1 ديسمبر 2025 / شبكة الصين/ نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية مؤخرًا مقالًا أشارت فيه إلى أن الصين تتقدم بخطى متسارعة في مجالين من التقنيات المتقدمة، هما السيارات ذاتية القيادة وتطوير الأدوية الجديدة. ومع التطور العالمي المتسارع في هذين القطاعين، ستُبرز بشكل واضح قوة الصين الابتكارية الهائلة.

وأوضح المقال أن التقدّم الذي أحرزته الصين في هذين المجالين يعد بالغ الأهمية. فثورة سيارات الأجرة ذاتية القيادة تتطور بسرعة، وقد تُعيد تشكيل قطاع النقل والخدمات اللوجستية والحياة اليومية في المدن. وتمتاز السيارات الصينية ذاتية القيادة بأن تكلفتها لا تتجاوز ثلث تكلفة نظيراتها في الولايات المتحدة، كما قطعت مسافات تشغيلية بلغت ملايين الكيلومترات، وأقامت شراكات في أوروبا والشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته، تحوّلت الصين في القطاع الدوائي من دولة منتجة للأدوية الجنيسة إلى ثاني أكبر دولة في العالم في مجال تطوير الأدوية الجديدة.

ويرى المقال أن صعود هذين القطاعين يجسد نموذج الابتكار الصيني الفريد، القائم على ثلاثة ركائز رئيسية: رصيد ضخم من الكفاءات البشرية، قاعدة صناعية واسعة النطاق، وحجم سوق هائل. وقد مكّن هذا التفاعل الصين من الصعود بسرعة على سلاسل القيمة العالمية. ومن بين عوامل نجاح الصين، تبرز آليات تنظيم مرنة وداعمة، حيث وفرت الحكومات المحلية للشركات التمويل والدعم في عدة مجالات. لكن العامل الحقيقي الذي يقف خلف هذا النجاح هو كفاءة صنع السياسات وسرعة تنفيذها.

وأضاف المقال أنه أمام موجة جديدة من الابتكار الصيني تستعد للانتشار عالميا، مما يستدعي من الاقتصادات الغربية إعادة التفكير في نماذجها الابتكارية. فعلى سبيل المثال، تمتلك الولايات المتحدة الإمكانات المالية والحجم الاقتصادي الكافي، لكنها تواجه عوائق تنظيمية تعطل أو تؤخر تطور السيارات ذاتية القيادة في العديد من الولايات. كما تقلص الحكومة الفدرالية تمويل الجامعات والأبحاث الأساسية، وهو ما قد يضعف مستقبل الابتكار الأمريكي على المدى الطويل.

ويختتم المقال بالقول "إذا أرادت الدول الغربية أن تنافس الصين في السيارات ذاتية القيادة، والصناعات الدوائية، بل وحتى السيارات الكهربائية، والطاقة الشمسية، وغيرها من التقنيات الحيوية، فعليها أن تتعلم الدروس الصحيحة من تجربة الصين في الابتكار والتطوير السريع".