بكين 26 نوفمبر 2025 (شينخوا) أظهرت بيانات رسمية واردة في تقرير حول التحول العالمي للطاقة أصدرته الجمعية الصينية لإصلاح وتنمية الشركات مؤخرا أن الصين بنت أكبر وأكمل سلسلة صناعية للطاقة النظيفة في العالم.

وجاء في التقرير أن أنشطة الطاقة الأحفورية تعد أكبر مصدر لانبعاثات الكربون عالميا. وفي عام 2024 وحده، ارتفع إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة بنسبة 0.8 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 37.8 مليار طن، مما يجعل تحول الطاقة ضرورة ملحة.

وأفاد التقرير بأن إجمالي استثمارات الصين في تحول الطاقة خلال العام الماضي بلغ 818 مليار دولار، بزيادة قدرها 20 في المائة على أساس سنوي، متجاوزا بذلك إجمالي استثمارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعة، لتحتل البلاد بذلك المرتبة الأولى عالميا.

وأضاف التقرير أن الصين تصدر منتجات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومركبات الطاقة الجديدة إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة، وتوفر 70 في المائة من معدات طاقة الرياح و80 في المائة من المكونات الكهروضوئية في العالم، مما يساهم في خفض تكلفة توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بأكثر من 60 في المائة و80 في المائة على التوالي.

وبحسب التقرير، واصلت الصين باعتبارها أكبر مستهلك للفحم في العالم خفض نسبة السعة المركبة لتوليد الكهرباء بالفحم خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجعت من 58.7 بالمائة في عام 2015 إلى 33.1 بالمائة خلال النصف الأول من عام 2025.

وعلى سبيل المثال، تعمل مقاطعة شانشي الغنية بموارد الفحم بشمالي البلاد على استكشاف مسار تنموي يجمع بين تحول صناعة الفحم وتطوير الطاقة الجديدة، إذ بلغت نسبة السعة المركبة للطاقة الجديدة والطاقة النظيفة في المقاطعة 54.55 في المائة، ما يمثل تحولا تاريخيا في هيكل الطاقة بالمقاطعة من "هيمنة الطاقة الأحفورية" إلى "هيمنة الطاقة النظيفة".

والجدير بالذكر أن إنتاج فحم الكوك بمقاطعة شانشي يحتل المرتبة الأولى في الصين، حيث تتمتع المقاطعة بموارد وفيرة من غاز أفران فحم الكوك، والذي يمكن استخدامه لإنتاج الهيدروجين بتكلفة منخفضة. كما تتميز المقاطعة بوفرة موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبنية التحتية المتكاملة للكهرباء، مما يوفر دعما طاقيا مستداما لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأعلنت الصين عن جولة جديدة من المساهمات المحددة وطنيا لمعالجة تغير المناخ في سبتمبر الماضي، تتمثل في تحقيق تجاوز نسبة استهلاك الطاقة غير الأحفورية 30 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة بحلول عام 2035، وتجاوز السعة المركبة الإجمالية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية ستة أضعاف المستوى المسجل في عام 2020 للوصول إلى 3.6 مليار كيلوواط.