بيروت 28 أكتوبر 2025 (شينخوا) أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم (الثلاثاء) أن الإرهاب بات معولما مما يقتضي عولمة مكافحته.

جاء ذلك في كلمة ألقاها عون خلال مشاركته في افتتاح المؤتمر الاقليمي حول "التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب: التحديات وآفاق العمل حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب" في "كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان" التابعة للجيش اللبناني.

وشدد على ضرورة مكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره وأسبابه، لافتا إلى أن "الإرهاب اليوم بات معولما وهذا يقتضي منا عولمة مكافحته".

ودعا إلى "تعاون قضائي وأمني ومعلوماتي شامل، يعزز قدراتنا جميعا، بمواجهة الأساليب المبتكرة للإرهاب السيبراني والبيولوجي وغيره، وهو ما يقتضي مزيدا من المأسسة العربية والدولية، في آليات تبادل المعلومات وتقديم المساعدة القضائية وتسليم الملاحقين وتنفيذ الأحكام القضائية".

وقال إن "لبنان بلد ملتزم، حكومة ومؤسسات وشعبا ومجتمعا وأفرادا، ببذل كل جهد ممكن، لمكافحة كل إرهاب محدق وقد جسدنا ذلك على أرض الواقع وعلى أرضنا".

بدوره أشاد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، بالتعاون القائم بين الجامعة والاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن "برنامج العدالة الجنائية" هو من أبرز المشاريع المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

وأكد أن العديد من الدول العربية "اتخذت خطوات شجاعة لإعادة مواطنيها من المقاتلين السابقين وعائلاتهم إلى أوطانهم وإنشاء آليات وطنية لمحاكمتهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم"، داعيا إلى "تحويل هذه الجهود المنفردة إلى نموذج عربي ودولي متماسك وشامل للتعاون القضائي".

وشدد على أن "التحدي لا يقتصر على تقديم مرتكبي جرائم الإرهاب للمحاكمة فحسب بل يشمل أيضا ضمان العدالة ومبادئ القانون الدولي والشرعية بما يساعد على وقف إعادة إنتاج الدوائر المغلقة للتطرف والإرهاب".

من جهته قال مدير "برنامج العدالة الجنائية" الممول من الاتحاد الاوروبي القاضي خوسيه ماريا فرنانديز فيلالوبوس في كلمته إن الإرهاب والجريمة المنظمة يهددان الأمن والسلم الدوليين ويهددان حقوق الانسان والاقتصاد ما يجعل مكافحتهما ضرورة تتطلب تعاونا عابرا للحدود.

أما منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي بارتيان ويغتر فقد حذر في كلمته من "استمرار الإرهاب كعامل تهديد للأمن الدولي"، موضحا أن النزاعات تشكل أرضية خصبة للإرهابيين الذين يعملون خارج نطاق دولهم.

ويأتي مؤتمر "التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب: التحديات وآفاق العمل حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب" في إطار التعاون الاستراتيجي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بهدف تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين دولهما.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى يوم غد (الأربعاء) رؤساء وأعضاء الأجهزة القضائية والأمنية من الجانبين العربي والأوروبي.

وتتناول جلسات العمل قضايا التنظيم القانوني للمقاتلين الإرهابيين الأجانب والتعاون القضائي في إنفاذ القانون وتبادل المعلومات وأثر التعاون بين المنظمات الدولية في إطار تسهيل العمل القضائي للدول إضافة إلى دليل بناء القدرات وتفعيل برامج التدريب بمجال مكافحة الإرهاب.