share
arabic.china.org.cn | 04. 12. 2025

نهج الصين في تطوير العلوم والتكنولوجيا يخطف أنظار العالم

arabic.china.org.cn / 15:45:38 2025-12-04

4 ديسمبر 2025 / شبكة الصين / تبوأت الصين خلال السنوات الأخيرة مراكز متقدمة في عدد من مؤشرات مؤسسات عالمية للبحث العلمي والتكنولوجي المتعلقة بنتائج البحث العلمي والتكنولوجي، وتجمعات المدن الابتكارية، وقدرة القيادة في التعاون الدولي. ووصف غاي رايدر، وكيل الأمين العام للسياسات في الأمم المتحدة، المشهد الابتكاري الجديد في الصين بـ"دخوله مرحلة الانفجار".

وقد بدأت الأوساط الأكاديمية الدولية توجه اهتمامها نحو الشرق مع القفزة النوعية التي تشهدها الصين في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي. فبدءا من النظام الإيكولوجي للابتكار، مرورا بالاستثمارات الاستراتيجية الوطنية، وصولا إلى مزايا الموارد البشرية، أصبح نهج الصين في تنمية العلوم والتكنولوجيا محورا أساسيا لاهتمام الباحثين حول العالم.

نظام تجمعات المدن الابتكارية يجمع بين الإنتاج والبحث الأكاديمي

على هامش فعاليات المؤتمر العالمي للتصنيع الذكي الذي استضافته مدينة نانجينغ حاضرة مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، لفتت منتجات شركات محلية لإنتاج الروبوتات أنظار الزوار، مظهرة الخطوط العريضة لمنظومة الابتكار النابضة بالحياة في هذه المدينة.

وأظهر ملحق مجلة "نيتشر" البريطانية "مؤشر نيتشر 2024 – أبحاث المدن" أن نانجينغ، إلى جانب خمس مدن صينية أخرى، جاءت ضمن قائمة أقوى 10 مدن عالمية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي، وهذه هي المرة الأولى التي تستحوذ فيها المدن الصينية على نصف المراكز في هذه القائمة. وقال كارستن فينك، كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، إن الأنشطة الابتكارية في الصين برزت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن التخطيط الحكومي الدقيق والدعم المستمر لمنظومة الابتكار لعبا دوراً حاسما في هذا التقييم.

ولاحظ الخبراء على نطاق واسع أن المدن الصينية الرئيسية نجحت في بناء شبكات تعاون محكمة، محطمةً الحدود بين مجتمعات الأكاديميات والأعمال والحكومات، بهدف رفع كفاءة النموذج الجامع بين الإنتاج والبحث في تحويل نتائج البحوث الأساسية إلى تطبيقات تكنولوجية. وقد تضمنت مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين ترتيبات خاصة لتشجيع الاندماج بين الابتكار العلمي والتكنولوجي والابتكار الصناعي.

وأثبتت البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية أن الصين نجحت بفعالية في الدمج بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي، عبر تبني نموذج "تطوير التجمعات". وتمتلك الصين حاليا أكثر من 26 تجمعا من أقوى 100 تجمع عالمي للابتكار العلمي والتكنولوجي. كما كشف تقرير "مؤشر الابتكار العالمي 2025" الصادر عن المنظمة في سبتمبر أن تجمع الابتكار "شنتشن–هونغ كونغ–قوانغتشو" احتل المرتبة الأولى عالمياً لأول مرة.

الاستثمارات الاستراتيجية الوطنية

وفقا لقائمة "قادة البحث العلمي 2025" الخاصة بمؤشر نيتشر، تواصل الصين الحفاظ على تصدر العالم في مخرجات البحث العلمي عالية الجودة، بل وتعمل على توسيع هامش تفوقها بوتيرة متسارعة. ويرى سايمون بيكر، رئيس تحرير مؤشر نيتشر، أن المشهد العالمي للبحث العلمي يشهد تغيرا عميقا، وأن إنجازات الصين ترتبط مباشرة باستثماراتها المستدامة في تمويل الأبحاث العلمية.

ويرى خبراء دوليون أن صعود الصين في مجال البحث العلمي نابع من استثمارات استراتيجية طويلة المدى، وأن جهودها الرامية لبناء نظام إيكولوجي للابتكار خلال فترة "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" أسهمت بوضوح في تعزيز مكانتها الريادية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي. وقال كيري براون، الخبير في الشأن الصيني بكلية الملك في لندن، إن الحكومة الصينية لا تكتفي بالتعهّدات اللفظية، بل تستثمر "مبالغ كبيرة" لتحقيق أهدافها.

وأشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة إلى أن الصين تركّز على تعزيز قدراتها في البحث العلمي والابتكار من خلال جهود دؤوبة في ضخ الموارد الوطنية، وتقوية الجامعات والمؤسسات البحثية، وتقديم دعم طويل الأمد لبحوث التطوير التكنولوجي في الشركات المملوكة للدولة. وتظهر البيانات الصادرة عن موقع "كابيتال فيجن" أنه بين عامي 2007 و2023، زادت الصين استثماراتها في البحث والتطوير بنحو ستة أضعاف، متجاوزة الاتحاد الأوروبي ومقتربة من مستوى الولايات المتحدة.

كما ذكر معهد بروكينغز الأمريكي، وهو من أبرز مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، في تقريره، أن الصين عززت تأثيرها الدولي بصورة كبيرة عبر استثمارات ضخمة ودعم سياسي، وأنها في عدد من المجالات التكنولوجية خصوصا التقنيات التطبيقية، باتت الصين تقترب من تجاوز الولايات المتحدة.

العلماء الصينيون الشباب يعززون التقدم

دعا كيري براون، في مقال نُشر مؤخراً في مجلة "نيتشر"، العالم إلى إعادة النظر في وتيرة صعود الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا، معتبرا أن العقود المقبلة ستتحدد بدرجة كبيرة على يد الجيل الصاعد من العلماء الصينيين.

وقال براون "على مدى نصف القرن الماضي، اعتمد تطوّر الصين أساساً على تدفق 250 مليون عامل من الريف إلى المدن، ما جعلها 'مصنع العالم'... لكن في المستقبل، سيكون العلماء الصينيون الشباب القوة الرئيسية للتقدم". وأشار إلى أن الصين تمتلك موارد بشرية غزيرة، فقد بلغ عدد خريجي تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات عام 2020 نحو 3.6 مليون خريج، وأن جامعات ومعاهد وكليات صينية مثل جامعة تسينغهوا تتصدر التصنيفات العالمية.

وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة أن مزايا الصين في مخرجات البحث العلمي عالية الجودة تواصل توسعها، وأنه بفضل تعداد سكانها الكبير واستثماراتها طويلة الأمد في التعليم، تجاوز عدد الباحثين الصينيين حالياً مجموع عدد الباحثين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين، فيما يعيد نموذج البحث والتطوير الصيني وحجم استثماراته رسم مشهد المنافسة العالمية في مجال البحث العلمي.

وكشفت دراسة نٌشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" في الولايات المتحدة أن عدد مواقع القيادة التي يشغلها العلماء الصينيون في التعاون العلمي الدولي يتزايد بسرعة. كما أشارت شركة كلاريفيت، المؤسسة العابرة للحدود والمتخصصة في تحليل البيانات، إلى أن الزيادة اللافتة في عدد الباحثين الصينيين المتميزين تعكس "إعادة توازن" جغرافيا وثقافيا في المساهمات العلمية العالمية رفيعة المستوى.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号