غزة 29 أكتوبر 2025 (شينخوا) أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم (الأربعاء)، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل رغم الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة ليل (الثلاثاء - الأربعاء) وأوقعت نحو 100 قتيل، في أعنف تصعيد منذ سريان الاتفاق مطلع الشهر الجاري.

وقالت الحركة في بيان إن "المقاومة بكافة فصائلها التي التزمت باتفاق وقف إطلاق النار بإرادة مسؤولة، وما تزال ملتزمة به، لن تسمح لإسرائيل بفرض وقائع جديدة تحت النار"، معتبرة أن التصعيد الإسرائيلي "يعبّر عن نية واضحة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة، في ظل تواطؤ أمريكي يمنح حكومة بنيامين نتنياهو غطاء سياسيا لمواصلة جرائمها".

واعتبر البيان أن "مواقف الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال تُعدّ شراكةً فعلية في سفك دماء أطفالنا ونسائنا، وتشجيعاً مباشراً على استمرار العدوان"، على حد تعبيره.

وأضاف البيان أن "الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير وتبعاته الميدانية والسياسية، ومحاولة إفشال خطة ترامب واتفاق وقف إطلاق النار"، داعية الوسطاء والضامنين إلى "تحمل مسؤولياتهم الكاملة إزاء هذا الانفلات العدواني والضغط الفوري على حكومة الاحتلال لوقف مجازرها والالتزام ببنود الاتفاق".

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت مقتل نحو 100 فلسطيني، بينهم 35 طفلاً، في غارات إسرائيلية مكثفة ليل (الثلاثاء - الأربعاء) استهدفت منازل وخياماً تؤوي نازحين في أنحاء القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن "سلسلة غارات واسعة" ضد عشرات الأهداف قبل أن يعلن "العودة إلى فرض اتفاق وقف إطلاق النار"، فيما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الهجمات واعتبرتها "انتهاكاً واضحاً للاتفاق".

وجاء التصعيد بعد حادثة إطلاق نار على آلية إسرائيلية في رفح اتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف خلفها، وهو ما نفته الحركة مؤكدة التزامها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية في شرم الشيخ.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم (الأربعاء) إعادة تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما شن أمس (الثلاثاء) هجمات على مناطق متفرقة في القطاع، حسبما أفاد المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي.

وقال أدرعي، في بيان على منصة ((اكس))، إنه بناء على توجيهات المستوى السياسي وبعد سلسلة غارات ملموسة استهدفت عشرات الأهداف والعناصر الإرهابية باشر الجيش الإسرائيلي في إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن خرقته حماس الارهابية.

وأوضح أنه خلال الغارات هاجم الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) "أكثر من 30 عنصرًا إرهابيا في وسائل قيادية لدى المنظمات الارهابية العاملة في قطاع غزة".

وأكد المتحدث العسكرى أن الجيش الإسرائيلي سوف يواصل فرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سوف يرد بقوة على كل خرق له.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 20 بنداً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، قبل أن يعلن الطرفان موافقتهما على المرحلة الأولى منها.

وفي التاسع من أكتوبر الجاري، أعلنت مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق شامل بشأن آليات تنفيذ المرحلة الأولى، عقب مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية.

وتتضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 68 ألف فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

وبدأت الحرب عقب هجوم شنّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر، بحسب أرقام إسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 آخرين.