الخرطوم 14 نوفمبر 2025 (شينخوا) قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والقائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إنه لا هدنة ولا سلام مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر حتى "القضاء الكامل على الميليشيا المتمردة"، على حد تعبيره.

وأضاف البرهان، خلال مخاطبته حشداً جماهيريا في منطقة السريحة بولاية الجزيرة بوسط السودان اليوم (الجمعة)، أن المعركة لن تُحسم عبر اتفاقات أو وقفٍ لإطلاق النار، مشدداً على أن "المسيرة ماضية لدحر الميليشيا الإرهابية المتمردة".

وحثّ البرهان، وفقا لإعلام مجلس السيادة، جميع السودانيين على المشاركة فيما وصفه بـ"معركة الكرامة والعزة"؟ داعياً "كل من يستطيع حمل السلاح" إلى الانضمام للقتال ضد قوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن الشعب السوداني لن يقبل بقوات الدعم السريع ولا بداعميها، مطالبا المجتمع الدولي بـ"جمع السلاح من هذه المجموعات لإحلال السلام في البلاد".

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في 6 نوفمبر الجاري موافقتها على مقترح قدمته مجموعة الرباعية الدولية لوقف لإطلاق النار كجزء من هدنة إنسانية في السودان.

ويتضمن المقترح هدنة إنسانية ووقفًا للأعمال القتالية في البلاد التي تشهد حربًا منذ أكثر من عامين.

وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسعد بولس، قد كشف أخيراً عن المقترح، في إطار جهود الآلية الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.

وأوضح بولس أن طرفي الحرب في السودان رحّبا مبدئيًا بالمبادرة، وأنهما يدرسان بنودها المتعلقة بآليات المراقبة والتنفيذ والتنسيق الفني واللوجستي.

وبحسب تسريبات، فإن المقترح يقوم على أربعة محاور رئيسة هى التأكيد على سيادة السودان ووحدته والعمل على إنهاء الأزمة، والتزام الطرفين بحسن النوايا، إلى جانب تحديد توقيت ومدة الهدنة وفصل القوات، وإنشاء لجنة تنسيق لمراقبة الوضع ورفع التقارير بشأن أي انتهاكات.

وتنص الخطة على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر للسماح بدخول المساعدات، يعقبها إطلاق عملية سياسية تمتد لتسعة أشهر بهدف التوصل إلى تسوية شاملة، بما يمهّد لوقف دائم لإطلاق النار.

ويأتي المقترح استنادًا إلى مخرجات 12 سبتمبر الماضي المعروفة باسم "خارطة طريق دول الرباعية لحل الأزمة السودانية".

وتنخرط الرباعية الدولية منذ أشهر في جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرًا.

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قُتل آلاف المدنيين ونزح الملايين داخل السودان وخارجه، فيما لا تزال الجهود الإقليمية والدولية تواجه صعوبات في التوصل إلى وقفٍ مستدام لإطلاق النار أو هدنة إنسانية طويلة الأمد.