عدن 27 نوفمبر 2025 (شينخوا) صدر قرار جمهوري في اليمن مساء اليوم (الخميس) بتعيين محافظ لمحافظة حضرموت، وذلك مع تصاعد حالة التوتر بين أطراف محلية متصارعة في المحافظة النفطية الإستراتيجية الواقعة شرقي البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة، أن قرارا جمهوريا صدر اليوم بموافقة مجلس القيادة الرئاسي، قضى بتعيين سالم أحمد سعيد الخنبشي، محافظا لمحافظة حضرموت.

والخنبشي، كان قد تقلد المنصب ذاته (محافظ محافظة حضرموت) في 2008، كما تقلد مناصب قيادية عدة في الحكومة اليمنية، منها تعيينه في 2018، نائبا لرئيس مجلس الوزراء.

ويأتي قرار تعيين الخنبشي محافظا لحضرموت في ظل تصاعد حالة التوتر بين أطراف مسلحة محلية بالمحافظة.

وشهدت اليوم (الخميس) منطقة "العليب" في محافظة حضرموت اجتماعا قبليا موسعا، شاركت فيه قيادات عسكرية وزعامات قبلية من المحافظة، وطالبت بما أسمته "المقاومة بكل الطرق والوسائل للدفاع عن حضرموت وثرواتها".

وأوضح بيان، لهذا الاجتماع الذي دعا له عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، وقائد قوات حماية حضرموت (وهي قوات عسكرية وامنية محلية)، أن حضرموت تشهد أحداثا متسارعة ومستجدات مهمة تهدف إلى زعزعة المحافظة، متهما ما اسمها "قوى وافدة من خارج حضرموت" بالزحف إلى حضرموت وتمركزها في مواقع مهمة وحيوية في المحافظة، بهدف السيطرة على كامل حضرموت ومكامن ومنابع النفط.

وأكد البيان، أن الاجتماع قرر "المقاومة بكل الطرق والوسائل للدفاع عن حضرموت وثرواتها"، كما دعا "كل أبناء حضرموت تلبية نداء الواجب الوطني".

من جانبها، ذكرت تقارير إعلامية محلية أن قوات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قدمت إلى محافظة حضرموت لدعم قوات تسمى "الدعم الأمني في النخبة الحضرمية" وهي قوات أمنية وعسكرية محلية في المحافظة تدين بالولاء للمجلس الانتقالي.

وكانت قد شهدت منطقة "العليب" الواقعة بين وادي وساحل حضرموت، قبل عدة أيام اشتباك محدود بين قوات حماية حضرموت والدعم الأمني في النخبة الحضرمية ما تسبب بسقوط قتيلين وعدة جرحى، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر والمخاوف من انفجار الأوضاع بشكل كبير، وفقا لتقارير محلية.

ومع تصاعد التوتر في حضرموت، قال عضو المجلس الرئاسي اليمني فرج البحسني، في بيان له اليوم، إن "حضرموت تمرّ بمرحلة هي الأخطر منذ عقود، مرحلة لا تقبل العبث، ولا تحتمل التصعيد، ولا تغفر لمن يضع مصالحه فوق مصلحة حضرموت وأهلها".

وأوضح البحسني وهو من محافظ سابق في حضرموت وأحد أهم الشخصيات بالمحافظة، أن "حضرموت تُساق الآن نحو انقسامات لا تخدم إلا أعداءها، ويُراد لها أن تدخل في صراع داخلي يشتت صفها ويضرب أمنها واستقرارها"، مؤكدا أن "من يحاول جرّ حضرموت إلى معارك جانبية، أو يحوّلها لساحة نفوذ وتنافس، فإنه يضع نفسه في مواجهة إرادة أهلها، وهذه معركة خاسرة سلفًا".

ودعا البحسني، الجميع إلى الحوار باعتباره الطريق الوحيد الذي يحفظ حضرموت، مشيرا إلى أن "لغة التجييش، واستعراض القوة، والتحشيد الإعلامي، لن تورث إلا مزيدًا من الانقسام والخسارة".

ومحافظة حضرموت هي محافظة نفطية استراتيجية تقع شرقي اليمن، وتعد واحدة من المحافظات التي لم تشهد أي معارك بين القوات الحكومية والحوثيين خلال الحرب القائمة بينهما منذ أكثر من عقد من الزمن. /نهاية الخبر/