السيد تشاو تشي تشنغ الذي رأس مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني لمدة سبع سنوات وثمانية أشهر، عُرف بأسلوبه الطبيعي والواقعي في الإعلام، أسلوب "شرح الصين للعالم". الوزير تشاو وإن كان تقاعد من منصبه كرئيس للجهاز الإعلامي الصيني في أغسطس 2005، فإن مهمته في شرح الصين للعالم لم تنته.
قال تشاو تشي تشنغ: "هناك صين جديدة تولد كل يوم"، لذلك يجب أن يكون للصين دور متألق على الساحة الإعلامية الدولية. والحوار مع المجتمع الدولي والعلاقات الطيبة معه والتواصل معه وكسب ثقته ودعمه يحتاج جيشا من قوات الاحتياط من أجل "شرح الصين للعالم".
السيد تشاو الذي يتولى حاليا عمادة كلية الإعلام بجامعة رنمين (الشعب)، يشغل أيضا منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
في يومي 15 و19 ديسمبر أجرينا معه هذا الحوار في مكتب الإعلام بمجلس الدولة.
سؤال: في فترة رئاستكم لمكتب إعلام مجلس الدولة لعبتم دورا كبيرا في تحديث وتنشيط نطام المتحدث الرسمي. وبعد أن توليتم منصب عميد كلية الإعلام في "رنمين"، طرحتم فكرة إعداد مسؤولي الإعلام، لكن هناك من يرى أن الصين في حاجة إلى إعلاميين متخصصين وليس مسؤولين إعلاميين، فكيف ترون هذه القضية؟
تشاو تشي تشنغ: علي أن أوضح أولا أن العاملين في مجال الإعلام يشملون المتحدثين الرسميين باسم الحكومة، وهذه نقطة أهملناها إلى حد ما في الماضي. المتحدثون الرسميون باسم الحكومة من الكفاءات الإعلامية التي نحتاجها.
وعندما يتعلق الأمر بدورة نشر الأخبار، وتريد الحكومة توضيح سياستها أو شرح ظروف وواقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يكون المتحدث الرسمي المصدر الأول، وتكون وسائل الإعلام قنوات النشر؛ ويكون الصحفيون لاعبي سباق التتابع في قنوات النشر. إذا لم يعلن المتحدث شيئا حول قضية تهم الراي العام، فإن الباب يكون مفتوحا لاجتهادات وتخمينات عشوائية. يمكن القول إن بعض الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام ليست صحيحة، فعلى المتحدث أن يتحمل المسؤولية إلى حد ما.
إلى جانب ذلك، البعض من الناس فضولي بطبيعته، يحبون قراءة قصص وحكايات، وأحيانا إذا لم نبادر برواية الحكاية، يبادر الآخرون بنشر حكايات، قد تكون كاذبة بل وشيطانية. لذلك علينا أن نقول الخبر مبكرا، لأنه إذا سبقك الآخرون برواية الحكاية الكاذبة ثم جئت أنت تحكي، تكون حكايتهم هي الأقوى لأن "الانطباعات الأولى هي الأقوى"، وتكون النتيجة في أفضل الأحوال 1 : 1، ولا يمكن محو تأثير الحكايات الكاذبة تماما.
من هنا يمكن أن ندرك أهمية إعداد المتحدث المقبول، على نفس مستوى إعداد الإعلاميين الآخرين، من أجل إعلان وتوضيح سياسات الحكومة و"شرح الصين للعالم". الإعلام نوع من القوة "اللينة"، تستخدمها كل الدول، علينا أن نرفع مستوانا في قص الحكايات الصينية الحقيقية بواسطة أجهزة الإعلام.
سؤال: كيف تقيمون نظام المتحدث الإعلامي في الصين؟ ما هي الجهود التي علينا أن نبذلها؟
تشاو: نظام المتحدث الإعلامي ليس وليد السنوات الأخيرة، فنظام المتحدث الرسمي أقيم في وزارة الخارجية قبل سنوات عديدة. لكن هذا النظام لم يعمم ولم يكن معياريا. إن ما يحتاج الناس إلى معرفته ليست الشؤون الخارجية وحدها، بل الأحوال الاجتماعية الشاملة، مثل الضرائب وحماية البيئة والمواصلات والعلاج والتعليم وإنفلونزا الطيور وغيره من شؤون الأمن العام. لذلك يجب دفع الوحدات المركزية والحكومات المحلية لتكمل وتحسن نظمها الإعلامية.
نظام المتحدث الإعلامي أمر عادي في كثير من الدول، بينما نحن لا نطبقه جيدا ولا دائما. يعني تعميمه أن تطبقه مختلف الوزارات واللجان المركزية والحكومات على مختلف المستويات؛ و"دائما" تعني ألا نكتفي بتطبيقه مرة كل عدة أشهر أو كل عدة سنوات.
اعتبارا من سبتمبر 2003 بدأ مكتب الإعلام لمجلس الدولة يقيم دورات تدريبية متواصلة لإعداد الأفراد من المتحدثين الإعلاميين لمختلف الوزارات واللجان والحكومات المحلية. في عام 2004، أقام المكتب 12 دورة تدريبية في بكين حضرها أكثر من ألفي شخص.
سؤال: من أجل "شرح الصين للعالم"، ما هي المهارات الأساسية التي ينبغي أن يتقنها الإعلاميون والمتحدثون الحكوميين؟ هل علينا أن نعرف " مكانة الصين" أساسيا؟
تشاو: في تقدديري علينا أن نجعل العالم يفهم أحوال الصين الأساسية- تنمية الصين، مستقبل الصين، بل ينبغي أن يفهمها الصينيون أنفسهم، لأن المواطنين عندما يعرفون أحوال الدولة وسياساتها، يشاركون في شؤون بلدهم، وتتضافر جهودهم في بناء الدولة، هذا هو دور الإعلام. وكما أسلفت، يحتاج المتحدث والإعلامي إلى التدرب على "المهارات الأساسية". كيف نجعل الأجانب يفهمون إن لم نفهم نحن جيدا؟!
كما نعلم أن هناك دولا غير ودية تجاه الصين، وعندما تتحدث أجهزة إعلامها عن الصين يكون هناك دائما حكم مسبق بسبب الاختلاف الفكري. هم يقولون إن الصين تختلف عنهم في النظام السياسي، ولا توجد ديمقراطية وحرية في الصين. الجزء المخفي في كلامهم هو خشيتهم من صعود الصين.
واجبنا أن نقول لهم إن "الدولة الكبيرة" لا تعني بالضرورة "أنها مخيفة"، يمكن لدولة كبيرة أن تجعل الآخرين يحبونها. إذا كانت الدولة الكبيرة دولة مسؤولة سوف يثق بها الآخرون ويشعرون بالأمن تجاهها. هكذا يمكننا أن نجعل الدول المجاورة والدول البعيدة جغرافيا تثق بنا. ما هي النتيجة التي نريد تحقيقها من خلال "شرح الصين للعالم"؟ هي أن يفهم العالم الخارجي الصين ويعامل الصين معاملة ودية ويدعم الصين.
المهارة الأساسية للإعلامي والمتحدث الحكومي هي "معرفة الشئون الداخلية للدولة ومعرفة العالم الخارجي".
سؤال: ما رأيكم في النتيجة الإيجابية للإعلام؟ هل من الممكن أن يسبب الاهتمام بالنتيجة الإيجابية حالة "إخفاء الذنوب وتغطية العيوب"؟
تشاو: لماذا هناك بعض الأخبار السخيفة؟ لماذا يوجد من ينشر أخبارا كاذبة؟ إلى جانب المهارات الأساسية، أرى أن هذا له علاقة بمنظومة القيم والمواقف. يجب أن يكون للصحفي موقف، عليه أن يتحمل مسؤوليته الاجتماعية. إن قيمة المقال تعتمد على تأثيره الاجتماعي، و المقال الممتاز الذي يمكنه أن يثير هزة كبيرة في المجتمع، يعود السبب لذلك إلى أنه ساهم في دفع تطور وتقدم المجتمع، وليس اختلاق خبر غريب من أجل الإثارة. القيمة الأساسية للصحفي هي أن تكون لكتاباته نتيجة جيدة.
مثلا، في متابعتنا الإعلامية لانفلونزا الطيور، ننصح الجميع بعدم تناول الطيور التي ماتت مريضة، وننصح بحقن الطيور باللقاحات ونحث المواطنين على الالتفاف حول الحكومة، والاستجابة لإرشادات وزارة الصحة. كل ذلك إسهام إيجابي. لذلك ينبغي أن تكون قيم الصحفي ومواقفه نابعة من العمل من أجل مصلحة الغالبية العظمي من المواطنين. إن الاهتمام بالنتائج الإيجابية لا يعني إخفاء الأخطاء والتستر على العيوب، لأن ذلك لا يتفق مع مصالح المواطنين.
بالنسبة للصحفي، مهارة "الحوار" مهمة جدا. قدرته الشاملة = مؤهله × قدرته على التواصل. الحوار يجب أن يكون له عمق، يجب احترام رأي، ومعرفة أفكار الطرف الآخر، يجب حفز الطرف الآخر ليعبر عن نفسه. إذا تحدثت حول ما ترغبه أو ما تعرفه فقط، سيفشل الحوار.
سؤال: عملتم أكثر من عشرين سنة في المجال النووي والفضائي، عايشتم فترة الحصار التكنولوجي الذي فرضته الدول الأجنبية على الصين. هل أثرت مشاركتهم في التنافس التكنولوجي المتقدم مع الدول الأخرى في نظريتكم حول الإعلام.
تشاو: التحقت بالجامعة الصينية للعلوم والتكنولوجيا عام 1958، ودرست الفيزياء النووية التجريبية- تثبيت خصائص النظرية النووية والاكتشاف النووي بأسلوب التجارب، بعد تخرجي عام 1963 وزعت إلى وزارة الصناعة النووية للعمل في مجال البحوث العلمية والتصميم، وكان ذلك بعد انسحاب الخبراء السوفيت بفترة طويلة.
وقد قال لنا الزملاء القدامى إن الخبراء السوفيت أحرقوا تصميمات وخرائط المشروعات على الملأ عند انسحابهم. كان تأثير ذلك كبيرا، لكنه دفع علماء الصين إلى الجبهة الأمامية.
برغم عدم وجود دعم خارجي، تطورت المشروعات النووية والأسلحة النووية الصينية بسلاسة. عندما ننظر إلى ما حققناه، نجد أننا طورنا بصورة جيدة كل التكنولوجيا التي منعت الدول الأجنبية نقلها إلى الصين، وهي التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا الصواريخ.
وهكذا يمكننا ان نقول إننا بقينا على قيد الحياة بعد أن سقطنا في أرض الموت، وهذا دليل على أننا حققنا التقدم بسبب ثقتنا بأنفسنا، ولم نعلق آمالنا على الآخرين. في ذلك الوقت كانت الصين تبني صناعات متقدمة، ولكن لم يكن في الصين مقررات دراسية ولا مراجع كافية، وكان على الصينيين أن يعتمدوا على المعلومات الأجنبية، حتى تقطعت القواميس.
خلاصة تجربتي في تلك الفترة هي أن الصينيين عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا العالية، الصينيون لديهم القدرة على تسلق القمم الشامخة للعلوم التكنولوجيا. وقد اصبح ذلك قاعدة لثقتي بالنفس في أعمالي ذات العلاقة بالأجانب بعد تلك الفترة.
سؤال: البعض يرى أن تطوير منطقة بودونغ (في شانغهاي) كان بمثابة رفع الستار عن "شرح الصين للعالم". ما هي خبراتكم العملية الأخرى التي ساعدتكم في ""معرفة الشئون الداخلية للدولة ومعرفة العالم الخارجي؟"
تشاو: في عام 1975 نقلت من وزارة الصناعة النووية إلى مصنع أجهزة الإذاعة بشانغهاي. كانت الصين بدأت تنتج أجهزة الاستقبال بالألوان والفيديو والتلفزيون الملون بصورة تجريبية. في جهاز الفيديو عنصر بصري محوري، يسمى "ملف ضبط البؤرة المائلة بأنبوب التصوير"، ثمنه باهظ. نجحت في تصميم وتصنيع هذا العنصر، مما حل مشكلة استخدامه بالصين، بل بدأت الصين تصديره.
كنت مهندسا لتصميم مشروعات البحوث العلمية في وزارة الصناعة النووية، ومصنع أجهزة الإذاعة عمله التصميم للإنتاج. لغة المهندس تختلف عن لغة العالم: يهتم العالم بالمبادئ، فهو دائما يسأل لماذا هذه النتيجة، بينما يهتم المهندس بالممارسة، فمهمته هي كيفية تصنيع المنتجات. تجربتي في تلك الفترة ساعدتني في تعميق معرفتي حول الإنتاج الصناعي.
في مايو 1984 نقلت إلى لجنة الصناعة بمدينة شانغهاي نائبا لأمين الحزب ومسؤولا عن مكتب صناعة الدفاع الوطني بشانغهاي. بعد نصف سنة من ذلك، عينت نائبا لرئيس دائرة التنظيم بلجنة الحزب في شانغهاي؛ وبدأت أعمل كعضو دائم للجنة الدائمة للجنة الحزب بشانغهاي ورئيس دائرة التنظيم منذ عام 1986، وكان هذا المنصب هو أول خطوة في تربيتي السياسية. في تلك الفترة، قدم لنا كثير من الرفاق القدماء تجاربهم الثورية شفويا، كتعويض لما لم نتعلمه بسبب الظروف في الماضي.
كانت مشاركتي في تنمية بودونغ فرصة منحها لي عصرنا. لم تحقق فقط تنمية بودونغ ثمارا للتنمية الاجتماعية، بل ربت وصقلت العديد من الكفاءات البشرية.
من أجل التعريف ببودونغ سافرت إلى دول كثيرة لنشرح بودونغ بالشكل الذي يمكن أن يفهموه. وفي ناحية أخرى، استقبلت عددا كبيرا من الأجانب. لذلك ذاعت شهرة بودونغ بسرعة في العالم. حتى أن خريطة بودونغ موجودة بالمجلدات الفرعية للخرائط التي نشرتها نيويورك عام 1994، لكن للأسف لا توجد خريطة لبودونغ في المجلدات الفرعية لخريطة الصين. جاءت طوابير من المستثمرين الأجانب، فأتيحت لنا فرص للحوار مع الشخصيات الهامة في الاقتصاد والسياسة بالعالم.
سؤال: ثمة آراء بأن المدرسين في كليات الإعلام يفتقرون إلى الممارسة الإعلامية ، فما رأيكم في هذا؟
تشاو: ينغي أن تتوفر للصحفي المقدرة على تقييم الخبر وسبر أغواره والتعبير عنه بصورة صحيحة وسليمة. كل ذلك بحاجة إلى ممارسة. إذا لم تمارس أي عمل إعلامي واقعي، سيكون من الصعب أن تقدم دروسا لصحفيي المستقبل، وستكون بحاجة إلى بذل جهود أكبر. أما إذا مارس الشخص الصحافة أولا ثم عمل مدرسا في كلية إعلام سيكون بوسعه أن يتحدث عن تجاربه الحقيقية.
تعويض ذلك أن يصحب المدرس طلابه إلى الممارسة الواقعية، أن يتدربوا في الأجهزة الحكومية وفي أجهزة الإعلام. وفي نفس الوقت، يمكن تبادل الأعمال، فلا بأس في أن يعمل المدرس إعلاميا، وأن يعمل الصحفي أو المسؤول الإعلامي مدرسا لفترة. ثمة أسلوب آخر للجمع بين النظرية والتطبيق وهو الجمع بين المنظرين وممارسي الأعمال الواقعية.
سؤال: كنتم مسؤولا إعلاميا، فما هو الفرق في رأيكم بين المفهوم التعليمي لكليات الإعلام في جامعات رنمين وتشينغهوا وبكين؟
تشاو: بينها نقاط مشتركة واهتمامات مختلفة. عميدا كليتي الإعلام بجامعتي تشينغهوا وبكين من إعلاميين كوفئين ومخضرمين. من ناحيتي، سأبذل جهودا أكثر لإرشاد الطلاب في التفكير في العلاقة بين الإعلام وتنمية المجتمع الصيني ومكانة الصين الدولية. ماذا علينا أن نعبر عنه؟ كيف نتغلب على العوائق الثقافية؟ أين تلك العوائق؟ لماذا لا يفهم الأجانب كتاباتنا أحيانا؟ "معرفة الشئون الداخلية للدولة ومعرفة العالم الخارجي".
سؤال: هل تكنون مشاعر خاصة للجامعات؟
تشاو: نعم. والداي كانا مدرسين بجامعة ناكاي، بدءا عملهما في الجامعة منذ نهاية أربعينات القرن الماضي حتى الآن، 60 سنة. أقمت معهما في الجامعة سنوات طويلة، وأحببت بيئة الجامعة كثيرا. كانت أمنية والديً أن أعمل معلما وليس في المجال السياسي. أنا الوحيد من بين أفراد أسرتي الذي انخرط في العمل السياسي. لي شقيقان أصغر مني، أحدهما يعمل أستاذا للأدب المقارن في إحدى الجامعات الأمريكية، الآخر عمل أستاذا لفيزياء الليزر في جامعة الصناعة ببكين أولا ثم في جامعة نانكاي.
سؤال: كيف ترتب عملكم في كلية الإعلام بجامعة رنمين؟ قيل إنكم تدبرون لقاءات حوارية بين الشخصيات المشهورة والطلاب؟
تشاو: بالنسبة للأعمال في جامعة رنمين لا أنوي أن أتدخل في تفاصيل الإدارة كثيرا. سأركز جل اهتمامي على مناهج التعليم واتجاه البحوث العلمية وموضوعات الأطروحات. الأهم أنني سأسعى لزيادة ذكاء الطلاب من خلال بعض الترتيبات. سأدعو شخصيات مشهورة صينية وأجنبية للتحدث معهم.
أخطط أيضا أن أشرف على رسائل الدكتوراه. لقد أشرفت على 8 طلاب لإعداد الدكتوراه في تخصص الاقتصاد الإقليمي، تخرج 6 منهم. في المستقبل قد اشرف على بعض الطلاب لإعداد الدكتوراه في تخصص الإعلام.
سؤال: كيف تقيم مسيرتكم الماضية؟
تشاو: أعتقد أنني محظوظ أن أعيش في هذا العصر. عندما كانت بلادنا تحتاج إلى صناعة الدفاع الوطني، كنت في قطاعها؛ بعد الإصلاح والانفتاح في وقت تنمية صناعة بلادنا، كنت في قطاع الصناعة؛ وفي وقت التعاقب بين الجيل والقديم والجيل الجديد لتطوير نظام شؤون العاملين بالصين، كنت في دائرة التنظيم؛ في وقت التعبير عن الصين للخارج كنت في مكتب الإعلام لمجلس الدولة. بالطبع كل ذلك لا يخلو من مصادفة. لا أؤمن بالصدف، لكنها تحدث أحيانا. أرى أن نداء العصر هو قوة محركة وبيئة لتقدمنا. الفرصة لا تتاح إلا لمن يستعد لها، وباجتهاد.
سؤال: إذا أتيحت لكم فرصة أخرى للاختيار، ماذا سيكون اختياركم؟
تشاو: سؤال صعب. من الأفضل أن اختار قطاعا تحتاج إليه الدولة، لكن أتمنى أن يكون ذلك القطاع يهتم بالعلم والمنطق. لا أحب الأعمال ذات الأهداف غير الواضحة أو الغامضة. علمتني دراسة العلوم أن المنطق هو الوضوح.
شبكة الصين /5 يناير 2006/