17 نوفمبر 2025 / شبكة الصين/ اعتمدت قبل أيام، التوصيات الخاصة بصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة خلال الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وأكد عدد من مسؤولي الشركات متعددة الجنسيات أن مخطط التنمية الجديدة للصين خلال السنوات الخمس المقبلة ينطوي على آفاق سوقية واسعة، وأن كلمات محورية مثل "القوى المنتجة الجديدة النوعية" و"الذكاء الاصطناعي" و"الطاقة الجديدة" أصبحت محطّ اهتمام كبيرا، فيما تستعد الشركات لاغتنام فرص التطور الجديدة داخل الصين بفعالية.

وقال شياو سونغ، نائب الرئيس التنفيذي العالمي لشركة سيمنز "لاحظنا أن الصين طرحت خلال فترة الخمسية الخامسة عشرة ضرورة اغتنام الفرصة التاريخية للجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحوّل الصناعي، والعمل المستمر على توليد قوى منتجة جديدة النوعية، وتعميق التكامل بين الابتكار العلمي والابتكار الصناعي". مضيفا أن الذكاء الاصطناعي الصناعي سيصبح خلال السنوات الخمس المقبلة مسرّعاً للقوى المنتجة الجديدة النوعية في بيئة التصنيع الصينية الخصبة، ومحركاً رئيسياً لتعزيز التحديث الصناعي الجديد.

وأشار شياو سونغ إلى أنه زار الشهر الماضي برفقة رولاند بوش، رئيس مجلس إدارة سيمنز العالمي، عدداً من الشركات الصينية الابتكارية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أجرى نقاشات معمّقة مع قيادات هذه الشركات حول الابتكار في الصين، وقال "الإبداع المتنامي الذي يظهرونه، والحماس الكبير لاحتضان التقنيات الجديدة ومشاركتها، تركا لديّ انطباعاً عميقاً... لقد منحوا تطوير الذكاء الاصطناعي وتيرة 'السرعة الصينية'، وهم ما يحمل إمكانات غير محدودة". وأكد أن سيمنز تتطلع للتعاون الوثيق مع الشركات الصينية المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في تطبيق الذكاء الاصطناعي الصناعي في الصين.

وجذبت النسخة الثامنة من معرض الصين الدولي للاستيراد، التي اختُتمت مؤخراً، أكثر من 4000 شركة أجنبية، حيث عُرضت خلالها إنجازات ابتكارية ترسم ملامح مستقبل واعد.

وشاركت شركة داو الأميركية في المعرض للسنة الثامنة على التوالي، وجلبت هذا العام نحو مئة تقنية ومنتج متقدّم يغطي التصنيع الذكي المتطور، والطاقة الجديدة، والتغليف المستدام، والسلع الاستهلاكية.

وقال بريندي لانج، رئيس أعمال المواد الوظيفية والطلاء في داو، إن مخطط التنمية الصينية ضمن الخطة الخمسية الخامسة عشرة يؤكد تطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية وترقية الصناعات، ما سيولّد طلباً جديداً واسعاً على المواد عالية الأداء. وأضاف أن مواصلة الصين في تفصيل وتنفيذ رؤيتها المستقبلية الطموحة يعزز قناعة الشركة بأن السوق الصينية محورية تستحق الاستثمار العميق والمستدام.

من جانبه، أشار مايكل جيانغ، الشريك المسؤول عن العملاء وتطوير الأعمال في "كيه بي إم جي الصين"، إلى أن تصدر مفهوم "التنمية الخضراء ومنخفضة الانبعاثات" في معرض الصين الدولي للاستيراد يعكس ليس فقط اتجاهاً صناعياً، بل أيضاً المنطق الأساسي للتنمية عالية الجودة في الصين. وأضاف أن الشركات متعددة الجنسيات لم تعد تكتفي بجلب منتجاتها إلى الصين، بل أصبحت أكثر ثقة في مواءمة مزاياها الأساسية مع الأهداف طويلة الأمد للصين في مجال التنمية المستدامة، لتحقيق تناغم حقيقي في وتيرة التطور.

أما شركة دانفوس، أكبر مجموعة صناعية في الدنمارك والمتخصصة في حلول كفاءة الطاقة والكهرباء، فقد شهدت هذا العام سلسلة من "الأحداث الكبرى" في الصين تمثلت في إطلاق مشاريع هامة متتالية.

ففي يناير الماضي، افتُتح مركز دانفوس لتطوير التطبيقات في الصين، وفي أبريل دخل حيّز التشغيل أول مصنع محايد كربونياً للشركة في الصين بمدينة نانجينغ، وفي سبتمبر افتُتح المقر الثاني لأكبر قاعدة إنتاجية لها في الصين بمدينة هاييان، مما عزّز قدرات دنفوس التصنيعية في السوق الصينية بشكل شامل.

وأوضح شيوي يانغ، رئيس دانفوس في الصين، أن ثقة الشركة لا تستند فقط إلى ثلاثين عاماً من التعاون العميق مع السوق الصينية، بل إلى تفاؤل راسخ بآفاق التنمية عالية الجودة في الصين، ولا سيما التحول الأخضر الذي يمثل فرصة تاريخية.

وقال شيوي إن فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة تشكّل السنوات الخمس الحاسمة لتحقيق هدفي "الذروة الكربونية" و"الحياد الكربوني" في الصين، وهي أيضاً فترة الفرصة الإستراتيجية التالية لنمو دنفوس في الصين. مضيفا أنه مع دخول الصين مرحلة جديدة، ستتحول قوة الدفع لتحولها الأخضر من الدفع الخارجي إلى الدفع الداخلي المرتبط برفع الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية.

ونوه شيوي إلى أنه سواء تعلق الأمر بإعادة تأهيل كفاءة الطاقة في الصناعات التقليدية مثل الحديد والكيماويات، أو بالتحول الأخضر في البنية التحتية الجديدة مثل مراكز البيانات، فإن الطلب على التقنيات والحلول الخضراء في الصين سيواصل التوسع، وقال "نحن على ثقة بأن هذه التحولات ستوفر مجالات تطبيق واسعة لتقنيات دانفوس الأساسية ويحقق نمواً ملحوظاً في أعمالنا".

وفي هذا الخريف الذهبي، استقبلت مدينة تشاويوان التابعة لمقاطعة شاندونغ - المعروفة بإنتاج الذهب - ضيفاً خاصاً: فرانك ستيتز، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة هيرايوس، الذي قدم خصيصاً من مقر الشركة في هاناو بألمانيا للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس شركة هيرايوس (تشاويوان) لمواد المعادن الثمينة في الصين.

ومنذ تأسيسها عام 1995 كأول مشروع صيني- أجنبي مشترك في مجال تطبيقات تكنولوجيا الذهب في الصين، تحولت شركة هيرايوس تشاويوان من مصنع صغير لأسلاك الذهب إلى شركة رائدة في الصناعة. ويرى ستيتز أن الانفتاح والفوز المشترك كانا "المفتاح الذهبي" لنجاح هذا التعاون.

وقال "لولا سياسة الانفتاح الصينية، لما كانت هناك أي إمكانية للتعاون والنمو في مسيرة هيرايوس داخل الصين". وأكد أن المجموعة واثقة تماماً بمرونة وقوة الاقتصاد الصيني في المستقبل، وستواصل اغتنام فرص التنمية الجديدة والمضي قدماً مع شركائها الصينيين.