share
arabic.china.org.cn | 04. 11. 2025

مقالة خاصة: استقرار .. تنمية .. مستقبل مستقل .. تطلعات المواطنين العراقيين قبل الانتخابات البرلمانية

arabic.china.org.cn / 20:07:30 2025-11-04

بقلم: رجب دوان

بغداد 4 نوفمبر 2025 (شينخوا) مع حلول أوائل شهر نوفمبر الجاري، تسود شوارع بغداد نسائم الخريف الباردة، فيما تكتسي الطرق المؤدية إلى وسط المدينة بالملصقات الانتخابية، وتبث شاشات التلفزيون في المقاهي خطابات مرشحين حماسية، ويتجمع السكان حول أكواب الشاي والشيشة لمناقشة المستجدات وتبادل الآراء حول الانتخابات البرلمانية المرتقبة.

وفي 11 نوفمبر، سيشهد العراق الانتخابات البرلمانية السادسة بعد حرب العراق، وقال شفيق فراس، مهندس كهرباء، وهو يرفع كوبا من الشاي الأحمر وينظر إلى لافتة انتخابية ضخمة معلقة على أحد أسطح المباني المقابلة "نحتاج إلى انتخابات سلمية ومستقبل مستقل".

وتعكس كلماته تطلعات معظم العراقيين الذين يأملون أن يسهم تصويت عادل في توجيه بلدهم نحو سيادة حقيقية وتنمية مستقلة.

في الانتخابية السابقة، أدت الأزمة السياسية وعدم القدرة على تشكيل الحكومة إلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق في أنحاء البلاد، ثم تحولت إلى مواجهات عنيفة خلفت مئات القتلى والجرحى "على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية في بغداد أخيرا، بما في ذلك زيادة الدوريات ومحطات التفتيش، إلا أن الإحساس بالأمان ما يزال هشا"، حسبما قال فراس.

مع حلول يوم التصويت، تتصاعد التوترات مجددا، ففي أكتوبر الماضي، اغتيل عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة صفاء المشهداني بانفجار عبوة لاصقة في سيارته، بالإضافة إلى ذلك، سجلت المحافظات الأخرى بما في ذلك البصرة هجمات عنيفة تستهدف المرشحين.

وقال سجاد حسام مواطن من بغداد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد سنوات من الحرب والاضطرابات، يتوق الناس إلى الاستقرار أكثر من أي شيء آخر، لكن للأسف الشديد، كثيرا ما تشكل التوترات والفوضى خلفية لانتخاباتنا".

هذا العام، يركز العديد من المرشحين على تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على السيادة في حملاتهم، فيما برزت "إعادة الإعمار" و "تنمية الدولة" ككلمات مفتاحية في خطابات انتخابهم، بعد غزو الولايات المتحدة للعراق العام 2003، تمّ تقويض البيئة السياسية القائمة وفرض نظام سياسي لم يتوافق مع واقع البلد، ما أدى إلى دخول العراق في عدة أزمات سياسية وجمود التنمية الإجتماعية بعد الحرب.

واليوم، يدرك معظم العراقيين أن السعي وراء استراتيجية تنمية مستقلة، واستكشاف طريق تحديث يتوافق مع الواقع الوطني، هو السبيل الصحيح لتسريع إعادة الإعمار والمضي قدما نحو النهضة.

خلال الاشتباكات السابقة بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، تحولت الأجواء العراقية إلى ممر للهجمات الجوية المتبادلة بين الطرفين، ما أثار احتجاجا شعبيا واسعا ضد التدخلات الخارجية وجدد المطالبات الشعبية بالحفاظ على سيادة الدولة والكرامة الوطنية.

وقال خالد سيف، ضابط متقاعد، ما دمرت الحرب قبل أكثر 20 سنة المدن والمباني فحسب، بل مزقت السيادة والكرامة الوطنية، من المؤمل أن تعيد الانتخابات البرلمانية الجديدة العراق إلى المسار الصحيح المتمثل في التحرر من التدخلات الخارجية والسعي إلى التنمية المستقلة.

وعلى رغم من مرور عقدين بعد انتهاء حرب العراق، ما زال العراق يواجه تحديات كثيرة ويعاني من نقص في الكهرباء والخدمات الصحية والبنية التحتية التعليمية، فيما يستمر ضعف الحوكمة والانقسام الإجتماعي في تقويض الثقة العامة، ما أدى إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الخمس السابقة.

وفي مواجهة هذه التحديات، يبذل بعض العراقيين، لا سيما الجيل الشاب، جهودا لرفع المشاركة الشعبية في التصويت الانتخابي.

وفي هذا الصدد، قالت سميرة حسن، طالبة في جامعة بغداد، وهي عضوة في فريق تطوعي لدعم الانتخابات "نعلم أن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، لكنه يجب أن يبدأ من مكان ما، إذا لم نصوت، فلن يتغير المستقبل أبدا".

ومع اقتراب يوم الانتخابات، يغلب على شوارع بغداد جو من الضجيج، لكنه يحمل أيضا شعورا بالتفاؤل والأمل، وما يزال بعض المواطنين العراقيين يتوقفون أمام الملصقات الانتخابية، ليعبروا عن مطالبهم من خلال التصويت وينقلوا الثقة عبر المشاركة.

وقال فراس بنبرة تحمل العزم "الاستقرار والاستقلال والتنمية، هذا ما نحتاج إليه، وأيضا ما يحتاجه العراق".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号