طرابلس 11 نوفمبر 2025 (شينخوا) أعلنت سرية إسناد حرس وأمن السواحل التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي تُسيطر على غرب ليبيا، اليوم (الثلاثاء) عن تعرض ميناء زوارة للصيد البحري مساء أمس (الإثنين)، لغارات جوية بمسيرات مجهولة.

وقالت في بيان مقتضب نشرته في صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك"، وتداولته وسائل إعلام ليبية محلية منها "بوابة الوسط" و"المشهد"، إن "ميناء زوارة للصيد البحري ومنطقة أبو كماش تعرضا مساء أمس لقصف جوي جديد".

ولم تحدد في بيانها الجهة التي نفذت هذه الغارات الجوية، حيث اكتفت بالقول، إن هذا "القصف الجوي يضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الاستهدافات الجوية التي تشهدها مدينة زوارة منذ الأسبوع الماضي".

وتقع مدينة زوارة غرب ليبيا، على بعد حوالي 120 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، بينما تقع منطقة أبو كماش في شمال غرب ليبيا، وهي تبعد عن مدينة زوارة نحو 35 كيلومترا غربا، وعن الحدود التونسية حوالي 25 كيلومترا.

وكانت سرية إسناد حرس وأمن السواحل الليبية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تعرض ميناء زوارة لقصف جوي بمسيرات، وقد حملت يوم الجمعة الماضي، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف.

وقالت في بيان إن الضربات أصابت قوارب صيد مدنية، وزورقين تابعين لخفر السواحل، ما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.

والأحد الماضي، أعلنت جمعية "بيسيدا" الليبية المعنية بالمسائل البيئية وبحماية جزيرة وبحيرة "فروة" في منطقة أبو كماش، عن تعرض مقرها في مدينة زوارة للقصف بالطيران المسير.

ونفت في بيان أي علاقة لها بعمليات التهريب والاتجار بالبشر أو الأعمال الخارجة عن القانون.

وبدورها استنكرت كتيبة "شهداء جبل نفوسة" القصف الجوي المستمر منذ يوم الخميس الماضي، الذي استهدف عدة مواقع بمدينة زوارة بحجة مكافحة التهريب، وكان أخرها قصف موقع جمعية "بيسيدا" لحماية جزيرة فروة".

وقالت الكتيبة في بيان إن "استهداف مواقع مدنية ومرافئ وقوارب صيد قانونية بحجة مكافحة التهريب، هو دليل على فشل الحكومة في فرض الأمن، ومحاولة لتغطية العجز الأمني في مراقبة المنافذ والمطارات والحدود الجنوبية ومسارات التهريب في عمق الصحراء".

وكانت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد أعلنت أنها نفذت غارات جوية ضد مواقع "تستخدم في أنشطة التهريب" في شمال غرب ليبيا، بما في ذلك موانئ في زوارة بالقرب من الحدود مع تونس.

وتضم مدينة زوارة الليبية أحد أكثر موانئ الصيد نشاطا في ليبيا، وقد اتهمته السلطات في طرابلس أكثر من مرة بأنه يُستخدم في تهريب الوقود والبشر.

ويرى مراقبون أن انعدام الأمن والفوضى التي تشهدها البلاد منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في العام عام 2011، ساهم في تنامي نشاط تهريب الوقود والبشر في ليبيا.

وتعاني ليبيا منذ العام 2011 من الفوضى والانقسامات السياسية التي تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الحكومة الثانية فكلفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد.