رام الله 5 ديسمبر 2025 (شينخوا) نددت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الجمعة) بـ"اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة" بحق عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأسير مروان البرغوثي، بعد معلومات عن تعرضه لـ"اعتداء وحشي" داخل سجنه.

وذكر بيان للرئاسة نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنها أدانت "ما يتعرض له القائد الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة".

وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته وسلامة جميع الأسرى، محذرة من خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون إسرائيل من "انتهاكات خطيرة ووحشية تمس كرامتهم الإنسانية وتهدد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية".

واعتبر أن استمرار هذه "الانتهاكات" بحق الأسرى يشكل "جريمة حرب مكتملة الأركان" تعكس "سياسة إسرائيلية ممنهجة في التنكيل بالأسرى الفلسطينيين".

وطالب البيان المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك الفوري لتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الانتهاكات فورا، وضمان الحماية الدولية للأسرى، مؤكدا العمل الدؤوب على إطلاق سراحهم جميعا وعلى رأسهم البرغوثي.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن عائلة البرغوثي تلقت صباح اليوم اتصالا هاتفيا من رقم إسرائيلي ادعى فيه المتصل أنه أسير محرر أُفرج عنه من السجون الإسرائيلية وأن حالة البرغوثي "صعبة وخطيرة جدا".

وقالت الهيئة في بيان صحفي إن المعلومات التي نُقلت للعائلة تتحدث عن "اعتداء وحشي تعرض له البرغوثي على يد السجانين"، حيث ادعى المتصل "أن جزءًا من أذنه قد قطع وتعرّضت أضلاعه وأصابع يده وأسنانُه للكسر، وذلك خلال جولات متكررة من التعذيب والتنكيل".

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي فوري على ذلك.

ويعتبر البرغوثي (65 عاما) من قادة فتح البارزين ويحظى بشعبية واسعة، وهو معتقل في سجون إسرائيل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد بتهمة قيادة تنظيم الحركة وشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

والخميس أفاد تقرير صادر عن مكتب الدفاع العام الإسرائيلي بأن ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين قد تدهورت بشكل كبير منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023.

وجاء في التقرير، الذي أعد بعد فحوصات وزيارات ميدانية خلال عامي 2023 و2024، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة، أن هذه الظروف تمثل "واحدة من أسوأ أزمات الاحتجاز التي شهدتها الدولة"، مشيرا إلى أن العديد من الأسرى محتجزون في ظروف اكتظاظ شديد ويعانون من الجوع.

ووفق الإذاعة فقد زار موظفو مكتب الدفاع العام عشرات مرافق الاحتجاز التابعة لإدارة السجون، بما في ذلك ثمانية مرافق يحتجز فيها أسرى أمنيون.

وذكر التقرير أن الأسرى في هذه المرافق يعانون من جوع شديد يترجم في فقدان كبير للوزن وأعراض جسدية مصاحبة، بما في ذلك ضعف شديد وحتى الإغماء، وأن بعضهم أبلغ عن وصول محدود لمياه الشرب.

وأضاف أن الأسرى الأمنيين أفادوا لمحاميهم بتعرضهم لعنف شديد من قبل السجانين، ومنعهم من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، فيما أشار المحامون إلى أنهم شهدوا اكتظاظا شديدا في المرافق، ونقصا في النظافة والرعاية الصحية، مع انخفاض مساحات المعيشة إلى أقل من ثلاثة أمتار مربعة لنحو 90% من الأسرى الفلسطينيين.

واختتم التقرير بأن مكتب الدفاع العام يرى أنه، رغم تفهمه للوضع الاستثنائي الناتج عن الحرب وتأثيراتها على استقبال أعداد كبيرة من المعتقلين، "لا يمكن القبول بواقع يتم فيه احتجاز آلاف الأسرى في مساحة معيشية غير إنسانية لفترة طويلة ومستمرة".

وتعتقل إسرائيل في سجونها ما يزيد عن 9 ألاف أسير فلسطيني، بينهم 3368 رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وحوالي 350 طفلًا ونحو 50 امرأة، إضافة إلى أكثر من 1340 أسيرًا من قطاع غزة، بحسب إحصائيات فلسطينية.