الخرطوم 29 أكتوبر 2025 (شينخوا) أعلنت الحكومة السودانية رسمياً، اليوم (الأربعاء)، مقتل أكثر من ألفي مدني في مدينة الفاشر على يد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقالت نائب مفوض العون الإنساني بالسودان منى نور الدائم، في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان، "إن الأحداث التي شهدتها مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين على يد الميليشيا المتمردة مأساة كبرى"، مضيفة "أن الميليشيا قامت بتصفية المرضى والجرحى في المستشفيات بوحشية وبدم بارد، وقتلت أكثر من 2000 مواطن منذ دخولها المدينة".

وأوضحت المسؤولة السودانية أن "أرواح المدنيين العزل انتزعت بلا رحمة، وتمت ملاحقتهم خلال رحلة النزوح، ولم تتوفر مساحة للنجاة للفارين الذين تعرضوا للملاحقة والقتل والاغتصاب".

وانتقدت نور الدائم ما وصفته بـ"الصمت الدولي تجاه ما يحدث في الفاشر ومدينة بارا"، قائلة إن "الجثث ما تزال ملقاة في الشوارع والميادين العامة، فيما اكتفى المجتمع الدولي بالصمت دون اتخاذ خطوات جادة لوقف الكارثة".

واعتبرت المسؤولة السودانية ما يجري في الفاشر "إبادة جماعية بحق المواطنين العزل"، مؤكدة أن "تلك الممارسات الوحشية تخالف كل الأعراف والقانون الدولي الإنساني"، مشيرة إلى أن "المدنيين الفارين من الفاشر ما زالوا يتعرضون للقتل الوحشي بشكل انتقامي".

من جانبها، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قامت خلال ثلاثة أيام بقتل ما يقارب 1500 مدني في مدينة الفاشر.

وأضافت الشبكة، في بيان صحفي اليوم ، "أن جميع القتلى تمت تصفيتهم أثناء محاولتهم الخروج من المدينة هرباً من الاشتباكات".

وأوضحت الشبكة أن "أكثر من 14 ألف مدني قتلوا في الفاشر منذ بدء حصار قوات الدعم السريع للمدينة في مايو 2024"، مشيرة إلى أن "المجازر التي يشاهدها العالم اليوم هي امتداد لما تم في الفاشر منذ أكثر من عام ونصف، حيث قُتل المدنيون بالقصف والتجويع والتصفيات، في ظل حصار مطبق وتجويع ممنهج واستهداف متعمد للمرافق المدنية والأسواق ومعسكرات النزوح".

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، في 26 أكتوبر الجاري، سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه.

وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان والقائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 27 أكتوبر الجاري، إن الجيش السوداني انسحب من مدينة الفاشر "لتقديرات عسكرية".

وبحسب فرق ميدانية تابعة لمصفوفة تتبع النزوح، شهدت الفاشر في الفترة ما بين 26 و27 أكتوبر الجاري نزوح نحو 26 ألفاً و30 شخصاً بسبب الاشتباكات المستمرة في المدينة.

ومنذ 10 مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وشاركت إلى جانب الجيش عدد من الحركات الدارفورية المسلحة التي وقعت مع حكومة السودان اتفاق سلام جوبا عام 2020، أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وملايين النازحين داخل السودان وخارجه.