زواج الصينيين مع الأجانب
تشو تشن، حاملة لقب " ملكة العالم في الشطرنج" مع زوجها القطري وبنتهما
أصدرت وزارة الشؤون المدنية في مايو تقريراً حول تطور الشؤون المدنية في عام 2006. ويشير التقرير إلى أنه في العام الماضي سجل زواج 45ر9 مليون رجل وامرأة ، بزيادة 219ر1 مليون رجل وامرأة، وارتفعت وسطها نسبة الزواج بين الصينيين والأجانب، خاصة في المناطق الساحلية والمدن المتوسطة والكبيرة، فدخل مزيد من الأجانب الأسر الصينية.
تقارب البحار
تعمل لي لي البالغة من العمر 35 سنة مترجمة في إحدى شركات الترجمة ببكين، تعرفت على الشاب الألماني /به ده إن/ حسب النطق الصيني الذي يكبرها بثلاث سنوات عندما كانت تدرس في ألمانيا قبل ثماني سنوات،حيث جمع القدر القلبين. واستقرا في بكين بعد الزواج، حيث يعمل الزوج في شركة إلكترونية بالمدينة.
وقال الزوج بسعادة "بكين مكان حسن وسأبذل جهودي لأتأقلم مع العادات الصينية، لأنني أعمل في الصين." وقالت الزوجة " ليس مهما الزواج مع شخص من أي منطقة أو بلد، المهم هو تبادل الاحترام والحب، وتحقيق السعادة للطرف الآخر. الزواج هو فن، الزواج السعيد يحتاج إلى رعايته بالحب."
ويرى لي ين خه رئيس مكتب بحوث الأسر والأجناس بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أنه مع فتح الصين أبوابها، أصبح الزواج العابر للدول والساعي إلى الرومانسية في ازدياد ، وتعكس هذه الظاهرة تقدم المجتمع، وارتفاع هوية الصيني ومكانته الاجتماعية، الزواج مع الأجانب مثل "زيت تشحيم" يجعل الناس من مختلف البلدان والأمم يكونون أسرا. يعيشون في وئام انطلاقاً من فهم كل طرف لثقافة ودين ولغة الطرف الآخر وغيرها من مجالات مختلفة أخري ، الأمر الذي لعب دوراً دافعاً ممتازا للتبادل بين البلدان والاستقرار الاجتماعي.
المشاعر تتحول إلى نغمات جميلة
في البداية كان الزواج بين بعض الصينيين والأجانب عبارة عن زواج صينيات مع رجال أجانب، وحققت بعض الصينيات هدفهن المتمثل في السفر إلى بلدان أخرى بوسيلة الزواج ليتمتعن بحياة مادية ممتازة، وكان هذا الزواج يتميز بنوع من النفعية. حاليا ازدادت حالات الزواج بين صينيين وأجانب بسبب حب حقيقي، فدخلت مزيد من العوامل العاطفية في الزواج، فضيقت الفوارق بين الطرفين من حيث القوة الاقتصادية والعمر والمستوى التعليمي بصورة واضحة، ولم يعد الزواج علي شاكلة زواج الصينيات مع الأجانب في الماضي، بل ارتفعت نسبة زواج الأجنبيات مع الرجال الصينيين، وانخفضت حالات زواج الشابات الصينيات مع الرجال الأجانب الكبيري السن، وازداد حالات الزواج المفعمة بالحب ولها ضمان اقتصادي، الأمر الذي يدل على أن الزواج بين الشرق والغرب يدفعه الحب في عصرنا الحديث.
لنأخذ مدينة شانغهاي مثالا لذلك. في عام 2006، غطت حالات الزواج المسجلة بين صينيين وأجانب أكثر من 50 بلدا، وكانت نسبة الزواج مع اليابانيين هي الأكبر، ثم الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وغيرها. وحسب إحصاء مصلحة شانغهاي في سبتمبر من العام الماضي، فإن هذا النوع من الزواج ارتفع فيه عدد الرجال الصينيين من 91 رجلا عام 1985 إلى 372 رجلا عام 2005. وفي النصف الأول من عام 2002، بلغ معدل فرق العمر 5 سنوات، واختار مزيد من الأزواج الصينيين والأجانب البقاء معاً في الصين بعد زواجهم.
تفكير عميق قبل الزواج
في 29 ديسمبر 2005 ماتت /تشاو تشياو لينغ/ في سنغافورة. وكانت "أميرة رياضة كمال الأجسام الصينية". ولأن زوجها السنغافوري الذي كان يكبرها بـ20 سنة لا يحب أزياء كمال الأجسام، كانت قليلا ما تشترك في حركات كمال الأجسام بعد زواجهما حتى تركت هذه الرياضة نهائيا وبالإضافة إلى أنها لم تحصل على مؤهل دراسي جامعي، ولم تحصل على إقامة دائمة في سنغافورة بعد الزواج، وكانت تعيش منفصلة عن زوجها دائما، وأخيرا أصيبت بالاكتئاب بسبب كل هذه المشاكل واختارت الموت أخيرا.
وحسب إحصاء إدارة الشؤون المدنية بمقاطعة قوانغدونغ، فإن عدد زيجات الصينيين مع الأجانب قد بلغ 2330 عام 2005، بزيادة 1174 شخصا عن عام 2004، أي أكثر من ضعف. وقال /قوه تسي مو/ المحامي بجمعية بحوث الزواج والأسرة التابعة لإتحاد المحاميين ببكين إن فشل زواج الصينيين مع الأجانب يعود رئيسيا إلى عدم الخلط بين مبادئ القيم وعادات الحياة وبعض المفاهيم الاخري إلى جانب العنصر العاطفي؛ واختلاف موقع العمل وعدم اختيار عمل مشابه لعمل الزوج أو الزوجة. لذلك ينبه الذين يريدون الزواج العابر للدول والرومانسي، بأن يدعوا محامياً ليحقق في أحوال الطرف الآخر المتعلقة بعمله وسلامته وغيرهما من المعلومات ذات العلاقة إلى جانب مطالبته بتقديم شهادة عن الوضع الاجتماعي، ليفكروا جيدا قبل الزواج لتجنب حدوث مأساة بعد الزواج.
ويرى لي ين خه أن رعاية الزواج السعيد مهمة، وعلى كل من الطرفين التحلي بسعة الصدر. وبالنسبة للزواج بين الصينيين والأجانب، على كل طرف أن يحب قبول ثقافة ومبادئ القيم للطرف الآخر. وذلك مثل التكيف مع الأذواق المتنوعة في الطعام، حيث يحب أبناء بكين سائل "دوتشي" المصنوع من فول الصويا، لذلك على الأجانب أن ينفقوا بعض الوقت ليتكيفوا مع هذا الذوق.
التقاط صورة زفاف تذكارية لعروس صينية من منطقة قوانغشي وعريسها من الدانمارك.
زواج السيدة قوه الحاملة لشهادة الماجستير وهي من أبناء شينغتاي بمقاطعة خبي مع ألماني
شبكة الصين / 14 يونيو 2007 /
|