31 أكتوبر 2025 / شبكة الصين/ أثار نشر النص الكامل لـ"توصية اللجنة المركزية بشأن وضع الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" في 28 أكتوبر الجاري، اهتمامًا واسعا داخل الصين وخارجها، حيث عبّرت مؤسسات مالية دولية، من بينها مورغان ستانلي والجمعية المالية الدولية، عن توقعاتها الإيجابية وثقتها المتزايدة بآفاق التنمية عالية الجودة في الصين خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشر.

وقال شينغ زي تشيانغ، كبير خبراء الاقتصاد في مورغان ستانلي (الصين)، إن "منذ الإعلان عن حزمة السياسات الجديدة في 26 سبتمبر من العام الماضي وحتى الاجتماع السنوي لمنتدى فاينانشال ستريت هذا العام، ارتفع مستوى الثقة في التوقعات الاقتصادية للصين إلى مستوى جديد".

وأوضح شينغ أن ثلاثة ركائز رئيسية تدعم الثقة في الاقتصاد الصيني. أولا، إصدار حزمة السياسات الاقتصادية الكلية في سبتمبر العام الماضي عكس بوضوح قدرة الدولة على إدارة الاقتصاد الكلي. وأضاف "تلك الإجراءات بثت الطمأنينة، ورغم أننا نعيش في خضم تحولات عالمية كبيرة، أصبح مستقبل الاقتصاد الصيني أكثر وضوحًا واستقرارا".

ثانيًا، تعافي أسواق رأس المال وغيرها من الأسواق المالية عزز ثقة الشركات. وأوضح "في السنوات الأخيرة، واصلت الشركات الابتكار وسرعت من توسعها عالميًا، كما برزت صناعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وازداد انتشار المركبات الكهربائية في الأسواق الخارجية، وهذه الأخبار الإيجابية تتدفق باستمرار، وأصبح الاقتصاد الحقيقي في الصين أكثر ديناميكية".

أما الركيزة الثالثة، فهي "نشاط السيولة"، حيث يرى شينغ أن إعادة تخصيص الأصول عالميًا في السنوات الأخيرة قللت من بريق الدولار الأميركي تدريجيا، فيما ازدادت جاذبية الأصول الصينية. وقال "المال هو شريان الحياة للاقتصاد الحقيقي، وارتفاع نشاط السيولة يعني ضخ طاقة متجددة في الاقتصاد الحقيقي".

وفيما يتعلق بالأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشر، فتنص "التوصية" على الحفاظ على نمو اقتصادي ضمن نطاق معقول، وتحسين الكفاءة الإجمالية للإنتاج بشكل مستمر، ورفع معدل استهلاك السكان بوضوح، مع تعزيز دور الطلب الداخلي كمحرك أساسي للنمو.

وصرح ما تشينغ، ممثل الجمعية المالية الدولية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن "نفقات الاستهلاك النهائي ساهمت بنسبة 53.5% في نمو الاقتصاد خلال الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، مما يجعلها المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي الصيني". وأضاف أن الصين على مدار السنوات الخمس الماضية، بلغ معدل نمو الاستهلاك فيها حوالي ضعفي معدل الولايات المتحدة، وهو من أسرع معدلات النمو الاستهلاكي في العالم.

ويرى ما تشينغ أن الصين لا تزال تمتلك إمكانات كبيرة لتوسيع الطلب الداخلي. موضحا أن هناك مجال كبير لرفع الاستهلاك الفردي للسلع المادية، في حين أن استهلاك الخدمات يحمل إمكانات أكبر. 

وأشار ما إلى أن "التوصية" بشأن الخطة الخمسية الخامسة عشر تدعو إلى تحفيز الاستهلاك وتنفيذ مبادرات خاصة لتوسيعه، كما تؤكد على رفع استهلاك الخدمات. معتبرا أنه مع تنفيذ السياسات ذات الصلة تدريجيًا، سيصبح دور الاستهلاك كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي أكثر وضوحًا، مما سيزيد من ثقة الجميع في الاقتصاد الصيني.