بكين 21 نوفمبر 2025 (شينخوا) تسهم المعارض الضخمة التي تقيمها الصين ومن بينها معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون)، إلى جانب التصاعد المستمر للتعاون التجاري والاستثماري بين الصين والدول العربية في الأعوام الأخيرة، تسهم في إتاحة فرص أكثر وآفاق أوسع لتطور الشحن الدولي وتعزيز الطلب على النقل وخطوط الشحن والتكاليف وغير ذلك في القطاع.

وفي هذا السياق، تشهد الصين والدول العربية بشكل متزايد تبادلات اقتصادية وتجارية وثيقة وحققت نتائج مثمرة، حيث أشارت بيانات رسمية أصدرتها وزارة التجارة الصينية إلى أن حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية بلغ 407.4 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة 2.3 في المائة على أساس سنوي، لتحافظ الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة.

وفي الوقت نفسه، تتزايد الاستثمارات الثنائية بشكل مستمر حيث أطلقت عدة شركات صينية مشروعات مميزة بالتعاون مع مصر والإمارات والسعودية وغيرها من الدول العربية تشمل مجالات مثل صهر المعادن وتصنيع مواد البناء وتصنيع المنسوجات القطنية وتربية الأسماك، كما تستثمر صناديق الثروة السيادية والشركات العربية في قطاعات البتروكيماويات والطاقة الجديدة والصناعات التكنولوجية الناشئة في الصين.

يتيح التعاون المتنامي بين الجانبين مساحة واسعة لتطوير الشحن الدولي بحرا أو جوا أو برا، فعلى سبيل المثال، تشهد موانئ بالإمارات التي تعتبر محورا مهما للشحن في الشرق الأوسط ازدحاما متزايدا في حركة التبادل مع الموانئ الرئيسية في الصين حيث تزدهر الطلبات على نقل البضائع بالحاويات بشكل مستمر.

في المقابل، تنشط الشركات الإماراتية في تطوير السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين، ما يسهم في إثراء أنواع الاحتياجات اللوجستية من الجانبين الصيني والإماراتي.

وبحسب إحصاءات أصدرتها غرفة تجارة دبي، تم تسجيل إجمالي 772 شركة صينية في دبي خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة 3.8 في المائة على أساس سنوي. ولا تحتاج هذه الشركات إلى نقل المعدات والتكنولوجيا والمواد الخام الصينية إلى الإمارات فحسب، بل تحتاج إلى نقل المنتجات والموارد المحلية إلى الصين أو نقلها إلى مناطق أخرى أيضا.

وفي هذا الصدد، تشير"مقترحات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن وضع الخطة الخمسية الـ15 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية" إلى عدة نقاط مهمة لتحفيز التنمية عالية الجودة للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" حيث تدعو إلى تعميق الاتصال المتبادل في البنية التحتية وتعزيز الترابط الوثيق للقواعد والمعايير ذات الصلة وتعزيز التبادلات بين شعوب الدول المشاركة فيها.

ومن المتوقع أن يشجع التعاون الصيني-العربي والبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" على تطوير خطوط الشحن البحري التقليدية من جهة، ونشوء خطوط جديدة بريا وجويا من جهة أخرى.

ويواصل الابتكار العلمي والتكنولوجي ازدهاره في مجال الشحن الدولي ليوفر سبلا جديدة لخفض التكاليف في القطاع. ومن أجل تعزيز تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي والتجارة الدولية، طرحت حكومات الدول المعنية سلسلة من التدابير والسياسات التي تقدم المزيد من الدعم لتطوير الشحن الدولي وخفض تكاليف الشحن.