القاهرة 18 نوفمبر 2025 (شينخوا) قررت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، اليوم (الثلاثاء) إلغاء نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) جزئيا، بعد رصد "مخالفات" بعدد من الدوائر الانتخابية تنال من نزاهة الانتخابات.

وأعلن المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة، في مؤتمر صحفي اليوم، "إبطال وإلغاء (نتائج التصويت في) 19 دائرة انتخابية في 7 محافظات من محافظات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية".

وتقع الدوائر الانتخابية التي تم إبطال نتائجها في محافظات الجيزة وقنا وسوهاج والبحيرة والإسكندرية وأسيوط والفيوم.

وقال بدوي، إن "هذا القرار الذي اتخذه مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات، جاء في ضوء ما رصدته الهيئة من مخالفات" بالعملية الانتخابية.

وتتمثل هذه المخالفات، وفق رئيس الهيئة، في "خروقات بالعملية الانتخابية أمام لجان الاقتراع، وعدم تسليم المرشح أو وكيله صورة من محضر حصر الأصوات، والتفاوت في عدد الأصوات في اللجان الفرعية واللجان العامة".

وشدد المسؤول المصري، على أن "هذه المخالفات تمثل عيوبا جوهرية، تنال من نزاهة ومشروعية عمليتي الاقتراع والفرز في تلك الدوائر".

وأكد أن "الهيئة الوطنية للانتخابات لم تكن يوما منفصلة عن نبض الشعب المصري بل هي جزء منه، منوط بها حماية حقه في الانتخاب، وتلتزم في عملها بمبادئ العدالة والمساواة والشفافية، وتضمن له دوما أن اختياره فقط هو من يحدد نوابه في البرلمان".

في الوقت نفسه، أشار بدوي إلى فوز "القائمة الوطنية من أجل مصر" في قطاع غرب الدلتا، بعد أن حصلت على مليون و671 ألفا و626 صوتا بنسبة 18.9% من إجمالي من يحق لهم التصويت، البالغ عددهم 9 ملايين و239 ألفا و101 ناخب، متجاوزة بذلك النسبة القانونية.

كما فازت نفس القائمة في قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، بعد أن حصلت على نسبة 20.33% بإجمالي 5 ملايين و295 ألفا و927 صوتا.

وتضم "القائمة الوطنية من أجل مصر" 12 حزبا سياسيا على رأسهم «مستقبل وطن» صاحب الأغلبية بمجلس النواب الحالي، إلى جانب أحزاب الجبهة الوطنية، وحماة الوطن، والحزب الجمهوري، والوفد، والتجمع، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والعدل، والإصلاح والتنمية، وإرادة الجيل، والحرية المصري، وحزب المؤتمر.

من جهته، أكد مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد بنداري أن التفاف المواطنين المصريين حول وطنهم وحرصهم على حقوقهم الدستورية عبر المشاركة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، يعكس مستوى الوعي الكبير لدى الشعب المصري وتمسكه بالعملية الديمقراطية.

وقال بنداري، خلال المؤتمر الصحفي، إن حاضر مصر ومستقبلها يحدده شعبها الواعي الذي يدرك أهمية انتخابات مجلس النواب، مشيرا إلى أن مصر تضع اليوم حجرا جديدا في صرح الديمقراطية الذي بدأت في بنائه منذ سنوات عديدة.

ووفق الهيئة الوطنية للانتخابات، سوف تجرى انتخابات المرحلة الأولى في الدوائر التي تم إلغاء نتائجها يومى 1 و2 ديسمبر القادم فى الخارج، ويومى 3 و4 من نفس الشهر فى الداخل، على أن تعلن النتيجة في 11 ديسمبرالمقبل .

وفى حالة الإعادة، ستجرى الانتخابات يومي 24 و25 ديسمبر فى الخارج، ويومي 27 و28 فى الداخل، على أن تعلن النتيجة في 4 يناير القادم.

وجاء قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج الانتخابات في هذه الدوائر بعد أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الهيئة أمس بالتدقيق في الأحداث التي شهدتها المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، واتخاذ ما يلزم بالإلغاء الكلي أو الجزئي، إذا تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية.

وجاء توجيه الرئيس السيسي بعد أن انتشرت شكاوى عدة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل العديد من المرشحين، الذين تحدثوا عن مخالفات جسيمة بالعملية الانتخابية.

وأشاد الباحث السياسي المصري مصطفى أمين، بقرار الهيئة الوطنية للانتخابات إبطال نتائج التصويت في 19 دائرة انتخابية، شهدت مخالفات في العملية الانتخابية.

ورأى أمين، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذا القرار يعزز ثقة المواطنين في الانتخابات، ويعيدها إلى مسارها الطبيعي.

وأضاف أن القرار يعبر بصدق عن شواغل الشارع المصري بشأن الانتخابات البرلمانية، ويعد رد فعل طبيعي بعد أن خرج بعض المرشحين بتصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي تنال من مصداقية الانتخابات.

وتجرى انتخابات مجلس النواب وفق نظام "القائمة المطلقة" والنظام الفردي ،ويخصص لنظام القائمة 284 مقعدا، ومثلها للنظام الفردي.

وجرت المرحلة الأولى من الانتخابات يومي 10 و11 نوفمبر الجاري، وذلك في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح.

ومن المقرر إجراء الانتخابات في محافظات المرحلة الثانية يومي 24 و25 نوفمبر الحالي.

وتأتي انتخابات مجلس النواب بعد نحو 3 أشهر من انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، التي أجريت في أغسطس الماضي./ نهاية الخبر/