جيانغ يون يان: الهة الحياة على جبل كالاكونلون

من جندية إلى رئيسة ممرضات، ومن فتاة عمرها 17 سنة إلى أم في الـ31 من عمرها، جيانغ يون يان قد وهبت أجمل سنوات عمرها إلى الهضبة المغطاة بالثلوج في منطقة جبل كالاكونلون.

وتعمل جيانغ - وهي مندوبة شابة في المؤتمر17 الوطني للحزب الشيوعي الصيني-تعمل في محطة طبية تعتبر الأكثر ارتفاعاً عن سطح البحر والأشق أوضاعاً سكنية والأقل تمويناً بين جميع محطات الجيش ، وذلك اعتماداً على وطنيتها الصادقة وعزمها الثابت تجاه قضية الدفاع عن الحدود. وتتخذ جيانغ حماية صحة الجنود البدنية والعقلية كأرقى شرف لها منذ أكثر من 10 سنوات.

وفي يوم من أيام عام 1993، سمعت جيانغ وكان عمرها 17 سنة قصة مثيرة من المذياع تحكي عن مجموعة من جنديات في أزياء بيضاء يسهمن في الدفاع عن الوطن بعطفهن علي جنود وضباط على حدود الوطن في جبل كالاكونلون البعيد.

وتأثرت جيانغ بقصة هذه الملائكة في الأزياء البيضاء بالجيش تأثراً عميقاً، وبدأ ترغب بشدة في المشاركة في هذه المجموعة البطولية ، فسافرت جيانغ إلى حدود الوطن البعيدة بعد شهرين.

وكانت جيانغ فتاة لم تسافر من قبل إلى أي مكان بعيد عن بيتها، ولم تأخذ معها إلا 500 يوان (67 دولاراً تقريباً)، وحتى هذه الـ500 يوان كانت قد استدانتها من الآخرين. وبعد رحلة استغرقت أكثر من نصف شهر، وصلت أخيراً إلى جبل كالاكونلون المغطاة بالثلوج.

ومنذ ذلك الوقت، ظهرت في المحطة الطبية في بلدة سان شي لي يينغ فانغ ( معنى هذا الاسم ثكنات الكيلومتر الـ15) شابة مشغولة طول اليوم. لم تخف جيانغ من الصعوبات فقط، بل كانت أيضا ذكية وحاذقة. وكانت تنظف المحطة كل يوم، وكذلك تطبخ وتغسل الأزياء، وتعتني بالمرضى حتى تزيل لهم الفضلات. وكانت دائماً تسرع إلى إنجاز الأعمال المتعبة وكذلك التي قد يعافها الآخرون، وقد درست بنفسها إعطاء الحقنة وتغيير الضماد. وقد تأثر جنود وضباط وقادة المحطة الطبية بعزمها وإخلاصها، فحصلت جيانغ على إذن خاص من قيادة جيش منطقة الحدود الجنوبية وأصبحت ممرضة حقيقية.

ولا تخلو أعمال الممرضة من بعض الأوضاع المحرجة خصوصاً لمَنْ ما زالت فتاة بكر، لكن في الوضع المعين لا بد أن تنسى الممرضة جنسها. أحضر ذات مرة جندي شاب إلى المحطة الطبية وكان يعاني من اضطرابات عصبية بسبب دوار المرتفعات الخطير. وفي يوم من الأيام خلع الجندي جميع أزياءه وتمدد عاريا على الأرض، عندما دخلت جيانغ إلى الغرفة اندفع تجاه الخارج عاريا. عرفت جيانغ أنه اذا خرج الجندي عاريا من الغرفة، سيتغرض حتما للفحة برد. فحضنت جيانغ الجندي بدون التردد داعية للمساعدة، وأجبرته على العودة إلى سريره مع أنه كان يضربها ويشتمها بشدة. وبعد شفاء هذا الجندي واستعد للخروج، ودع جيانغ راكعاً وباكياً، وقال إنه لن ينسى "فضل الأخت طوال الحياة".

وكانت جيانغ تزور دائما المخافر للعناية بالمرضى ومساعدة الجنود علي الوقاية رغم وجود أخطار مميتة في الطريق، ودائماً ما تغني وترقص للجنود والضابط وتنسج قفازات وتصنع فرش الأحذية والأغطية وتغسلها لهم في وقت فراغها. وحسب النظام كلما يعمل من في الهضبة لسنة كاملة يجب عليه أن يغادر الهضبة لاستراحة لفترة، لكن أصرت جيانغ على البقاء على جبل كالاكونلون لسنتين قبل الخروج منه.

وحصلت جيانغ على فرصة لدخول المعهد الطبي الخاص لمنطقة الجيش بمدينة لانتشو لاكمال دراستها في عام 1997. وبعد التخرج منه عزمت جيانغ على العودة الى جبل كالاكونلون الذي ظلت تشتاق إليه دائماً.

وطوال 10 سنوات، قد زارت جيانغ جميع المخافر في المنطقة المسؤولة عنها، وبلغ اجمالي المسافات التي قطعتها في رحلاتها أكثر من 80 ألف كيلومتر، وساعدت أكثر من 40 ألف جندي وضابط، فتسمى ب"إلهة الحياة" على جبل كالاكونلون. وقد فازت بجائزة نايتينجيل العالمية للدورة ال39، ونالت لقب "جندية العلم الأحمر" الوطنية، ونالت نوط جدارة من المستوى الأعلي واخر من المستوى المتوسط.

 

شبكة الصين  /  17  أكتوبر  2007  /



China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000