إلى جانب ذلك، لا يوجد نظام صارم للإبلاغ عن الأعطال في دول كثيرة بالشرق الأوسط، لذلك تدفقت كمية هائلة من السيارات الأوروبية والأمريكية المستعملة فيها. مقارنة مع ذلك تفوق السيارات الصينية في الأسعار ليس بارزا كبيرا.

بالنسبة للتجار السوريين كان المعرض المتجول أفضل فرصة ليعرفوا السيارات الصينية، لأن السيارات الصينية الرخيصة الأسعار والجيدة النوعية ذات تفوق كبير في التنافس في بعض الأقاليم بالشرق الأوسط.

في شارع بقلب دمشق لافتة لإعلان ظاهر لسيارات شيالي، قال المحليون إن أسعار الإعلان في هذا الشارع غالية، لدرجة أن السيارات اليابانية والكورية الجنوبية لا تضع أعلاناتها به، فمن المؤكد أن الشركة التي يمكنها أن تنشر الإعلان فيه من الشركات القوية الكبيرة. بإرشاد المحلييين وجد الصحفي أن صاحب الإعلان هو شركة حمص التجارية.

بعد أن عرف السيد عاطف نائب مدير الشركة أن الصحفي الصيني يريد تغطية الأخبار عن شركته سر عظيما، وأخذه لزيارة الشركة، وقال: شركته أكبر شركة تبيع السيارات بسورية. وسيارات شيالي الصينية أحد المنتجات الرئيسية التي تبيعها الشركة بالوكالة. مقارنة مع سيارات الدول الأخرى، المكون التكنولوجي بالسيارات الصينية كبير، وبيعها جيد، لذلك عملنا الرئيسي حاليا هو الوكالة للسيارات الصينية.

قبل 3 سنوات كانت هذه الشركة شركة غير معروفة، تبيع نوعا من السيارات الإيرانية رئيسيا. في عام 2003، عرف عاطف سيارات شيالي من إنتاج شركة ييتشي لأول مرة مصادفة، فتأثر كثيرا بشكلها البسيط ونظام السيطرة الممتاز واسعارها الرخيصة مقارنة مع السيارات الإيرانية. فاستورد 500 سيارة بعلامة شيالي لعرضها في أفضل مكان بمعرض الشركة، وبدأ بيع السيارات الصينية.

قال: في البداية كان كثير من السوريين يهتمون بالسيارات الصينية، وقبلوها. يمكنك أن ترى السيارات الصينية تجرى في كل الشوارع.

باع عاطف سيارات شالي الـ500 في اقل من شهر واحد، مما قوى عزيمته. سافر إلى الصين في بداية عام 2004، بعد التحقيق الدقيق وقع اتفاقا مع شركة ييتشي، فاصبح أول وكيل سوري للسيارات الصينية. اليوم لديه شبكة بيع خاصة، بل لديه مصنع لصيانة السيارات. وازدد عدد السيارات التي يبيعها سنويا، أكثر من 10 آلاف سيارة بالمتوسط، أكثر من نصفها من السيارات الصينية. بفضل هذه النتيجة أصبحت شركته أكبر شركة تبيع السيارات بسورية.

قال: حاليا أقيم مصنعا لتجميع السيارات الصينية في منطقة الاقتصاد والتجارة الحرة بجانب دمشق. سيبدأ عمل خط الإنتاج بعد عدة اشهر، سيكون التعاون بيننا وبين الشركات الصينية أوثق في المستقبل.

 

شبكة الصين  / 24 مايو 2006 /

Thursday
May 25, 2006
الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688