أحد المسؤولين بوزارة الإعلام: لماذا تسمي الصين نفسها دولة نامية؟
كثير من الأفارقة يحصلون على معلوماتهم عن الصين من محطات التلفزيون الفضائية. ناطحات السحاب والطرق السريعة السهلة االتي يرونها على شاشات التلفزيون تجعل الأفريقي الذي لم يزر الريف الصيني لا يصدق أن بها فقرا وبطالة، ويتصورن أن الصين ممتازة في كل شيء، مثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة.
حتى سأل أحد المسؤولين الكبار بوزارة الإعلام الزيمبابوية الصحفيين الصينيين: "لماذا تصر الصين على أنها من الدول النامية؟" كلما سمعت الأفارقة يتحدثون عن ازدهار الصين، أعتقد أنه من الضروري أن نخبرهم أن نحو مائة مليون صيني لا يزالون يعيشون على خط الفقر حاليا.
المدير التنفيذي لمجموعة صحفية: هل يمكن أن تكون الصادرات الصينية إلى افريقيا رخيصة وذات نوعية أفضل؟
في متاجر مختلف الدول الأفريقية، كل الأجهزة الكهربائية المنزلية مستوردة من جنوب أفريقا واليابان وكوريا الجنوبية، بينما تلعب الصين الدور الرئيسي في الأزياء والبضائع اليومية الصغيرة. لكن سرعان ما أصبحت سمعة البضائع الصينية سيئة في افريقيا بسبب نوعيتها السيئة، وهذا أثار سخط كثيرين منها.
السيد موتاسا، المدير التنفيذي لمجموعة زيمبابوي الصحفية. قال لي إنه زار الصين، وانطباعه عن شانغهاي أعمق. المتاجر الصينية عامرة بالبضائع، أسعارها رخيصة، ونوعيتها ممتازة. لكن لماذا نوعية بعض البضائع الصينية المصدرة إلى الأسواق الأفريقية ردئية؟
عامل صيانة: لماذا يمكن للتاجر الصيني الذي يبدأ أعماله من الصفر أن يشتري سيارة وبيتا بعد سنتين من وصوله إلى أفريقيا؟
في إحدي المكتبات بمنطقة لوساكا في زامبيا بادر عامل صيانة من البيض بجنوب أفريقا الحديث معي. بعد أن عرف أنني صيني، بدأ يعلق على الصينيين في أفريقيا وسألني: "هل تعرف ما الذي يثير إعجابي بالصينيين أكثر؟ يأتون إلي هنا صفر اليدين، ولكن بعد سنتين يمتلكون كل شيء. لا يخشون التعب ويقومون بأعمال رائعة."
سمعت هذا التعليق أكثر من مرة في جنوب أفريقيا. لذلك هناك من توقع أن تطور الصين تيار لا مفر منه في المستقبل بفضل جرأة وعمل الصينيين.
مدير قسم بأحد الفنادق: العلاقات بين حكومتي الصين وزيمبابوي ممتازة، لماذا لا يأتي السائحون الصينيون إلى زيمبابوي؟
في أول لقاء بيننا ظن مدير قسم بأحد الفنادق بزيمبابوي أنني ياباني، بعد أن عرف أني صيني، سألني: "يعرف كل الناس أن العلاقات بين حكومتي الصين وزيمبابوي وثيقة جدا، لكن لماذا يأتي قليل من السائحين الصينيين إلى زيمبابوي؟"
معظم السائحين في زيمبابوي قادمون من الدول الأوروبية والأمريكية، حيث يمثلون 79% من إجمالي السائحين الأجانب حتى اليوم، وعدد السائحين من اليابان والصين وغيرهما من الدول الآسيوية لم يتجاوز 5%. في هذه الفترة التي تعاني فيها زيمبابوي من التدهور الاقتصادي وقلة العملة الصعية تحتاج حكومة زيمبابوي بإلحاح مزيدا من السائحين الصينيين لتحقيق الدخل بالعملة الصعبة لهذا البلد.
نادل بأحد المطاعم: في المطاعم الصينيون مسرفون كثيرا، لماذا لا يطلبون أطباقا أقل لدفع بقشيش للعالمين؟
فال لي أحد الطباخين الصينيين الذين يعملون في مطعم صيني بزيمبابوي، عندما وصل إلى زيمبابوي قبل 10 سنوات، كان صاحب المطعم الصيني الذي كان يعمل فيه لا يحب أن يستقبل الصينيين في مطعمه، فلم يفهم السبب، ورفض صاحب المطعم أن يشرح له السبب. فسأل العاملين السود بالمطعم، فقالوا له إن الصينيين كانوا دائما يطلبون أطباقا كثيرة في المطعم، ويسرفون كثيرا لأنهم لا يستطيعون أكلها. لماذا لا يمكنهم أن يطلبوا أقل لتوفير النقود ودفع بقشيش للعاملين بالمطعم؟"
آراء الأفارقة في الصينيين محصلة من الأمور الصغيرة. تزداد معرفة الصينيين عن الأفارقة بمرور الأيام. في بداية وصولي إلى أفريقيا، لم أفهم لماذا يطلب بعض الرجال الأفارقة مني، وأنا المرأة الصينية، بعض الأشياء أو المساعدات. فشرح لي الآخرون قائلين إنه في أفريقيا، إذا طلب الآخرون منك شيئا، يعني ذلك أنهم يعتقدون أنك قادر على مساعدة الضعفاء وهذا يعتبر نوعا من الاحترام لك. وهكذا الآن أفهم عندما يطلب بعض الأشخاص مني شيئا وعندما يطلبون المساعدة من حكومة الصين. في عيون الآفارقة، الصين لديها القدرة على مساعدة الأصدقاء الأفارقة.
شبكة الصين / 24 يناير 2006 /