share
arabic.china.org.cn | 17. 11. 2025

رويترز: الصين تعزز حضورها ودورها الريادي في "كوب 30"

arabic.china.org.cn / 15:45:56 2025-11-17

17 نوفمبر 2025 / شبكة الصين/ أفادت وكالة رويترز في تقرير حديث بأنّ الولايات المتحدة غابت للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود عن القمة السنوية للأمم المتحدة حول المناخ، في حين أصبحت الصين، باعتبارها رائدة في مواجهة الاحتباس الحراري العالمي، محطّ أنظار العالم.

وأشار التقرير إلى أنه في مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 30)، الذي يُعقد في مدينة بيليم الواقعة في منطقة الأمازون البرازيلية، يحتلّ "الركن الصيني" موقعًا بارزًا عند مدخل القاعة الرئيسية، وقدم كبار المديرين التنفيذيين لعمالقة صناعة الطاقة النظيفة الصينية رؤاهم للمستقبل الأخضر باللغة الإنجليزية، بينما عمل الدبلوماسيون الصينيون خلف الكواليس لضمان إجراء محادثات بنّاءة. وهذه الأدوار كانت تضطلع بها الولايات المتحدة في السابق، لكنها أصبحت الآن منوطة بالصين.

ونقل التقرير عن فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، قوله إن "الماء يتدفق إلى الأماكن التي تتسع له، والدبلوماسية غالبًا ما تعمل بالطريقة نفسها". وأضاف أن ريادة الصين على مجالي الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية تعزز مكانتها في دبلوماسية المناخ. وفي مؤتمر كوب 30، انتقلت الصين من دورها المتواضع السابق إلى مركز الاهتمام العالمي، ما يعكس تغيّرًا في هوية الفاعل الرئيسي في معركة مكافحة الاحتباس الحراري.

ويرى التقرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُعرف منذ وقت طويل بتشككه في التغير المناخي، أعاد مرة أخرى انسحاب الولايات المتحدة - وهي الدولة صاحبة أكبر انبعاثات تراكمية تاريخيًا- من اتفاق باريس الذي يعتبر المعاهدة الدولية البارزة الهادفة إلى الحد من الاحترار العالمي. وفي هذا العام، رفض ترامب للمرة الأولى على الإطلاق إرسال وفد رسمي رفيع المستوى لتمثيل الولايات المتحدة في قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة.

ويرى منتقدون أن انسحاب الولايات المتحدة من هذه العملية يمثل تخليا عن موقع مؤثر في مفاوضات المناخ، خصوصًا في ظل التوسع السريع للصين في صناعات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية. 

وقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم، خلال ظهوره في موقع مؤتمر كوب 30: "إذا كنا، نحن الأميركيين لم ندرك بعد ما الذي تفعله الصين في هذا المجال وفي سلاسل التوريد المرتبطة به، وكيف تقود التصنيع، وكيف تتدفق منتجاتها إلى السوق، فإن قدرتنا التنافسية قد انتهت تمامًا".

وذكر التقرير أنه على خلاف ما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، احتل "الركن الصيني" هذا العام مساحة مميزة بجوار جناح البلد المضيف، البرازيل، عند مدخل قاعة مؤتمر كوب 30. وقد جذبت القهوة الصينية اللذيذة ذات النكهة الغنية، والدُمى اللطيفة على شكل دبّ الباندا، ومختلف المواد الترويجية الزوّار، الذين تمكنوا أيضًا من الاستماع إلى كلمات يلقيها مديرون تنفيذيون من كبرى شركات الطاقة المتجددة الصينية.

وقال منغ شيانغ فنغ، نائب رئيس شركة CATL، أكبر شركة لصناعة البطاريات في العالم في 13 نوفمبر أمام الحضور: "دعونا نتمسّك بروح اتفاق باريس، وفي إطار رؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، نطبّق أهداف اتفاق باريس... دعونا نعمّق التعاون المناخي ونبني معًا عالمًا نظيفًا وجميلاً".

وقد زوّدت هذه الشركة العملاقة ثُلث بطاريات المركبات الكهربائية لشركات مثل تسلا وفورد وفولكس فاغن. وهذه المرة الأولى التي تنظّم فيها CATL فعالية في مؤتمر كوب بهدف جذب الحكومات والمنظمات غير الحكومية.

وأشار التقرير إلى أن شركة ستيت جريد الصينية وهي أكبر شركة مرافق كهرباء في العالم إلى جانب شركتي الطاقة الشمسية العملاقتين "ترينا سولار" و"لونجي غرين إنرجي"، قد نظّمت أيضًا فعاليات عرض في المؤتمر. كما وفّرت شركة "بي واي دي" الصينية أسطولًا من السيارات الهجينة القابلة للشحن لخدمة مؤتمر كوب 30.

وأشاد كلٌّ من رئيس المؤتمر أندريه دو لاجو، والمديرة التنفيذية آنا توني، بدور الصين الريادي في مجال تقنيات الطاقة النظيفة. وقالت توني: "إن الصين لا تُظهر ريادتها من خلال تنفيذ ثورتها الخاصة في مجال الطاقة فحسب، بل ومن خلال قدرتها الإنتاجية الضخمة أيضًا، التي تتيح لنا الحصول على تكنولوجيات منخفضة الكربون بأسعار تنافسية". وأضافت أن مواقف الصين واضحة وحازمة، فهي لا تزال أحد الأعمدة المستقرة في قيادة اتفاق باريس، وتعزز الحوكمة المناخية، وتتخذ إجراءات عملية لدعم الدول الأخرى.

وذكر لي شُوه، مدير مركز الصين للمناخ في معهد سياسات جمعية آسيا، وهو مراقب مخضرم لمشاركة الصين في مفاوضات المناخ بالأمم المتحدة، أن التفوق التكنولوجي للصين هو في حد ذاته مظهر من مظاهر القيادة السياسية، لأن الشركات الصينية تجعل من الممكن تحقيق التعهدات التي تقطعها الأمم المتحدة، وقال "في مؤتمرات كوب، ليست الدول الأعلى صوتًا هي الأقوى، بل الدول التي تنتج بالفعل وتستثمر في تطوير التقنيات منخفضة الكربون".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号