في اليوم الثالث عشر من يوليو عام 2001 عندما أعلن عن نجاح الصين في طلب استضافة الدورة الأولمبية 2008 تحققت أكبر أمنية في حياة السيد خه تشن ليانغ.
قبل 5 سنوات وعندما يقدم عرض طلب بكين في موسكو، دوى صوت خه تشن ليانغ ليبقى دائما في ذاكرة التاريخ: "باختيار بكين ستأتون إلى بلد به خمس تعداد سكان العالم لأول مرة في تاريخ الأولمبياد، ليجد أكثر من مليار من أبناء الشعب فرصة لخدمة الحركة الأولمبية بقوة ابتكارهم وروحهم المعطاءة.." "إذا منحتم شرف استضافة الدورة الأولمبية لبكين، يمكنني أن أضمن أن بكين ستجعلكم تفتخرون بقراركم اليوم بعد 7 سنوات."
اليوم انسحب السيد خه تشن ليانغ إلى الخط الثاني ليتولى الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الصينية، قدم لنا تفسيرا آخر للألعاب الأولمبية حيث قال: "في15 يوما، تقدم الصين 5000 سنة للعالم".
من المعروف أن الألعاب الأولمبية لا تدفع الاقتصاد البلد المضيف لها فقط، بل تلعب دورا لا يستهان به في نشر ثقافة هذا البلد إلى العالم ورفع مكانته السياسية.
قال السيد خه، الدورات الأولمبية كانت تقام في أوروبا و الأمريكية الشمالية في الماضي، جاءت إلى آسيا لأول مرة عام 1964 حيث استضافتها اليابان. قبل هذه الدورة كانت البضائع اليابانية مرادفا للمنتجات السيئة النوعية، بعد ستينات القرن الماضي قدمت الدورة الأولمبية إسهاما عظيما لاقتصاد اليابان. ودورة سول عام 1988 لعبت دورا في تنشيط اقتصاد كوريا الجنوبية ليس ذلك فقط، بل فتحت مجالا دبلوماسيا دوليا لكوريا الجنوبية التي كانت في موقف سلبي دبلوماسيا، فدخلت صفوف الشريحة الوسطى من الدول المتقدمة اقتصاديا، بينما حققت نجاحا سياسيا كبيرا.
"زرت دولا كثيرة، فوجدت شيئا مشتركا: إذا تطورت أمة في رياضتها البدنية، تكون ملامحها المعنوية في وضع إيجابي ومتصاعد. لا يمكن إهمال تأثير دورة بكين في الثقافة الصينية." قال ذلك خه تشن ليانغ.
واستطرد قائلا: "الصين لها ثقافة وتاريخ مستمر لأكثر من 5000 سنة، ستتيح دورة بكين الأولمبية 15 يوما للصين لتقدم للعالم 5000 عام!" في ذلك الوقت سيأتي إلى الصين مسؤولون حكوميون ولاعبون من 203 دول ومناطق بالعالم، وسيبلغ عدد مشاهدي الدورة 40 مليار فرد/مرة، الأمر الذي يعتبر فرصة سانحة لتعرف شعوب العالم الثقافة الصينية وتفهمها.
حفل افتتاح دورة بكين: لن تكون ثقافة ميني جيب وفستان تشيباو، ولا ثقافة ميدان
حفل الافتتاح يكون بؤرة اهتمام الناس دائما، حفل الافتتاح الناجح يعني نصف نجاح دورة.
قال خه تشن ليانغ: "حفل الافتتاح هو الاختبار المركزل لكل دورة أولمبية، وقد اصبح على نحو متزايد فرصة للبلد المضيف ليعرض ثقافته وروح أمته. تعمل لجنة بكين الأولمبية على جمع كل الافكار الرائعة والاختيار المتكرر لضمان أن يكون حفل الافتتاح لدورة بكين أعظم مهرجان يجسد تراث الثقافة الصينية الواسعة والرائعة."
بعد ثمانينيات القرن الماضي، تحول حفل الافتتاح لكل دورة من "اتخاذ الرياضية البدنية كموضوع رئيسي" إلى "أتخاذ الثقافة كموضوع رئيسي". قال خه: "حفل افتتاح دورة بكين الذي أتمناه هو وليمة ثقافية فاخرة مرتبطة بالرياضة البدنية ارتباطا وثيقا ويعكس نخبة الثقافة الصينية. يعود تاريخ الثقافة الصينية إلى 5000 عام، يصعب عرضها في حفل الافتتاح الذي يستمر لأكثر من ساعة واحدة فقط، لكن يمكن التأكيد أن الثقافة الصينية الممتازة ليست ثقافة الميني جيب وفستان تشيباو، وليست ثقافة ميدان. سنجعل شعوب العالم تشعر بأن الصين بلد إيتيكيت، وبأن أبنائها يتمتعون بسعة الصدر".
وقال أيضا: إن الألعاب الأولمبية نبعت من أوروبا، لكن تمتزج فيها الثقافات المتعددة اليوم، أبرز نقطة للثقافة الأوربية هي التأكيد على التنافس، بينما تهتم الثقافة الرياضية الصينية بالتهذيب الذاتي أكثر، تشهد الثقافتات تطورا اليوم كل على حدة، والألعاب الأولمبية تجعل الثقافيتين الصينية والغربية يمتزجان بعضهما مع بعض على نحو أكثر.
ألعاب الووشو الصينية تتجه إلى العالم
ألعاب الووشو، وهي زهرة رائعة في حديقة الثقافة الصينية، لم تنضم إلى المباريات الأولمبية حتى اليوم، مما يجعل السيد خه تشن ليانغ يشعر بالأسف
حاليا توجد جمعيات واتحادات للووشو في أكثر من 100 بلد ومنطقة، مما يشير إلى أن الووشو ينتشر بسرعة في العالم.
قال السيد خه: "ألعاب الووشو الصينية ذات معارف وعلوم واسعة وعميقة، فالووشو يؤكد على المعنويات، لكن نظام المباريات الحالي يحتاج إلى معايير كمية، مثلا الجمباز والانزلاق الفني على الجليد وغيرهما من المباريات التي تعتمد على التقييم الذاتي، لها سلسلة من المعايير الكمية في التقييم، لكن هذا لا يناسب ألعاب الووشو، الأمر الذي يشكل أكبر عائق لدخولها في المباريات الاولمبية."
"الإقبال الذي تشهده ألعاب الووشو في الأرياف الغربية أعظم من المدن الشرقية، الطلاب في الحضر يرغبون في التدرب على التايكوندو، ولا يرغبون في الووشو. العالم عرف ألعاب الووشو الصينية من خلال أفلام الووشو، هذه المعرفة سطحية وجانبية، علينا أن ندرس كيفية تحقيق تدويل الووشو، لتكبر وتنتشر في العالم.
وقال خه تشن ليانغ: من المؤكد أن مزيدا من الناس بالعالم سيعرفون الووشو ويحبونها من خلال دورة بكين الأولمبية. ستأخذ دورة بكين الثقافة الصينية الممتازة إلى العالم".
(الكاتب: خه تشن ليانغ، الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الصينية، اشترك مرتين في أعمال طلب استضافة الدورة الأولمبية، ووهو الذي قدم عرض الطلب الصيني أثناء التصويت في المرتين، فهو شاهد على فشل بكين في طلب الاستضافة ثم نجاحها.)
شبكة الصين / 24 مارس 2006 /