share
arabic.china.org.cn | 13. 11. 2025

تحقيق إخباري: تراجع حاد وغير مسبوق في إنتاج زيتون لبنان بسبب تأخر الأمطار وارتفاع درجات الحرارة

arabic.china.org.cn / 09:00:29 2025-11-13

مرجعيون، جنوب لبنان 12 نوفمبر 2025 (شينخوا) يشهد لبنان هذا العام تراجعا غير مسبوق في إنتاج الزيتون، بسبب تأخر الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، حيث لا يتجاوز المحصول 20 % مقارنة بالمعدل السنوي المعتاد، وفق تقديرات الجمعيات التعاونية الزراعية ووزارة الزراعة اللبنانية.

يمثل هذا التراجع وفق الجهات المعنية إنذاراً مقلقا لأحد أهم أعمدة الاقتصاد الريفي اللبناني، إذ يعتمد آلاف المزارعين والعائلات في مختلف المناطق على الزيتون كمصدر رزق أساسي.

بعد مواسم وفيرة كانت تغدق بخيراتها القرى اللبنانية من مناطق شمالي لبنان إلى جنوبه، جاء هذا الموسم ليحمل تراجعا مؤلما في الإنتاج انعكس مباشرة على دخل المزارعين وأسعار الزيت في الأسواق المحلية.

إلى جانب هذه المعاناة الخاصة التي يعيشها مزارعو الزيتون في الجنوب، هناك معاناة عامة تشمل كل مزارعي الزيتون في لبنان تتلخص في عدة نقاط أساسية، أبرزها ارتفاع كلفة الإنتاج، أي أسعار الأسمدة، والمبيدات، والوقود التي ارتفعت بشكل كبير نتيجة انهيار الليرة اللبنانية، بالإضافة إلى إرتفاع كلفة النقل والري (خاصة مع شح المياه)، والتي أصبحت عبئا كبيرا على المزارعين .

ومن جانبه أوضح المهندس الزراعي عماد معلوف لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن" هذا التراجع الخطر وغير المسبوق في إنتاج الزيتون يعود لندرة وتأخر الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في فترات التزهير وظهور الآفات الزراعية، فضلا عن ضعف عمليات العناية بالأشجار نتيجة الأزمة الاقتصادية التي حدت من قدرة المزارعين على الحراثة والتقليم و شراء الأسمدة والمبيدات".

وتابع " كل ذلك جعل من موسم الزيتون لعام 2025 الموسم الأضعف منذ أكثر من نصف قرن، رغم أن لبنان ما زال يعد من الدول المتوسطية التي تتمتع بأصناف زيت عالية الجودة".

وأشار إلى أن "الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ عام 2019، انعكست بشكل مباشر في قدرة المزارعين على العناية ورعاية بساتينهم بشكل عام".

ومن جانبه قال رشاد زويهد رئيس التعاونية الزراعية في حاصبيا شرق جنوب لبنان لـ ((شينخوا)) إن " قطاع الزيتون يعد من أبرز مصادر الدخل في مناطق جنوب وشمال لبنان، إذ يعتمد عليه أكثر من 100 ألف مزارع".

واعتبر أن "تراجع الإنتاج ينعكس على الدخل الفردي للمزارعين وعلى الأمن الغذائي بشكل عام، وعلى كمية الزيت المخصصة للتصدير والتي كانت تصل عادة إلى حوالي 10 آلاف طن سنويا".

وأشار إلى أن "انخفاض إنتاج الزيتون هذا العام تسبب في ارتفاع أسعار الزيت، بحيث وصل ثمن سعر الصفيحة إلى 180 دولارا، في حين لم يتجاوز سعرها العام الماضي 100 دولار أمريكي (الدولار الواحد يساوي 89.5 ألف ليرة لبنانية وفق البنك المركزي اللبناني)".

المزارع حسان عمر والذي يملك عدة بساتين زيتون في منطقة العرقوب شرق جنوب لبنان ،بدا قلقا ومنهكا من التراجع الكبير في محصوله هذا العام ،قال لـ ((شينخوا)) إنتاجي السنوي من الزيت كان يتراوح بين 100إلى 125صفيحة سنويا لتتراجع الحصيلة هذا العام إلى 11صفيحة فقط ،لا تسد كلفة العناية بالبساتين".

في حين أشار المزارع نجيب خوري من بلدة كوكبا لـ ((شينخوا)) إلى أن انتاجه في هذا الموسم تراجع بنسبة 80% عن العام الماضي، ما أوقعه بخسائر فادحة يعجز عن تسديدها ".

وأضاف أن "الكثير من المزارعين تخلوا عن قطاف حقولهم، بسبب كلفة اليد العاملة المرتفعة (أجرة العامل 25 دولارا) التي تفوق ثمن إنتاجها في هذه الفترة، فبقيت ثمارها على الأشجار دون حصاد".

ودعا الجهات المعنية العمل لإنقاذ قطاع الزيتون في لبنان عبر خطة شاملة تتضمن "تحديد حجم الخسائر وتقديم مساعدات عينية للمزارعين وتطوير شبكات الري وتدريب المزارعين على التقنيات الحديثة في العناية بالأشجار".

وقال وزير الزراعة اللبناني نزار هاني لـ((شينخوا)) إن التراجع في إنتاج الزيتون كما مختلف الأشجار المثمرة سببه الأول والرئيسي التغير المناخي وندرة الأمطار، ويلي ذلك العدوان الإسرائيلي الذي جرف وأحرق عشرات حقول الزيتون واقتلع مئات الأشجار ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم والعناية بها وجني ثمارها".

وأشار إلى أن"المساحة المغطاة بأشجار الزيتون في لبنان بحدود 590 كيلومتراً مربعاً، ما يمثل حوالي 5.6 % من أراضي البلاد، أو نحو 9 % من إجمالي الأراضي الزراعية، ليصل معدل إنتاجها السنوي المعتاد من الزيتون حوالي 120 ألف طن ومن الزيت بحدود 30 الف طن".

وفي إحصاء أولي لوزارة الزراعة بالتنسيق مع تعاونيات الزيتون، أشار إلى تراجع غير مسبوق في الإنتاج هذا العام، بحيث سجل 14 إلى 17 ألف صفيحة زيت فقط.

وذكر الإحصاء أن تراجع الإنتاج انعكس مباشرة على أسعار الزيت، فبعدما كان أعلى سعر للصفيحة في السنة الماضية 100 دولار، وصل في هذا الموسم إلى 180 دولاراً امريكيا".

وقال المزارع جمال ضاهر لـ ((شينخوا)) "السبب الأول في تدني الإنتاج يعود لقلة الأمطار في فصل الربيع، ثم جاءت موجات الحر وأحرقت قسما من الثمار".

وتابع" أما السبب الثاني فهو الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد التي حالت دون تمكن المزارع من شراء الأسمدة أو رش المبيدات كما يجب، حتى أجور العمال عجزنا عن دفعها، ما أدى لترك الكثير من المزارعين لبساتينهم دون قطاف لأن الثمار لا تغطي تكاليف القطاف والنقل والعصر".

وقال إن "الزيتون كان مصدر رزقي الوحيد، والآن بالكاد أغطي احتياجاتنا المنزلية مما جعلني أشعر بالعجز، خاصة عندما أرى تعب سنة كاملة ضاع بهذه السهولة".

فيما أشار راجح حمدان صاحب معصرة عصر زيتون لـ ((شينخوا)) إلى أن "كافة المعاصر في لبنان تعمل في هذا الموسم بنصف طاقتها فقط، كنا عادة نستقبل يوميا بين 30 و40 طن زيتون، هذا العام بالكاد نصل إلى 15 طن حتى جودة الزيت، تأثرت بسبب الحرارة العالية وقلة الري".

وتابع "هناك طلب كثيف على الزيت يفوق العرض، بحيث بتنا غير قادرين على تأمينه بالرغم من سعر الصفيحة المرتفع والذي تجاوز 180 دولارا ، واستطرد قائلا الجميع في هذا الموسم خاسر من المزارع إلى صاحب المعصرة إلى المستهلك وحتى التاجر" .

ويشكل القطاع الزراعي في لبنان ثالث أهم القطاعات الاقتصادية بعد قطاعي الخدمات والصناعة، ويؤمن دخلا لحوالي 15% من السكان، وتشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية القمح والشعير والفاكهة والخضار والزيتون والعنب والتبغ. 





   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号