جينان 31 أكتوبر 2025 (شينخوا) من إنشاء قاعدة لإنتاج الإطارات في مصر إلى توسيع حصة السوق لأنظمة المحركات في دبي، وصولا إلى الإقبال المتزايد على الجرافات في أبوظبي، تواصل شركات لصناعة المعدات في مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين شق طريقها في الشرق الأوسط وتعزيز تعاونها مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق".

وفي 10 سبتمبر الماضي، وُضع حجر الأساس لمشروع شركة سايلون في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر. ومن المتوقع أن ينتج المشروع، الذي تبلغ قيمة استثماراته حوالي 291 مليون دولار أمريكي، نحو 3.6 مليون إطار سنويا ويوفر قرابة ألف فرصة عمل ذات الصلة.

ويمثل المشروع نموذجا مصغرا للتكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، وكذلك للتحول المتزايد الذي تشهده شركات شانغدونغ من نمط التصدير التقليدي إلى إستراتيجية التعاون العميق بما يتماشى مع احتياجات الأسواق الشرق أوسطية.

ورسّخت شركة "ويتشاي باور" الرائدة في صناعة أنظمة المحركات حضورها في الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين. وبدأت الشركة أعمالها في المنطقة عام 2005، مع تركيزها على محركات المركبات التجارية ومعدات توليد الطاقة. وفي عام 2019، أنشأت "ويتشاي باور" مصنعا متكاملا في المنطقة الحرة بجبل علي في دبي بمساحة عشرة آلاف متر مربع.

وتغطي أعمال "ويتشاي باور" حاليا 15 دولة في الشرق الأوسط بما في ذلك الإمارات والسعودية والعراق. وقد طورت الشركة نسخة خاصة للمنطقة من مجموعة المولدات القادرة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الرملية، ما حظي بسمعة ممتازة في الأسواق المحلية.

وتشير البيانات إلى أن منتجات توليد الطاقة من "ويتشاي باور" تستحوذ على 15 بالمائة من حصة السوق بين العلامات التجارية العالمية في الشرق الأوسط، وهو ما يعكس قدرة الصناعة الصينية على المنافسة والابتكار عالميا.

وفي مجال البنية التحتية للطاقة، تلعب شركات شاندونغ دورا رئيسيا في مشروعات استراتيجية عديدة. وعلى سبيل المثال، أصبحت شركة شاندونغ الثالثة لبناء الطاقة الكهربائية، منذ دخولها السوق السعودية عام 2009، أكبر مقاولي محطات الكهرباء بنظام "إي بي سي" في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وبالإضافة إلى ذلك، تصدر شركة شاندونغ مولونغ، الرائدة في تصنيع معدات النفط والغاز، أكثر من 100 ألف طن سنويا من أنابيب النفط والغاز إلى الشرق الأوسط، وهو ما يشكل نحو 40 إلى 50 بالمائة من إجمالي صادراتها.

هذا وأقامت الشركة علاقات تعاون وثيقة مع شركة بترول أبوظبي الوطنية وشركة نفط الكويت وغيرها من الشركات الإقليمية، مع إنشاء مكتب لها في دبي. وبذلت جهودا مكثفة لتطوير سلسلة توريد محلية متكاملة تشمل الأنابيب والمعدات والخدمات الميدانية.

أما في مجال المعدات الهندسية، فقدمت شركة شانتوي المحدودة لمعدات البناء مثالا حيا على قدرة الصناعة الصينية على التكيف مع البيئات المحلية. ففي مشروع استصلاح للأراضي في أبوظبي بالإمارات، نجحت الشركة في تطوير جرافات زحف مزودة بمسارات مثلثة متسعة، تمنع غرس المعدات في الرمال وتُمكّنها بهيكلها المغلق من العمل في الماء كما تسهم المواد الخاصة المستخدمة في صناعتها في تعزيز مقاومتها للتآكل في مياه البحر.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن هذه الشركات الصينية تركز على نقل التكنولوجيا والتدريب وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعة التحويلية والتكنولوجيا المتقدمة مع شركائها الإقليميين، في مسعى لتأسيس شراكات طويلة الأمد تحقق منفعة مشتركة للطرفين.