17 نوفمبر 2025 / شبكة الصين/ صرّح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، غسّان ملحم، مؤخراً بأن التوصيات الخاصة بصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة قد رسمت مخططاً لمسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الصين، مشيرا إلى أنها تكتسب أهمية كبرى للصين والعالم على حدّ سواء.

وأوضح ملحم أن الصين تمتلك سوقاً محلية ضخمة، ولا يزال أمامها مجال واسع لاستيعاب مزيد من النمو والاستثمار. فمن حيث حجم الاقتصاد، والقدرة الاستهلاكية، واتساع قاعدة رأس المال، ما تزال الصين ضمن دائرة النمو المستقر. ومع تعمّق بناء "الحزام والطريق" المشترك، توسّع الصين من جهة أسواقها الخارجية، وتفتح من جهة أخرى أسواقها الداخلية، بما يجعل الاستثمار الخارجي وجذب الاستثمارات الأجنبية يسيران في اتجاهين متوازيين ومتفاعلين.

ويرى ملحم أن الصين حققت إنجازات هائلة في مجالي الاقتصاد والتكنولوجيا خلال فترة "الخطة الخمسية الرابعة عشرة". فقد اندمجت الصين بعمق في النظام الاقتصادي العالمي من خلال التصنيع والاستثمار وتوسع السوق، وامتد هذا الاندماج إلى طرفي سلاسل الصناعة والإمداد، وقال "مع الارتقاء بالقوة الاقتصادية والعلمية والشاملة إلى مستويات جديدة، دخلت الصين مرحلة تركّز فيها أكثر على التنمية عالية الجودة، وأصبحت الابتكارات المحرّك الرئيسي والرافعة الأساسية لهذه التنمية".

وأضاف ملحم أن وضع خطط متوسطة وطويلة المدى لتوجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية يعدّ أسلوباً مهماً في حوكمة الدولة في الصين، كما أنه تجربة ناجحة في مسيرة التحديث الصيني النمط. وقد رسمت التوصيات الخاصة بصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة مخططاً لتحقيق إنجازات جديدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الخمس المقبلة، ووضع أساساً أكثر صلابة لتحقيق التحديث الاشتراكي بصورة أساسية.

وأكّدت التوصيات الخاصة بصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة على أن الصين ستواصل توسيع انفتاحها بأعلى المستويات. وأكد ملحم أن توسّع الصين في الانفتاح الذاتي يمثّل فرصة كبرى لدول العالم، تتجلى في مسارين رئيسيين. فمن ناحية، تمتلك الصين سوقاً استهلاكية ضخمة للدول الراغبة في بيع منتجاتها داخل الصين؛ ومن ناحية أخرى، فإن تسارع خروج رأس المال والشركات الصينية إلى الخارج يشكّل فرصة أكبر للدول الساعية إلى جذب الاستثمارات. وما حققته مبادرة "الحزام والطريق" من نجاحات يعد دليلا واضحا على ذلك.

ونوه ملحم إلى أن التنمية السلمية للصين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل العالم. فكلما تقدمت الصين، كلما اتجه النظام الدولي نحو مزيد من العدالة والإنصاف. وإن نظاماً دولياً أكثر توازناً وتعدداً يصبّ في مصلحة الدول العربية. لذلك تحتاج الدول العربية إلى دراسة تطوّرات أوضاعها ومسار تغيّر المشهد الدولي بعمق أكبر، واغتنام الفرص لتعزيز التعاون الودي مع الصين.