نانجينغ 18 نوفمبر 2025 (شينخوا) تتسارع وتيرة الشراكات في مجال الطاقة المتجددة بين الصين والمملكة العربية السعودية مع توسع الاستثمارات الصينية في مشروعات التصنيع الأخضر داخل السعودية، في إطار التقاء "رؤية السعودية 2030" مع قدرات الصين المتقدمة في قطاع الطاقة الجديدة.

وفي هذا السياق، استكملت شركة "أركتيك" الصينية مؤخرا المرحلة الثانية من قاعدتها الإنتاجية في جدة، بعد الانتهاء من أعمال تجهيز المصنع ووصول الفرق التشغيلية إلى مواقعها.

وتعد "أركتيك" شركة رائدة عالميا في توفير نظام تركيب الألواح الكهروضوئية. وقال شيوي يان، مسؤول سلسلة التوريد الدولية للشركة، إن القاعدة الجديدة تمتد على مساحة نحو 100 ألف متر مربع، وستصل قدرتها الإنتاجية السنوية، بعد تشغيلها بالكامل، إلى 15 غيغاواط، ما يعزز تلبية الطلب المتزايد في الأسواق الإقليمية ويقوي قدرة الشركة على التسليم عالميا.

ويرى شيوي أن الصين تمتلك سلسلة صناعية متكاملة وخبرة واسعة في تصميم وبناء وتشغيل مشروعات الطاقة الشمسية، ما يجعلها شريكا مناسبا لتلبية احتياجات السوق السعودية في هذا المجال.

ومنذ دخولها السوق السعودية عام 2017، عززت الشركة حضورها عبر منتجات عالية الجودة وخدمات مهنية. وفي أبريل العام الماضي، وقعت الشركة اتفاقية مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية حول بناء قاعدة إنتاجية جديدة للمنتجات الكهروضوئية.

بدوره، قال ماجد رافد العرقوبي، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية المذكورة، إن انضمام الشركة سيسهم في تطوير سلسلة قيمة الطاقة الشمسية وتوفير فرص عمل محلية.

وأشار تساي هاو رئيس مجلس إدارة شركة "أركتيك" إلى أن السنوات المقبلة ستشهد تعزيز بناء فرق الخدمة المحلية وتطوير منتجات تتناسب مع احتياجات السوق المحلية، ما يدعم مسار التحول نحو الطاقة النظيفة في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط.

وخلال الأعوام الأخيرة، جذبت السعودية عددا متزايدا من شركات الطاقة المتجددة الصينية. وفي يوليو 2024، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي توقيع ثلاث اتفاقيات مع شركات صينية لتوطين صناعات الطاقة المتجددة، سعيا لتوطين تصنيع وتجميع توربينات الرياح والبطاريات الكهروضوئية والألواح الشمسية ومكوناتها لإنتاج الطاقة المتجددة في السعودية.

ومن جهته، قال يه فنغ، رئيس مجموعة "لاند"، ومقرها في مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو الصينية، أن الطلب على التعاون الصيني-السعودي في الطاقة الجديدة يتصاعد بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن الشركات الصينية ترى في السعودية سوقا واعدة بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الغنية.

وفي هذا الصدد، وقعت المجموعة في مارس الماضي اتفاقية تعاون مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية لتعزيز الاستثمار الصناعي ونقل التكنولوجيا. وفي يونيو الماضي، افتتح مركز الاستثمار والأعمال السعودي في سوتشو لدعم الشركات الراغبة في دخول السوق السعودية.

ويرى المطلعون على الصناعة أن المواءمة بين "رؤية السعودية 2030" ومبادرة "الحزام والطريق" تعزز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، وتمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تدعم التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي وحتى السلام والتنمية العالميين.