share
arabic.china.org.cn | 19. 11. 2025

تقرير إخباري: تركيب وعاء ضغط المفاعل لمشروع محطة الضبعة النووية نقلة في توطين التكنولوجيا ودفع الاقتصاد المصري

arabic.china.org.cn / 23:17:52 2025-11-19

القاهرة 19 نوفمبر 2025 (شينخوا) شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الأربعاء)، في مراسم تركيب جسم مفاعل الوحدة الأولي بمحطة الضبعة النووية في مصر، الأمر الذي يعد نقلة نوعية مهمة في توطين التكنولوجيا والمعرفة ودفع الاقتصاد المصري

ونقل التليفزيون المصري الرسمي، مراسم مشاركة السيسي وبوتين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي، لمشروع محطة الضبعة النووية.

وأكد الرئيس المصري، في كلمته، أن "إنشاء محطة الضبعة النووية يحمل فى طياته، قيمة إستراتيجية كبرى لمصر، ويبعث برسالة جلية، بأننا نمضى بخطوات ثابتة، نحو مستقبل أكثر تقدماً واستدامة، متجاوزين كل التحديات، بفضل العزيمة الصادقة والعمل الدؤوب، حتى بلغنا هذه المرحلة المتقدمة فى تنفيذه".

وأضاف أن "فى ظل ما يشهده العالم، من أزمات متلاحقة فى قطاع الطاقة، وارتفاع أسعار الوقود الأحفورى، تتجلى بوضوح أهمية وحكمة القرار الإستراتيجى، الذي اتخذته الدولة المصرية، بإحياء البرنامج النووى السلمى، باعتباره خياراً وطنياً، يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة، دعما لأهداف رؤية مصر 2030".

وشدد السيسي على أن مشروع محطة الضبعة النووية يمثل، "نقلة نوعية فى مسار توطين المعرفة، واستثمارا حقيقيا فى الكوادر الوطنية إذ يشمل تعاونا واسعا، فى مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا، ويتيح إعداد جيل جديد من الكوادر المصرية، فى تخصصات الطاقة النووية والتصنيع الثقيل، بل يضع مصر فى موقع ريادى، على خريطة الاستخدام السلمى للطاقة النووية، كما يساهم المشروع، فى توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، دعما لمسيرة التنمية والازدهار".

من جانبه، أكد الرئيس فلاديمير بوتين في كلمته عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أن التعاون القائم بين مصر وروسيا في بناء المفاعل بالوتيرة الحالية يُعد نجاحاً بارزاً، وأن المشروع سيوفر الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي.

وأشار بوتين إلى أن الدعم المباشر والمتابعة الشخصية من جانب الرئيس السيسي كان لها دور حاسم في سرعة الإنجاز والوصول إلى مرحلة متقدمة من بناء محطة الضبعة النووية.

وأضاف أن بلاده تدعم طموحات مصر التنموية في إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجي الممتد بين البلدين، مؤكدا أن هذه الشراكة مستمرة وتتجلى في ارتفاع حجم ومعدل التجارة بين البلدين، وتكثيف التعاون الصناعي، فضلاً عن مضي روسيا قدماً في إنشاء منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأوضح أن الكهرباء التي ستنتج عن محطة الضبعة النووية ستسهم في تعزيز أمن الطاقة في مصر، مشيراً إلى أن الشركة الروسية المنفذة تعتمد أحدث التقنيات التكنولوجية مع الالتزام الكامل بالمعايير البيئية، وأن الجانب الروسي يقدّم برامج تدريب وتأهيل للكوادر المصرية العاملة في المجال النووي، مع إمكانية توظيف العلوم والتكنولوجيا النووية كذلك في مجالات على غرار الطب والزراعة.

ويعد وعاء ضغط المفاعل أحد المكونات الرئيسة في المحطة النووية، إذ يحتوي في داخله على قلب المفاعل الذي تتم فيه سلسلة التفاعلات النووية المتحكم به، ويتميّز هذا الوعاء بقدرته العالية على تحمّل الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة، مع ضمان الإحكام الكامل ضد أي تسرب، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمان والموثوقية التشغيلية للوحدة النووية.

وتمّ تصنيع وعاء ضغط المفاعل في مصنع "إيجورا" التابع للقسم الهندسي الميكانيكي لمؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية، ويبلغ وزنه أكثر من 330 طنًا، وشارك خبراء من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء - بصفتها المالك والمشغّل المستقبلي لمحطة الضبعة النووية - في أعمال التفتيش خلال مراحل التصنيع، لضمان الالتزام الكامل بمتطلبات ضمان الجودة والمعايير الفنية المعتمدة.

وخلال الاحتفالية، شهد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، توقيع أمر شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة النووية، وكذلك اتفاقية البرنامج الشامل للتعاون مع شركة "روساتوم"، وذلك في خطوة استراتيجية تعزز مكانة الدولة المصرية في مجال الطاقة النووية السلمية، وكخطوة إضافية في مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية، بحسب بيان رئاسة مجلس الوزراء المصري.

وشهدت الفعالية التوقيع الرسمي على أمر توريد الوقود النووي للقلب الأول للمفاعل بالوحدة النووية الأولى، وهو إجراء رئيس يؤكد جاهزية المشروع للانتقال إلى المراحل التالية من التنفيذ، وتعد هذه الخطوات مجتمعة من أبرز العلامات الفنية في مسار تنفيذ مفاعلات الجيل الثالث+، بما يعكس تقدّم العمل في المشروع وفق أعلى معايير الجودة والأمان النووي.

كما تم توقيع اتفاقية البرنامج الشامل بين مصر وروسيا، التي تشمل التعاون في مجالات عديدة منها المجال النووي وبعض المجالات التي تخدم القطاع الطبي متمثلا في إنتاج النظائر المشعة لعلاج الأورام، وكذا مجالات أخرى مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تخدم القطاع النووي، وأيضا في مجال الاتصالات.

ويمثل مشروع محطة الضبعة النووية إضافة استراتيجية تدعم خطط الدولة للتحول في قطاع الطاقة، ودعامة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن دوره في تطوير البنية التحتية للصناعة ورفع كفاءة الكوادر المصرية في مجالات التكنولوجيا النووية السلمية.

وأكد رئيس الوزراء المصري أهمية مشروع محطة الضبعة النووية، قائلا "لا يمكن اعتبار أن هذا المشروع لتوليد الكهرباء فقط بل هو أساس لتحقيق رؤية مصر 2030 وأهدافها التنموية خلال السنوات المقبلة".

وأعرب مدبولي، الذي عقد اجتماعا مع اليكسي ليخاتشوف، المدير العام للمؤسسة الحكومية الروسية للطاقة النووية "روساتوم"، على هامش الاحتفالية، عن تطلعه إلى استمرار التعاون مع الجانب الروسي خلال عملية تشغيل محطة الضبعة النووية في إطار التدريب ونقل الخبرات.

وتُعد المحطة النووية بالضبعة أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد نحو 300 كيلو متر شمال غرب العاصمة المصرية القاهرة، وتتكون المحطة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号