مآدب زفاف أبناء الأقليات متعددة الألوان

فلفل المطحون

يعرف الصينيون فخامة وضخامة حفلات الزفاف لأبناء قومية باي. في لغة قومية باى كلمة "حريف" تنطق مثل كلمة "حميم"، ولهذا عندما يدخل العريس غرفة نومه يجد زملاءه قد وضعوا له طست نار فيه فلفل حار مطحون فتعبق الغرف برائحة الفلفل، لدجرة لا ينقطع معها عطس العروسين. وعندما يتناول العريس وعروسه في غرفتهما الأطعمة والمشروبات المعدة سلفا لهما يجدان بها كثيرا من مسحوق الفلفل الحار، وضعه لهما الأصدقاء، فلا يستطيعان بلع شيء.

 

الطعام نصف مطبوخ

يفضل أبناء ياتشاني الذين يقطنون جبال أيلو ، جنوبي مقاطعة يوننان أن يقيموا حفلات زفاهم وقت الغسق. وعندما تصل العروس بيت العريس لا بد أن تدخل قاعة الاِستقبال أولا لتسجد أمام قطعة من الخيزران في مذبح الأسرة، الذي يرمز إلى مكان استراحة الأسلاف. وعلى العروس أيضا أن تسجد أمام كبار العائلة أثناء مأدبة الزفاف تعبيرا عن رغبتها المطلقة في الاقتران بزوجها وعدم تبديل مشاعرها طول العمر. وفي فترة الزفاف تتناول العروس الطعام نصف مطبوخ لأن أبناء ياتشاني يرون أن ذلك فأل خير للإنجاب.

 

طعام وداع الأم

في منطقة جبلية جنوبي مقاطعة شاندونغ تنتشر عادة تناول "طعام وداع الأم"، وهذا الطعام كما، هو واضح من اسمه، هو الطعام الذي تتناوله العروس قبل فراق أمها. في العادة، تتناوله الفتاة في المساء قبل إقامة حفل الزفاف. ويقال إن العروس لا تعيش حياة سعيدة إن لم تتناول هذا الطعام جيدا. في مأدبة الزفاف يجلس الأهل بحسب السن، أما الأطعمة فتتولى أم العروس طبخها وتقديمها جميعا بنفسها. يُطهى الطعام الرئيسي من الدجاج والديوك التي أهداها أهل العريس قبل ظهر ذلك اليوم، وهذا ما يسمى بطعام وداع الأم، الذي يحمل معنى تمني حياة سعيدة للفتاة بعد مغادرة أمها. وفي هذه المأدبة تُقدم طبقا ممتلئا بطعام جياوتسي لتمني إنجاب الذكر في أقرب وقت ممكن، وطبق من المكرونة النودلز طلبا لخلود الزواج، وطبق من الرز الذي يرمز إلى الزواج السعيد والعمر المديد. وبعد تقديم كل هذه الأطباق تجلس الأم على الطاولة وتكون العروس أول من يترك الطاولة، وتقدم سلطانية أرز لوالدها، فينقلها أبوها إلى أخيها بعد أن يدور حول الطاولة دورة واحدة، ثم يرفع أخوها السلطانية ويردها إلى العروس التي تتناول منها ثلاث ملاعق من الأرز وتلفظها في منشفة موضوعة على الطاولة. بعدها تقوم عمتها أو زوجة أخيها بلف هذه المنشفة ووضعها في جيب العروس بسرعة كي تحملها إلى بيت زوجها في اليوم التالي. بعد ذلك ،يجلسوا أهل العروس حول الطاولة يتحدثون ويأكلون، وفي هذا الوقت ،تشكر العروس والديها وعميها على حسن تربيتها والعناية بها. أما كبار العائلة فيكررون عليها الوصية بعد الوصية. وفي هذه الأجواء تمتلئ جنبات البيت بالمشاعر الفياضة حتى تتبلل عينا العروس بالدموع لفراق بيتت أسرتها، فيداعبها ابن أخيها بأن دموعها مثل بذور الذهب تتركها العروس لأسرتها، فتضحك العروس من قوله، ثم يضحك الأهل. وبعد انتهاء المأدبة يغادر الأهل على بيوتهم اٍستعدادا لحفل الزفاف الذي يقام في اليوم التالي.

 



China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000