share
arabic.china.org.cn | 26. 11. 2025

تقرير إخباري: عائلات فلسطينية تجبر على النزوح مجددا بعدما غمرت خيامهم السيول

arabic.china.org.cn / 09:31:19 2025-11-26

غزة 25 نوفمبر 2025 (شينخوا) دفعت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح شديدة آلاف العائلات الفلسطينية النازحة في قطاع غزة على مغادرة خيامهم للمرة الثانية خلال أسابيع، بعدما غمرتها السيول وأصبحت غير صالحة للإيواء، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء في منطقة تعاني من دمار واسع وبنية تحتية شبه منهارة.

وعلى طريق موحل قرب ميناء مدينة غزة، كانت أمينة مرتجى، وهي أم لخمسة أطفال، تدفع كرسي زوجها المصاب، فيما تحمل رضيعتها وعدداً قليلاً من الأمتعة بعد انهيار خيمتهم تحت الأمطار.

وقالت أمينة لوكالة أنباء ((شينخوا))إن "الخيمة سقطت فوق رؤوسنا خلال دقائق، ولم يكن أمامنا سوى الهرب، نتحرك الآن إلى منزل أقاربنا مؤقتاً حتى انتهاء المنخفض".

ورافق أمينة طفلاها سعيد وليلى، وهما يخوضان في مياه الأمطار التي غمرت الشوارع المحيطة بمخيمات النزوح، وقالت "لم ننجح في إنقاذ شيء، أطفالنا يعانون من الجوع والبرد، وزوجي عاجز عن العمل".

وفي حي الرمال، أمضى سامي جندية، الذي فقد منزله خلال الحرب الأخيرة، ساعات في محاولة سحب المياه من خيمته قبل أن يقرر مغادرتها.

وقال جندية "بحثت عن مكان بديل لدى أقاربي، لكن منازلهم غمرتها المياه أيضاً، لا يوجد مأوى آخر، نحن نعيش في حالة نزوح متواصل".

وأشار إلى أن الظروف المعيشية "تزداد سوءا شهراً بعد شهر"، مضيفاً أن العائلات لا تملك سوى "خيام مهترئة لا تصمد أمام أي تغير جوي".

وفي حي الشيخ رضوان، شمال المدينة اضطرت سهام التتري (27 عاماً)، وهي أرملة وأم لطفلة، إلى مغادرة خيمتها بعد أن غمرتها الأمطار.

وقالت سهام إن "الخيمة قديمة ولا تحمي من الرياح أو المطر، ولا أملك شراء ملابس شتوية لأبنتي، سنعود لاحقاً لمحاولة إصلاحها".

ويعد هذا ثاني منخفض جوي قوي يضرب القطاع خلال أقل من أسبوعين، ما تسبب في غرق عشرات الآلاف من الخيام وتضرر العديد من مراكز الإيواء المؤقتة.

ويقول سكان محليون إن النقص الحاد في مواد الإغاثة، وعدم توفر بنية تحتية للتصريف يزيدان من حجم الخسائر، فيما يعيق الركام والدمار حركة التنقل داخل المناطق السكنية.

وحذر الدفاع المدني في غزة من مخاطر الفيضانات على المباني المتصدعة.

وقال المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، لـ((شينخوا)): "اجتاحت المياه عشرات الآلاف من الخيام وجعلتها غير صالحة، كما غمرت مباني متضررة، ما يرفع احتمال انهيارها".

وأضاف أنه "لا توجد حلول عاجلة داخل غزة، نحتاج إلى خيام جديدة وكرفانات بشكل فوري لحماية الناس خلال المنخفضات القادمة".

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يحتاج القطاع إلى نحو 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان لتوفير إيواء عاجل، مع انتقال آلاف العائلات للسكن في مبان متصدعة رغم خطورتها.

وقالت حركة حماس إن المنخفض كشف "انعدام مقومات الإيواء" في القطاع، متهمة إسرائيل بعرقلة دخول المواد التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي.

وأشار المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إلى أن استمرار الحصار "يعقد الأزمة الإنسانية"، وإن غرق الخيام "يمثل امتدادا للضغط على السكان في ظل الأحوال الجوية القاسية".

ويؤكد مسؤولون محليون أن ما دخل من مستلزمات الإيواء خلال الأسابيع الماضية "محدود للغاية ولا يغطي الحد الأدنى من احتياجات النازحين".

وقال المحلل السياسي عاهد فروانة إن تأخر إدخال مواد الإيواء "يبقي عشرات آلاف العائلات في أوضاع غير آمنة"، مشيرا إلى أن استمرار العواصف في ظل الدمار الواسع "ينذر بأزمات أكبر خلال الأسابيع المقبلة".

ومع توقعات بمزيد من الأمطار، يستعد السكان لمواجهة ظروف جوية قاسية، وسط مخاوف من انهيار خيام إضافية، ونقص متواصل في المساعدات الأساسية.







   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号