share
arabic.china.org.cn | 29. 12. 2025

عالم صينيات مصري: التعلم المتبادل بين الحضارتين العربية والصينية يقدم للعالم نموذجا عمليا يتجاوز نظرية صدام الحضارات

arabic.china.org.cn / 16:06:52 2025-12-29

بكين 29 ديسمبر 2025 (شينخوا) تؤكد مبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين على احترام تنوع الحضارات، وترفض نظرية تفوق الحضارات ونظرية صدام الحضارات، وتدعو إلى الحوار والتعاون على أساس القيم المشتركة للبشرية مثل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة.

هذا ما أشار إليه علاء ممدوح عاكف، وهو الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية في جامعة بكين. وهو أحد من علماء شباب أجانب للصينيات، وقد حصل مؤخرا على الشهادة رقم 001 في الدفعة الأولى من برنامج الشباب المتخصصين في الدراسات الصينية والتي منحتها له وزارة التربية والتعليم الصينية.

وبصفته ممارسا في مجال الثقافة والحضارة، رأى علاء أن مبادرة الحضارة العالمية ترفع العلاقات العربية-الصينية والمصرية-الصينية من مستوى الشركاء والأصدقاء إلى مستوى رفاق الدرب الحضاري الذين يكمل بعضهم بعضا. فكل من الحضارة العربية والحضارة الصينية حضارة عريقة، وبينهما قواسم مشتركة في مفهوم الدولة والمجتمع، كما أن لديهما قيما أخلاقية مشتركة. وتوفر مبادرة الحضارة العالمية إطارا أوضح ومنصة أوسع للترجمة من الصينية للعربية ومن العربية للصينية وللتبادل الطلابي وكذلك التعاون في حماية التراث الثقافي، مما يساعد على تحويل التبادل والتعلم المتبادل بين الحضارتين إلى مشروعات ملموسة وروابط إنسانية طويلة الأمد.

وفي مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء شينخوا معه مؤخرا، أوضح علاء أن للتعلم المتبادل بين الحضارة الصينية والحضارة العربية ثلاث دلالات إيجابية رئيسية. أولا، أنه يوفر أساسا إنسانيا عميقا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. فقد ظلت ترى الفكرة الصينية أن الحضارات تزدهر بالتنوع وتغتني بالتبادل وتتقدم بالتعلم المتبادل. وكلما تعمق التبادل وتكثف التعلم المتبادل، تعززت مشاعر الود والثقة المتبادلة، واشتدت أواصر الشراكة بين الجانبين. ثانيا، أنه يقدم للعالم نموذجا عمليا للتبادلات بين الحضارات. فقد دأبت الحضارتان العربية والصينية على التمسك بالمساواة في المعاملة ورفض التمييز الحضاري ومحاولات إعادة تشكيل حضارة أخرى، وظلتا تتبادلان التأثير والإلهام منذ طريق الحرير القديم وحتى مبادرة بناء الحزام والطريق اليوم لتصبحا رائدتين في تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية. ثالثا، أنه يمد الحوكمة العالمية برصيد خاص من القيم والحكمة. فمفاهيم الحضارة الصينية مثل التعايش مع الاختلاف والجمال في التنوع، مع ما تحمله الحضارة العربية من تقاليد التسامح والعدل والكرم، يمكن أن تشكل معا ردا قويا على الأحادية وعقلية المحصلة الصفرية، وتقدم للعالم طريقا حضاريا يقوم على احترام الاختلاف والمساواة في المعاملة.

وبعد حصوله على الشهادة، يذكر علاء نفسه دائما بأن هذه الهوية هي في حد ذاتها جسر صغير بين الجانبين، وفي المستقبل يود أن يجعل هذا الجسر أوسع وأكثر متانة عبر عدة مسارات.

وأشار علاء إلى أنه يطمح إلى تعميق البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الصين والعالم العربي في الجانب الأكاديمي، مثل خبرة التحديث الصيني النمط وتجربة مبادرة الحزام والطريق في العالم العربي، والتي يمكن نقلها عبر النقاشات داخل الأوساط العلمية العربية. وفي مجال اللغة والترجمة أوضح علاء أنه سيواصل المساهمة في ترجمة الكلاسيكيات والمؤلفات الصينية المعاصرة ونقلها إلى العربية، وسيعمل في الوقت نفسه على تقديم الأعمال الأدبية والفكرية العربية المتميزة إلى القارئ الصيني، بحيث تتاح للطرفين فرصة لقاء وفهم الآخر بلغته الأم. وأخيرا عبر علاء عن تطلعه للاستفادة من التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي في التدريس والتواصل العام، للمساهمة في إعداد جيل من شباب يتقنون العربية ويفهمون الحضارتين، فضلا عن رغبته في استخدام المحاضرات والحوارات ووسائل الإعلام الجديدة لنقل مشاهداته المباشرة من الصين إلى العالم العربي، وجلب صوت العالم العربي إلى الصين، ليكون جسرا للتفاهم والتبادل الثقافي والحضاري بين الجانبين. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号