share
arabic.china.org.cn | 30. 12. 2025

تقرير سنوي: الصين والخليج -- علاقات أوثق وآفاق أرحب

arabic.china.org.cn / 05:22:06 2025-12-30

الرياض 29 ديسمبر 2025 (شينخوا) شهد عام 2025 تحقيق قفزات ملحوظة في العلاقات الصينية-الخليجية، حيث تعمّق التعاون في مجالات كالثقافة والتكنولوجيا والطاقة الخضراء، ما يمهد الطريق لمزيد من التعاون وعلاقات أقوى.

ويرى محللون أن الشراكة المتنامية بين الصين ودول الخليج لا تُعدّ فقط قوة دافعة لجهود المنطقة في تنويع اقتصادها، بل ركيزة ضرورية للنمو والتعاون على المستوى الاقتصادي العالمي.

-- التقدير المتبادل للثقافات

تعد التبادلات الثقافية نقطة بارزة في العلاقات بين الصين والخليج.

خلال 2025، أُقيمت مجموعة من الفعاليات الثقافية الصينية في دول الخليج، شملت مهرجانات أفلام وكذا معارض فن الخط وأنشطة الترويج للغة وجولات فنية، ما أتاح للسكان المحليين فرصة للتعرف على الثقافة الصينية بشكل أعمق.

وقال أحمد سليمان، الفائز بالمركز الأول في مسابقة "جسر اللغة الصينية" لطلاب الجامعات في السعودية، إن حضوره فعاليات صينية متنوعة قد عزز فهمه واهتمامه بالثقافة الصينية بشكل كبير.

الاهتمام بالثقافة متبادل، فبينما تستمر الثقافة الصينية في جذب المزيد من المتابعين في الخليج، تكتسب الثقافة العربية شعبية متزايدة أيضا في الصين.

في سبتمبر، كرّم ماراثون سور الصين العظيم في هوايرو وسباق زايد الخيري في بكين الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الجمع بين الرياضة والتبادل الثقافي. كما تضمن الحدث معرضا ثقافيا إماراتيا سلّط الضوء على التقاليد والفنون التراثية والمأكولات الإماراتية، ما جذب العديد من المشاركين الصينيين.

وقال حسين بن إبراهيم الحمادي، سفير الإمارات لدى الصين، إن العلاقات بين البلدين تتجاوز التجارة والتعاون الاقتصادي، فهي تقوم على رؤية إنسانية مشتركة وإيمان بأن "العالم بحاجة إلى مزيد من الجسور لا الحواجز".

في يونيو، أطلقت الصين سياسة تجريبية تسمح بدخول مواطني السعودية وعُمان والكويت والبحرين بدون تأشيرات، ما عزز التبادلات الشعبية بين الصين ودول الخليج بشكل أكبر. ومع ازدياد التفاعلات الشعبية، من المتوقع أن يتعزز التفاهم المتبادل والصداقة بين الجانبين بشكل أكبر.

-- توسيع آفاق التعاون

انطلاقا من الدعم الشعبي المتزايد، توسع التعاون الصيني-الخليجي بشكل مطرد ليشمل مجالات جديدة، منها المجالات الرائدة مثل التكنولوجيا والطاقة الخضراء.

في فبراير، وضعت شركة ((لينوفو)) الصينية وشركة ((آلات)) السعودية حجر الأساس لمصنع يمتد على مساحة 200 ألف متر مربع في الرياض، وهو مُخصص لإنتاج أجهزة الكمبيوتر المحمولة والخوادم. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع عملياته في عام 2026، وسيوفر ما يصل إلى 15 ألف فرصة عمل.

وفي يوليو، أطلقت شركة ((وي رايد)) الصينية أول خدمة تجريبية لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في السعودية. وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي صالح الجاسر "يوضح إطلاق خدمة تجريبية لسيارات الأجرة ذاتية القيادة رؤية المملكة الاستشرافية واستثمارها الاستراتيجي في مستقبل وسائل التنقل".

من نماذج الذكاء الاصطناعي إلى السيارات الطائرة، باتت مشاركة الصين المتنامية في قطاعات التكنولوجيا الفائقة في منطقة الخليج محركا رئيسيا للتطور التكنولوجي والتنمية الاقتصادية في المستقبل في المنطقة.

وقال تشاو ده لي، مؤسس شركة ((إكس بنغ إيروث)) الصينية لتطوير السيارات الطائرة، "تظهر سوق الشرق الأوسط اهتماما كبيرا بالمنتجات التقنية الصينية، ويُتيح التحول الرقمي في المنطقة فرصا قيّمة للتعاون".

ومع تحوّل دول الخليج من نموذج تنموي يعتمد على الطاقة إلى نموذج يركز على التنويع الاقتصادي، انبثقت فرص جديدة للتعاون مع الشركات الصينية في مجال الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء.

وأوضح صالح الخبتي، الرئيس الإقليمي لشركة ((أكوا باور)) السعودية في الصين، أن الصين والسعودية تُكملان بعضهما البعض بشكل كبير في مجال الاستثمار في الطاقة الخضراء والتطور التكنولوجي، مضيفا أن استثمارات الصين في الطاقة المتجددة اضطلعت بدور محوري في تسريع تبني تقنيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية على مستوى العالم.

وأشار الباحث السعودي فهد عريشي إلى أن التعاون بين الصين ودول الخليج قد تجاوز النفط ليشمل التقنيات النظيفة وسلاسل الإمداد وانتقال الطاقة، ما يُمثل تحولا من الشراكات التقليدية إلى أطر تفاعلات ثنائية أكثر تكاملا واستدامة.

-- دور صيني أكثر أهمية

في ضوء توسع التعاون في قطاعات متعددة، يقول محللون إن الصين جاهزة للعب دور أكثر أهمية في التنمية المستقبلية لدول الخليج.

وفي تقرير نُشر في نوفمبر، أشار مركز بحوث ((آسيا هاوس))، ومقره بريطانيا، إلى أن الصين تفوقت على الغرب لتصبح أكبر شريك تجاري لدول الخليج في عام 2024، حيث تخطى حجم التجارة بينهما الحجم المجمع لدول الخليج مع الولايات المتحدة وبريطانيا ومنطقة اليورو لأول مرة.

وأشار تشن في، نائب مدير إدارة تطوير الأعمال في شركة ((سيبكو 3)) الصينية المحدودة لإنشاءات الطاقة الكهربائية، إلى أن الشراكات بين الصين ودول الخليج تصبح "طويلة الأمد ومنهجية ومؤسسية".

وأضاف أن الشركات الصينية، بفضل قوتها المالية وخبراتها الناجحة وقدراتها المتميزة في إدارة المخاطر، ستسهم بشكل أكبر في التنمية المحلية.

ويكمن وراء هذا التعاون المتنامي تعزيز مستمر للثقة السياسية المتبادلة. وقد مثّلت التبادلات المتكررة رفيعة المستوى بين الجانبين طوال عام 2025 إشارة واضحة على التزامهما بتعميق التعاون وتعزيز العلاقات.

خلال زيارته حديثا للمنطقة، صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن الجانبين أصبحا رفيقين على مسار التنمية والنهوض، وشريكين جيدين للتعاون المربح للجميع.

وأكد وانغ أن الصين مستعدة للعمل مع دول الخليج لتعزيز التعاون متبادل المنفعة بشكل أكبر، وتوطيد التبادلات الشعبية والتفاعلات الثقافية، وترسيخ الدعم الشعبي للصداقة.

وأشار عريشي إلى أن عام 2025 يُمثّل علامة فارقة جديدة في العلاقات الصينية-الخليجية، ما يهيئ الظروف لتعاون أوسع وأعمق في المستقبل، مضيفا أنه مع تعمّق هذا التعاون، ستُسهم العلاقات الصينية-الخليجية الأقوى في خدمة مصالح الجانبين وأيضا في الاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号