| arabic.china.org.cn | 09. 11. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مرجعيون، جنوب لبنان 7 نوفمبر 2025 (شينخوا) تحت أصوات الطائرات الإسرائيلية التي لا تغادر الأجواء، يعيش سكان القرى الجنوبية في لبنان أياماً حرجة من القلق والترقّب، فالتصعيد الإسرائيلي أخيرا أعاد بقوة مشاهد الحرب إلى الذاكرة، فيما تتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة.
ومع كل غارة جديدة أو قصف مدفعي تتسع دائرة الخوف والنزوح، بينما يحاول الأهالي التمسّك بما تبقّى من حياة يومية وسط غموض لما تحمله الأيام المقبلة.
خمس بلدات جنوبي وشمالي نهر الليطاني كانت عرضه أمس (الخميس) لغارات جوية إسرائيلية تحت ذريعة تدمير بنى تحتية لحزب الله تسبّبت صواريخها الموجهة في تدمير منازل ومحال تجارية وأضرار واسعة بالبنية التحتية ناهيك عن ترويع السكان.
في بلدة الطيبة الحدودية، اجتمع عشرات من المواطنين من مختلف الأعمار فوق أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية ليلا، نشط الجميع وبمعدات بدائية في رفع الأنقاض والبحث عن ما تبقى من محتويات.
وخلال مشاركته مع عدد من الشبان في إعادة فتح طريق فرعي أقفلته غارة إسرائيلية قال الشاب العشريني جلال نصر الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نعيش في هذه المنطقة على أعصابنا لا نعرف متى يأتي القصف ولا إلى أين نذهب إن اشتدّت المعارك".
وتابع "بعد سماعنا التهديد الإسرائيلي بقصف منازل محددة أخلينا المكان إلى مسافة بعيدة في حين غادر البعض البلدة بشكل مؤقت بانتظار التطورات، حقا بتنا بحيرة من أمرنا فالبقاء في هذه المنطقة المهددة خطر والنزوح صعب".
على صعيد متصل، مصادر في قوى الأمن الداخلي اللبناني أكدت لـ((شينخوا)) أن "عشرات العائلات الميسورة نزحت على عجل من القرى الحدودية بعد التهديدات الإسرائيلية، معظمهم لجأ إلى منازل أقاربهم أو أصدقائهم بانتظار ما سيحدث لاحقا من تطورات عسكرية".
وفي بلدة طيردبا التي تعرضت بدورها لعدة غارات إسرائيلية "الجميع خائف ومرهق كما أشار لـ((شينخوا)) الشاب الثلاثيني دريد الحاج".
وتابع "هذه ليست المرة الأولى التي نعيش فيها التوتر، لكنّها بالتأكيد الأقسى قذائف وصواريخ، فقر وحاجة، لا كهرباء، ولا وقود، والأسواق شبه خالية حتى الأطباء النادرين أصلا يغادرون قبل الغروب".
فرق الصليب الأحمر والدفاع المدني جاهزة على مدار الساعة، تعمل لإزالة الأنقاض وتنظيف الطرقات وإصلاح خطوط الكهرباء المتضررة، في وقت حذّرت فيه وزارة الصحة اللبنانية من تدهور الوضع الصحي والنفسي للكثيرين إذا استمر القصف وتوسّع نطاقه".
وفي المقابل، الجيش الإسرائيلي وفق المتحدث يإسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي يردد عبر منصة ((إكس)) بأن الغارات تستهدف بنية تحتية عسكرية لحزب الله والذي يعمل على إعادة تفعيل قواته، ما رفع منسوب التوتر إلى أعلى مستوياته منذ أشهر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء يوم الخميس، انتهاء سلسلة غاراته على "بني تحتية إرهابية ومستودعات أسلحة لوحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله" في جنوب لبنان.
وقال أدرعي إن الجيش الإسرائيلي أنجز شن سلسلة غارات "استهدفت بنى تحتية إرهابية ومستودعات أسلحة تابعة لوحدة قوة الرضوان" في جنوب لبنان.
وأكد أدرعي أن "حزب الله يواصل محاولاته لإعادة إعمار بنى تحتية ارهابية في جنوب لبنان مركزًا على محاولات إعادة إعمار قدرات الوحدة بهدف استهداف دولة إسرائيل".
وأوضح المتحدث العسكري أن وحدة قوة الرضوان خططت على مدار سنين ودفعت بما يسمى خطة احتلال الجليل حيث تم القضاء على قادة الوحدة خلال شهر سبتمبر 2024 في بيروت خلال عملية سهام الشمال حيث ومنذ ذلك الوقت تعمل الوحدة في محاولة لإعادة إعمار قدراتها.
وبدورها، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أعربت في بيانات عدة عن قلقها البالغ من التطورات العسكرية، مؤكدة أن الضربات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ودعت الطرفين المتخاصمين إلى "ضبط النفس وتجنّب التصعيد".
وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي والمحاضر الجامعي محمد حمدان، في تصريح لـ((شينخوا))، أن "هدف إسرائيل الأساسي من تكثيف غاراتها في هذه الفترة إخضاع لبنان وإرغامه لتوقيع اتفاق سلام بالمفهوم الإسرائيلي أي استسلام وخضوع كامل والتنازل عن حقوقه في البر والبحر والجو".
وقال "تعمل إسرائيل على فرض هذه الاتفاقات تحت النار وجر لبنان إلى مفاوضات مباشرة تحت الضغط"، مضيفا أن "لبنان غير جاهز وغير قادر على تحمل هذا النوع من الضغوط والاتفاقيات".
واعتبر أن "ما يتحمله لبنان ويستطيع السير به هو اتفاقية الهدنة الموقعة مع إسرائيل العام 1948 والانسحاب الاسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واحترام الحدود الدولية للبنان".
في غرفة جانبية نجت من القصف الإسرائيلي عند الطرف الشرقي لبلدة الخيام والتي غطت نوافذها بشوادر قماشية تحتضن الأربعينية رنا صادق طفلها ابن الخمس سنوات، تنظر إلى أعلى تراقب السماء حيث المسيرات لا تغيب إلا نادرا.
وبصوت مرتجف قالت رنا لـ((شينخوا)) "نحن هنا لا نشعر بالراحة والأمان في كل لحظة نتوقع صاروخا من مسيرة أو قذيفة مدفع ولا نعرف اللحظة التي يطلب منا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المغادرة وعندها لا بد من الرحيل إلى المجهول".
وتابعت "نعيش في هذه المنطقة على حافة الموت، بين خوف من القادم وأمل ضئيل في أن يحمل الغد سلاماً طال انتظاره".
وخلال الأسابيع الأخيرة، ضاعفت إسرائيل غاراتها الجوية واستهدافاتها، مما أسفر عن مقتل 28 شخصا وإصابة 54 آخرين خلال شهر أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وأكد المحلل السياسي نضال عيسى، لـ((شينخوا))، أن حزب الله يعمل على إعادة بناء قدراته وتعزيز جاهزيته لأي مواجهة محتملة.
وقال "إن حزب الله لا يسعى إلى الحرب، وأن تحركه يأتي في إطار دفاعي بحت، دعما للدولة اللبنانية وحماية لمواطني جنوب لبنان وصمودهم في أرضهم".
وتابع "تدرك إسرائيل جيدا أن حزب الله دخل في مرحلة التعافي، واستعادة ما يعرف بتوازن الردع وبات في وضع يسمح له بالمواجهة والتصدي والصمود".
وأوضح "التصعيد الإسرائيلي يلقى كل الدعم والمؤازرة من الجانب الأمريكي وهذا بدا جليا من تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يترددوا على لبنان من فترة وأخرى همهم، تجريد حزب الله من سلاحه وفرض عنوة اتفاقية سلام بين لبنان وإسرائيل".
وينفذ الجيش الإسرائيلي من حين لآخر ضربات في لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله، وأبقى على وجود قواته في خمس نقاط رئيسة في المنطقة اللبنانية الحدودية رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية منذ 27 نوفمبر 2024.
![]() |
|
![]() |
انقلها الى... : |
|
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |