share
arabic.china.org.cn | 18. 12. 2025

سبعة وأربعون عاما على الإصلاح والانفتاح.. إنجازات غير مسبوقة، وانفتاح أكثر نحو العالم

arabic.china.org.cn / 16:27:41 2025-12-18

 بقلم اسامة منصور، خبير في الشؤون الصينية

18 ديسمبر 2025 / شبكة الصين / تحتفل الصين هذا العام بالذكرى السابعة والأربعين لانطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح، تلك السياسة التي طرحها السيد دنغ شياو بينغ عام 1978، وكان لها الفضل في نقل الصين نقلة نوعية، اقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، وثقافيا، ووضعها في مصاف الدول الكبرى، حتى غدت من أقوى الاقتصاديات العالمية، إن لم تكن أقواها، كما منحتها  توازنا مرنا حقق المعادلة الصعبة المتمثلة في الإصلاح الداخلي والانفتاح على الخارج.

وقد استطاعت الصين خلال سنوات معدودة تحقيق المعادلة الصعبة، المتمثلة في النمو الاقتصادي والانفتاح على الخارج، مع الحفاظ على الخصائص الصينية، فصدق فيها مقولة "الصين جلد يتغير وروح باقية"

وقد تجلت ثمار الإصلاح والانفتاح على المستويين المحلي والدولي، والتي سنوجزها في السطور التالية:

على المستوى المحلي

شهد الاقتصاد الصيني طفرة كبيرة خلال السنوات الخمس الماضية، فمن ناتج محلي إجمالي قدره 114.9 تريليون يوان صيني عام 2021 إلى ناتج بلغ 140 تريليون عام 2025. هذا  التطور انعكس بدوره على الحالة الاقتصادية للشعب الصيني، فانتشلت الصين ما يقرب من 770 مليون من الفقر، وجرى تطوير الريف والقرى بشكل غير مسبوق، ناهيك عن النمو العمراني المزدهر داخل المدن، والطفرة الغير مسبوقة في البنية التحتية. وقد شهدت ذلك بنفسي خلال سنوات عملي داخل الصين، التطور والعمران الذي يسابق الزمن، حتى صارت لنا مقولة نذكرها دوما في الحديث عن الصين، تقول " أنت لا تزور الصين مرتين" ومعناها أن الزائر للصين يرى في كل مرة صين أخرى جديدة غير التي رآها من قبل.

إضافةً إلى ذلك، شهدت قطاعاتٌ رئيسيةٌ أخرى تطورًا ملحوظًا، كالتصنيع، والتكنولوجيا وزيادة الاستثمار والتجارة، إلى جانب قطاعات الصحة والتعليم والسياحة.

على المستوى الدولي

وعلى المستوى الدولي، كان لسياسة الإصلاح والانفتاح انعكاسات إيجابية، منها:

ساهمت الصين وفقا لتقديرات العام 2025 بنسبة 30% من الناتج الإجمالي العالمي، حيث تحولت الصين إلى أكبر مركز تصنيع عالمي وأصبحت محركًا للنمو العالمي من خلال الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية.

وفي مجال التحول الرقمي والتصنيع أنشأت العديد من المناطق الاقتصادية لجذب التكنولوجيا والخبرات الأجنبية. كما ساهمت بنحو 30% من القيمة المضافة للصناعات التحويلية العالمية، مما يجعلها أكبر قوة صناعية في العالم وتلعب دورًا محوريًا في سلاسل التوريد العالمية.

وفي مجال التجارة، صارت الصين أكبر مصدر في العالم، وتساهم بشكل كبير في التجارة العالمية، وهي أحد أكبر مستورد للطاقة عالميًا.

وفي مجال التنمية، أظهرت أن التنمية السريعة ممكنة من خلال مزيج من التخطيط الاستراتيجي والآليات الموجهة نحو السوق، وهو ما يمثل خيارًا غير غربي. كما دعمت "اشتراكية ذات خصائص صينية" مبدأ الملكية العامة باعتباره الركيزة الأساسية، مع السماح في الوقت نفسه بتطور أشكال الملكية المتنوعة معًا.

وفي مكافحة الفقر، نجحت الصين في انتشال مئات الملايين من مواطنيها من الفقر المدقع، مما أعطى أملًا للدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة.

ومن ناحية الاندماج في النسيج العالمي، دمجت الصين نفسها بنشاط في الاقتصاد العالمي، مما عزز التفاعلات العميقة بين الصين وبقية دول العالم. فقد أصبحت الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا لأكثر من 150 دولة ومنطقة، وارتفعت نسبة الواردات والصادرات مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق للوصول إلى 50.3% في عام 2024.

استقطاب الخبراء الأجانب

فتحت الصين منذ سنوات ذراعيها لاستقطاب الخبراء الأجانب، ووضعت لهم سياسات خاصة ومزايا معيشية ورواتب مجزية، مما جعل الصين مكانا جاذبا للخبرات والكفاءات العلمية الأجنبية في شتى ميادين الحياة.

وعن السياحة، فقد صارت الصين وجهة سياحية ممتازة، لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة، وبنية تحتية عالية الجودة، ومرافق ومواصلات تلبي احتياجات ورغبات السائحين من شتى دول العالم. وحسب الإحصاءات الرسمية، فقد استقبلت مدينة بكين في النصف الأول من هذا العام 184 مليون سائح بزيادة قدرها 7.1 في المئة على أساس سنوي. وبلغت عائدات السياحة 338.17 مليار يوان بزيادة 8.8 في المئة على أساس سنوي.

دروس مستفادة

إن نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح في تحقيق أهدافها، قدم بالتبعية دروسا غاية في الأهمية لكثير من الدول النامية كي تحذو حذو الصين، حيث أثبتت التجربة الصينية أن التحديث لا يتطلب بالضرورة محاكاة النموذج الغربي، بل يمكن لكل دولة بناء مسارها الخاص بناءً على واقعها الحضاري والتاريخي.

باختصار، قدمت الصين نموذجًا عمليًا لـ"النمو الاقتصادي كرافعة للاستقرار السياسي" واستطاعت أن تدمج مبادئ اقتصاد السوق مع نظامها السياسي، مما أثر بعمق على الاقتصاد العالمي وأعطى الدول النامية دروسًا مهمة في التنمية.

 

_______________

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة


 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号