| arabic.china.org.cn | 24. 11. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة 22 نوفمبر 2025 (شينخوا) داخل مركز "رشاد الشوا" الثقافي المدمر وسط مدينة غزة، تجمع عدد من الأطفال أمام شاشة كبيرة تعرض فيلما كارتونيا ضمن فعاليات مهرجان غزة السينمائي للأطفال.
وكست ابتسامات مترددة وضحكات خجولة وجوه الأطفال، فيما تحركت أيديهم وعيونهم بعفوية تجاه أحداث فيلم "روبن هود" الكارتوني، في أول مهرجان للأطفال يُنظم منذ توقف الحرب قبل نحو شهر ونصف.
وأطلقت مؤسسة (المشهراوي) لدعم السينما والسينمائيين، في 20 نوفمبر الجاري بمركز "رشاد الشوا" الثقافي في مدينة غزة النسخة الأولى من مهرجان "غزة لسينما الأطفال"، تحت شعار "نحب الحياة".
ورغم الدمار الشديد الذي لحق بمركز "رشاد الشوا"، استطاع القائمون على المهرجان تجهيز جزء متضرر من المبنى كصالة عرض مؤقتة باستخدام أدوات بسيطة ومرنة، حيث تم تعليق شاشة كبيرة متنقلة على جدران متهدمة، وتشغيل المعدات عبر مولدات كهربائية صغيرة في ظل انقطاع الكهرباء المستمر.
كما تم توفير مقاعد مؤقتة للأطفال من كراسي قابلة للطي ووسائد أرضية لإتاحة مساحة كافية لمشاهدة الأفلام بأمان وراحة نسبية، وفق القائمين على المهرجان.
وتمثل العروض السينمائية، وجميعها كارتونية، جزءا من سلسلة نشاطات ترفيهية للأطفال ضمن المهرجان في مختلف مدن ومخيمات غزة على مدى 30 يوما.
ويهدف المهرجان بشكل رئيسي إلى محاولة "استعادة جزء من طفولة أطفال غزة المنهكة بسبب الحرب والنزوح والدمار والجوع"، وفق القائمين عليه.
وقال مدير عام اللجنة الفنية للمهرجان مصطفى النبيه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأفلام تهدف إلى نقل الأطفال إلى "عالم آخر بعيد عن واقع العنف وفقدان الأمان الذي عاشوه خلال عامين من الحرب".
ولن يقتصر المهرجان على عرض الأفلام فقط، بل يشمل أنشطة متنوعة مثل الألعاب والأنشطة الترفيهية والدبكة والرسم والمهرجين والعروض الموسيقية والفنية، بما يسهم في تفريغ نفسي للأطفال، وفق النبيه.
وتابع أن "ما بعد الصدمة خصوصا للأطفال أصعب من الصدمة نفسها، لأنهم يشعرون بفراغ عاطفي ووحدة وفقدان، وهو ما يتطلب دعما ومتابعة نفسية دقيقة حتى لا تؤثر هذه التجربة على حياتهم المستقبلية".
من جهتها، قالت الصحفية الفلسطينية وأحد القائمين على المهرجان وسام ياسين، إن الهدف الأول هو "رسم البهجة على وجوه الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم بفعل الحرب"، موضحة أن المهرجان يسعى إلى "إعادتهم إلى عالمهم الصغير، عالم الأحلام والقصص والخيال".
وأضافت "نريد أن نأخذ الأطفال إلى عالم آخر خارج حدود غزة المدمرة، ونبني لديهم الشغف والأمل من جديد، حتى يستطيعوا أن يكونوا جزءا من إعادة بناء بلدهم".
وتطرقت وسام إلى التحديات الكبيرة التي واجهت تنظيم المهرجان في غزة، حيث تفتقد المناطق الأساسية للخدمات، مؤكدة أن "تنظيم فعالية بهذا الحجم وسط انعدام البنية التحتية وتدمير المراكز الثقافية أمر ليس هينا".
وأضافت "نعمل حاليا فوق الأنقاض والدمار، بلا كهرباء أو مواصلات، ودون أدوات أو معدات بسيطة مثل الكشافات الضوئية".
وأوضحت أن الرسالة التي يود المهرجان إيصالها هي أن شعب غزة "يحب الحياة، ومهما بلغت الصعاب، ستستمر الحركة الثقافية والفنية، حتى إذا حاول الاحتلال طمسها".
ومع بدء عرض الفيلم شعرت الطفلة ريهام جاد البالغة من العمر (9 أعوام) بفرحة كبيرة، قائلة "شعرت أن قلبي يطير من السعادة، وكنت أتمنى لو استمر العرض لساعات طويلة".
وأضافت جاد، التي فقدت والدتها وإخوتها في غارة جوية إسرائيلية، بصوت مختلط بالحزن والحنين "أشعر أن هذه اللحظات تجعلني أنسى بعض الألم، حتى لو للحظة، وأتمنى لو كان إخوتي الصغار معي لأشاركهم هذه الفرحة".
وتابعت أنها كانت تتخيل نفسها بطلة الفيلم أحيانا، وتلعب مع الشخصيات الكرتونية وكأنها في عالم آمن تماما بعيد عن الدمار.
أما الطفل إبراهيم سامح البالغ من العمر (12 عاما)، الذي فقد والديه وحاليا يعيش مع جدته، فقال إن تجربة حضور الفيلم كانت "رائعة وفريدة من نوعها".
وأضاف سامح لـ((شينخوا)) "أحسست أنني أعيش حياة طبيعية مثل أي طفل آخر، أضحك وألعب وأشارك أقراني، وأشعر أن العالم ما زال جميلا رغم كل ما مررنا به".
وتابع إبراهيم أن لقاء الأطفال الآخرين خلال المهرجان أعاد إليه ذكريات طفولته قبل الحرب، قائلا "كنت أنسى أحيانا أنني فقدت والديّ، لأن الضحك واللعب أعادوني إلى طفولتي الحقيقية، وأتمنى أن تتكرر هذه الفعاليات كل أسبوع".
وتشير إحصاءات رسمية إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 20 ألف طفل فلسطيني خلال الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
كما أصيب أكثر من 864 طفلا ببتر نتيجة القصف المباشر، فيما يحتاج أكثر من 5 آلاف و200 طفل إلى إجلاء طبي عاجل لإنقاذ حياتهم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ويحذر خبراء نفسيون من أن الظروف المباشرة التي فرضتها الحرب، مثل فقدان المدارس وتوقف التعليم والمجاعة وتحمل الأطفال لمسؤوليات أكبر من أعمارهم، ستؤثر على نمط حياتهم في المستقبل.
وقالت المختصة النفسية في غزة نيفين عبد الهادي لـ((شينخوا)) إن "أطفال غزة يعانون بشكل يومي من ضغوط الحياة، حيث لم يأكل بعضهم طعاما جيدا منذ عامين، ولم يرتد آخرون أي ملابس جديدة".
وأضافت عبد الهادي أن هذه الظروف "تثقل كاهل الأطفال وذويهم، وتزيد الحاجة إلى دعم نفسي مستمر، في وقت تعاني فيه مؤسسات الصحة النفسية من نقص الكوادر والعلاجات الضرورية، فضلا عن تدمير العيادات الصحية".
ويمثل تنظيم هذه الفعاليات محاولة لإعادة الحياة الثقافية والفنية إلى غزة، ولإيصال رسالة أمل للأطفال بأنهم ما زالوا يستحقون الطفولة والفرح، وأنه حتى وسط الدمار، هناك مساحة للابتسامات والخيال، حسب ما يؤكد القائمون على المهرجان.
وفي مركز "رشاد الشوا"، بينما يتابع الأطفال الفيلم، تتجدد لحظات الطفولة المفقودة، ويشعر المشاهدون بأن غزة رغم كل الجراح لا تزال قادرة على استعادة أملها وابتسامات أبنائها. /نهاية الخبر/
![]() |
|
![]() |
انقلها الى... : |
|
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |