بيروت 31 أكتوبر 2025 (شينخوا) قال أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم اليوم (الجمعة) إن الولايات المتحدة ليست "وسيطا نزيها" واتهمها بأنها "الراعية للعدوان وتساعد على توسعه في لبنان والمنطقة".

جاء ذلك في كلمة القاها قاسم عبر الشاشة خلال افتتاح معرض "أرضي لأهلها" للمؤونة والمنتوجات الزراعية الذي تنظمه جمعية (جهاد البناء) التابعة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.

ورأى قاسم أن "الولايات المتحدة تتحرك في لبنان مدعية أنها تسعى لمعالجة المشكلات ووقف العدوان الإسرائيلي وأنها تدعم سيادة لبنان واستقلاله، إلا أن التجربة تشير إلى أنها ليست وسيطا نزيها، بل تعد الراعي الأساسي للعدوان وتسهم في توسعته وتجذره في لبنان والمنطقة ككل".

ولفت إلى أن "التصريحات الأمريكية غالبا ما تتضمن تبريرا لإسرائيل، وتسهم في تصويرها كدولة تقدم الأفضل، بينما يحمل لبنان المسؤولية ويطالب بالالتزام ويواجه ضغطا لسلب قدرته وحريته واستقلاله، لصالح إعطاء إسرائيل كل ما تريد".

وشدد على أن "أمريكا لم تقدم شيئا للبنان"، متسائلا عن "موقفها من 5 آلاف خرق إسرائيلي عدواني على لبنان، حيث لم تصدر أي إدانة أو ملاحظة أو طلب لإسرائيل بوقف اعتداءاتها، بل تكتفي بتبرير هذه الخروقات".

وأكد قاسم أن "الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج جميعها ضمن الأعمال الموجهة ضد المدنيين وضد مقومات الحياة وحق الناس في العودة إلى بلداتهم".

وتساءل عن "موقف أمريكا من عمليات قتل المدنيين اللبنانيين، وتدمير المنشآت الزراعية والتوغل في بعض المناطق".

وطالب إسرائيل بـ"تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بعدما التزم به لبنان".

وشدد قاسم على "ضرورة الضغط المستمر لإجبار إسرائيل على الالتزام"، محذرا من أن "أي اتفاق جديد يهدف الى تصفير الاعتداءات ويفتح الباب أمام اعتداءات جديدة".

وأثنى قاسم على موقف الرئيس اللبناني جوزاف عون أمس (الخميس) بإعطاء الأوامر للجيش بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية، منتقدا "تعليقات المسؤولين الأمريكيين على موقف الرئيس اللبناني ووصفهم للجيش اللبناني بأنه يتصرف إلى جانب المقاومة"، على حد قوله.

وقال "هل هي تهمة أن يدافع الجيش عن أرضه وأن يمنع إسرائيل أن تتقدم في داخل الأرض"، مؤكدا أن "عمل الجيش بالحماية يجب أن يكون موقف إشادة".

وشدد على أن "مسار السيادة هو الضمانة لحماية لبنان في ظل الخطر الحقيقي الناجم عن الطغيان الأمريكي والتغول الإسرائيلي الذي يسعى للسيطرة على كل شيء".

وطالب قاسم الحكومة اللبنانية بأن تدرج على جدول أعمالها "دراسة خطة لدعم الجيش اللبناني كي يتمكن من التصدي للعدوان الإسرائيلي".

واعتبر أن "متابعة العدوان والانتهاكات الإسرائيلية بحق السيادة اللبنانية تقع ضمن مسؤولية الدولة".

ورأى أن "الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن تحقيق السيادة الوطنية، من خلال طرد العدو الإسرائيلي وتحرير الأرض والإعمار وتحرير الأسرى"، مشيرا إلى أن "تحقيق هذه الأهداف سيفتح أبواب الاستقرار والنهضة ومعالجة الإشكالات في لبنان بسهولة ويسر".

وأشار إلى أن "إسرائيل تسعى لتجريد لبنان من قوته، وهو ما يعد خطوة في اتجاه مشروع (إسرائيل الكبرى)"، مشيرا إلى أن "هذا التوجه مرفوض ولا يوجد إنسان وطني في لبنان يقبل به".

وكان اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، قد دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، لكن وبرغم الاتفاق ينفذ الجيش الإسرائيلي غارات يومية في جنوب وشرق لبنان يقول إنها لإزالة "تهديدات" حزب الله في حين ماتزال إسرائيل تحتفظ بوجود عسكري في خمس نقاط حدودية لبنانية.