تونس 21 نوفمبر 2025 (شينخوا) انطلقت مساء اليوم (الجمعة) بقصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية، أعمال منتدى تونس لتطوير الطب الصيني - الإفريقي الذي يُنظم لأول مرة بتونس، وذلك بمشاركة أكثر من 500 خبير و130 مختصا من الصين، ووفود من 15 دولة إفريقية.

وتُنظم هذا المنتدى الذي ستتواصل أعماله على مدى يومين وزارة الصحة التونسية، والهيئة الوطنية للصحة في جمهورية الصين الشعبية، بالشراكة مع الاتحاد الإفريقي، والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومقاطعة جيانغشي الصينية.

والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها هو هيئة صحية قارية مستقلة تابعة للاتحاد الأفريقي، وقد تم تأسيسه لدعم مبادرات الصحة العامة في الدول الأعضاء وتعزيز قدرة مؤسساتها الصحية العامة على اكتشاف الأمراض والوقاية منها والسيطرة عليها والاستجابة لها بسرعة وفعالية.

وبحسب وزارة الصحة التونسية، فإن هذا المنتدى يندرج في إطار "مواصلة تنفيذ اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها في شهر فبراير من العام 2025 بين تونس ووزارة الصحة في جمهورية الصين الشعبية".

وخاطب رئيس اللجنة الوطنية الصينية للصحة لي هاي تشاو، المشاركين في هذا المنتدى في كلمة بثت بتقنية الفيديو كونفرنس، أكد فيها أنه "على الرغم من التباعد الجغرافي بين الصين وتونس، إلا أن علاقاتهما الودية راسخة، وأن الصداقة بين الصين وأفريقيا تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتتجاوز الجبال والبحار، وتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل".

وأكد أن الصين مستعدة للتعاون مع أفريقيا لتعزيز بناء نظام الصحة العامة في أفريقيا، وتعميق التبادلات والتعاون في المجالات التي تهم أفريقيا، مثل الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وصحة الأم والطفل.

ونوه بأن الصين على استعداد أيضا لمواصلة الجمع بين هذه المجالات وواقع أفريقيا لتعزيز تطبيق وتطوير الطب عن بعد، والتكنولوجيا الأقل تدخلا، والذكاء الاصطناعي في المجال الصحي.

وبعد ذلك، القى وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني، كلمة اعتبر فيها أن هذا المنتدى "يأتي من أجل بناء شراكة عادلة بين الصين وافريقيا، وهو يندرج في إطار رؤية وطنية واضحة تعتبر أن الصحة حق أساسي لكل انسان".

واعتبر أن تونس أصبحت بفضل موقعها وسمعتها العلمية نقطة التقاء وجسر بين الصين وافريقيا لتبادل الخبرات والتعاون في المجال الصحي، مشيرا في هذا السياق، إلى أن العلاقات بين تونس والصين تاريخية وتعود إلى سنة 1973 مع وصول أول بعثة طبية صينية إلى تونس.

وأعلن وزير الصحة التونسي بهذه المناسبة عن توقيع ثلاث اتفاقيات بين بلاده والصين في المجال الصحي والتكوين الطبي ودعم التحول الرقمي، حيث تتعلق الأولى بتبادل الخبرات، وإنشاء مركز مشترك مختص في أمراض القلب والشرايين والتقنيات الحديثة في القسطرة، والثانية تتعلق بإدخال تقنيات جديدة في جراحة المسالك البولية، والثالثة تتعلق بتسلم تونس حافلة جراحة كاملة من الصين ستوجه إلى المناطق الداخلية خلال الحملات الصحية وذلك بهدف تقريب الخدمات الصحية.

يُشار إلى أن هذه المنتدى الذي يُمثل بحسب وزارة الصحة التونسية، لقاء غير مسبوق يجمع ثلاث ديناميكيات كبرى هي الخبرة الطبية التونسية، والتميز العلمي الصيني، وتطلعات القارة الأفريقية في مجال الصحة"، إلى تطوير الطب الصيني - الإفريقي.

ويتضمن برنامج هذا المنتدى تنظيم معارض وندوات وجلسات علمية تتناول 4 محاور كبرى وهي الطب التقليدي والطب العشبي وتقنيات القلب والشرايين الحديثة، وخاصة القسطرة التداخلية والجراحة الدقيقة والذكاء الاصطناعي والمستشفى الافتراضي بالإضافة إلى محور تشخيص الأمراض عن بُعد والطب الجيني والطب الشخصي، والأدوية المصمّمة حسب البروفيل الجيني لكل مريض.