share
arabic.china.org.cn | 10. 11. 2025

مقالة خاصة : استمرار انقطاع الكهرباء يفاقم معاناة الغزيين

arabic.china.org.cn / 09:58:54 2025-11-10

غزة 9 نوفمبر 2025 (شينخوا) على باب خيمتها بالقرب من مجمع الشفاء في مدينة غزة، وتحت أشعة الشمس، تجلس شروق أبو ناجي على حجر صلب والعرق يتصبب من وجهها منهمكة في غسل ثياب أطفالها الصغار بيديها المتعبتين في ظل استمرار انقطاع الكهرباء.

وتقول السيدة العشرينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعاني من تصلب في الأصابع والأوتار بسبب غسل الثياب بيدي، لم يعد بإمكاننا استخدام الغسالات لمثل هذه المهام بسبب استمرار انقطاع الكهرباء".

وتضيف شروق، وهي أم لثلاثة أطفال، أنها تبكي أحيانا من شدة الوجع الناجم عن الغسل على اليدين قائلة "منذ أكثر من عامين لم نلمح الكهرباء، أصبحت معظم المهام اليومية نعملها يدويا، وهذا يزيد من معاناتنا".

وبعدها بلحظات، دخل الابن الأكبر لشروق الخيمة وأعطاها ورقة صغيرة مكتوب عليها رقم (15) (ما يشبه الكوبون برقم قيد لشحن الهاتف المحمول)، استلمتها ووضعتها بالقرب منها وضحكت بسخرية "لو ضاعت هذه الورقة لن نستطيع أن نسترجع الهاتف".

وتضطر الغالبية العظمى من الغزيين إلى إرسال الهواتف المحمولة إلى نقاط شحن موزعة في الشوارع تستخدم الطاقة الشمسية البديلة مصدرا للطاقة.

وتقول شروق "هذا الهاتف هو الوحيد الذي يمدنا تقريبا بمصدر إضاءة في الخيمة، وبدونه لا نستطيع التحرك خلال الليل".

وفي محاولة للتقليل من الظلام داخل الخيمة ليلا، يعمل زوج شروق على إشعال النار داخل الخيمة لإعطاء المكان قليلا من الإضاءة.

وتقول "عندما نقوم للنوم، يطفئ زوجي النار التي أشعلها من أجل أن تنير لنا الخيمة قليلا"، ووصفت ذلك بأنه "خطير وقد يؤدي إلى حرق الخيمة الوحيدة التي تؤويهم".

أما شاكر مرتجى، وهو نازح في خيمة بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، فيقول إنه يستيقظ على بكاء أطفاله عدة مرات في الليل خوفا من الظلام.

وكان مرتجى يملك مشغلا صغيرا للخياطة قبل أن يتعرض للتدمير في غارة جوية خلال الحرب الإسرائيلية في غزة والتي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 170 ألفا آخرين، وفقا لأرقام فلسطينية رسمية.

ويتساءل مرتجى (42 عاما) "من يستطيع أن يعيش بدون كهرباء لمدة عامين كاملين؟"، مضيفا "نحن بشر ومن حقنا أن نعيش كما يعيش معظم الناس حول العالم".

ويتذكر الرجل الأربعيني حياته قبل الحرب قائلا "لم تكن هناك أي مشقة، كانت كل مصادر الكهرباء متوفرة لدى حتى العائلات الفقيرة والمستورة في غزة، أما الآن فلا، وتحولت حياتنا بفعل هذا الشيء إلى ظلام دامس".

ويمضي قائلا "قبل الحرب كان الأطفال يشاهدون التلفاز، ويلهون بالهواتف الذكية، كنا نسخن المياه في دقائق قليلة، جميع غرف المنزل مضاءة، لا يشعر الأطفال بالخوف من الظلام".

وفي مدينة دير البلح، يقف سامر عفانة أمام أنقاض مصنعه، والذي دمرته غارة جوية إسرائيلية، على شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة.

ويقول عفانة (53 عاما) إنه أعاد فتح مصنعه الصغير للبسكويت والحلويات، ولكن كل شيء تغير عن السابق.

ويضيف الرجل أنه أضطر إلى شراء مولدات كهربائية جديدة بدلا من السابقة والتي تعرضت للتدمير في الحرب، وأنه يشتري البنزين والسولار المصنع من البلاستيك من أجل تشغيل هذه المولدات لإعادة تشغيل خط الإنتاج البدائي الذي أصبح يمتلكه الآن، وهو ما يزيد من تكلفة إنتاج المنتج ويزيد من أسعاره.

ويقول "في السابق، كنا نستخدم المولدات لتغطية ساعات قصيرة تنقطع فيها الكهرباء، ولكن الآن الاعتماد الكلي على هذه المولدات، وعلى المحروقات الصناعية المحلية وهو ما يزيد التكلفة في كل شيء".

ويوضح عفانة أن تدمير شبكات الكهرباء في قطاع غزة ضاعف من خسائر الشركات والمصانع، ويقول إنه خسر أكثر من مليون ونصف المليون دولار أمريكي منذ بدء الحرب.

وفي منطقة تعرف محليا باسم (الكازيات) على جانبي شارع رشيد المطل على بحر مدينة غزة، تملأ الطريق غيوم سوداء ورائحة كريهة ناتجة عن صهر البلاستيك من أجل إنتاج الوقود الصناعي.

ويقول محمود أبو عربان، وهو شاب في العشرينات من عمره ويعمل في هذا المجال، إن فكرة إنتاج الوقود الصناعي من خلال صهر البلاستيك جاءت بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي، ومنع إسرائيل إدخال السولار والبنزين لفترات طويلة.

ويضيف الشاب الذي يضع لثاما لا تظهر منه إلا عينيه فقط أن عملية استخراج الوقود تمر بثلاث مراحل وهي جمع البلاستيك وتقطيعه ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي ما تعرف باسم التحلل الحراري والتي تتم عبر تعريض النفايات البلاستيكية لدرجات حرارة عالية دون تعريضها للأكسجين لفترة ما بين 12 إلى 18 ساعة تقريبا.

ويقول أبو عربان إنه كان قبل الحرب طالبا جامعيا، لكن بفعل الحرب اضطر إلى العمل من أجل مساعدة عائلته، وهو ما جعله يتجه إلى هذا العمل الذي يحمل في طياته مخاطر كبيرة على صحته.

ويقول إنه تعرض عدة مرات للحرق، كما أنه كثيرا ما يجد صعوبة في التنفس ودائم السعال، ناهيك عن احتمالية إصابته بأمراض أخطر مثل السرطان، على حد قوله.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023 حُرم قطاع غزة من نحو 2.1 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء، بحسب مدير العلاقات العامة في شركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت.

وأضاف ثابت لـ ((شينخوا)) أن الخسائر الأولية جراء التدمير الإسرائيلي للبنية التحتية للكهرباء في غزة تقدر بأكثر من 728 مليون دولار أمريكي.

وأوضح ثابت أن الجيش الإسرائيلي دمر 5080 شبكة كهرباء، و2235 محولا، ونحو 235 ألف عداد كهربائي وثمانية مخازن وورش ومستودعات، إلى جانب 52 مركبة وآلية تابعة للشركة. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号