غزة 24 نوفمبر 2025 (شينخوا) أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية اليوم (الإثنين) إنهاء مهمتها بتوزيع المساعدات في قطاع غزة، الذي شهد حربا دموية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي طالبت المجتمع الدولي بملاحقة المؤسسة المدعومة أمريكيا وإسرائيليا.

وقالت المؤسسة في بيان صحفي إنها "أنهت بنجاح مهمتها الطارئة في غزة بعدما قدمت أكثر من 187 مليون وجبة مجانية مباشرة إلى المدنيين المقيمين في القطاع، في إطار عملية إنسانية قياسية أتاحت ضمان وصول المساعدة الغذائية إلى العائلات الفلسطينية في شكل آمن، ومن دون أن تستولي عليها حماس أو كيانات أخرى".

وأضاف البيان أن المؤسسة أنشأت كجهة "استجابة طارئة مؤقتة، بهدف سد ثغرة حرجة في النظام الإنساني العالمي، عبر ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأسر وليس الجماعات المسلحة".

وتابع البيان أن المؤسسة شغلت في أربع مواقع توزيع آمنة عمل بها عسكريون أمريكيون سابقون وخبراء في المجال الإنساني وعمال محليون من غزة، مشيرا إلى أن النتيجة كانت عملية غير مسبوقة ساهمت في استقرار وصول الغذاء، واستعادة كرامة طالبي المساعدة.

وبدأت المؤسسة، التي تلقت تمويلا أمريكيا مباشرا وتعمل تحت إشراف عسكري إسرائيلي، نشاطها الفعلي في 27 مايو الماضي من خلال إنشاء مراكز لتوزيع المساعدات في جنوب ووسط القطاع، في خطوة أثارت تنديدا فلسطينيا وأمميا، وسط اتهامات إسرائيلية بأن حركة حماس تسيطر على تدفق المساعدات وتستغلها لأغراض عسكرية.

وأقيمت أربعة مراكز رئيسية في وسط وجنوب القطاع، مزودة بإجراءات أمنية مشددة مثل الأسلاك الشائكة والكشافات والحراسة المسلحة، لكنها أثارت جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين الذين وصفوها بـ"مصائد الموت" بسبب الحوادث الأمنية التي أحاطت بها.

وقتل أكثر من 600 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء التي أقامتها المؤسسة منذ بدء عمل الآلية الأمريكية الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وفي أول تعليق على إعلان انتهاء عمل المؤسسة، قالت حركة حماس في بيان إن الخطوة "مستحقة لمؤسسة لا إنسانية، سقطت بسقوط مشروع الإبادة وهندسة التجويع بالشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر البيان أن المؤسسة شكلت منذ دخولها القطاع "جزءا من المنظومة الأمنية للاحتلال، باعتمادها آليات توزيع لا تمت للإنسانية بصلة، وخلقها ظروفا خطرة ومهينة لكرامة المجوعين من أبناء شعبنا الفلسطيني، خلال محاولتهم الحصول على لقمة الخبز".

وتابع البيان أن الشعب الفلسطيني يرى في المؤسسة "نموذجا لفشل الاحتلال وشركائه في فرض سياسة الأمر الواقع وفق معايير الاحتلال، فكل مشروع يعمل مع الاحتلال وينفذ سياساته الفاشية، سينهار بالضرورة، لأنه قائم على الظلم والاستبداد وامتهان كرامة الإنسان".

وطالب البيان المؤسسات القانونية والمحاكم الدولية "بملاحقة هذه المؤسسة والقائمين عليها، ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني حتى لا تتكرر المأساة ولحماية الإنسانية من الإرهاب الدولي المنظم". /نهاية الخبر/