24 أكتوبر 2025 / شبكة الصين/ تحمل الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، وهي خريطة طريق سياسية ترسم المجالات الرئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية، أهمية تاريخية لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، نظرا لتحديدها الواضح لدور المنطقة كمركز عالمي في "ثمانية مجالات رئيسية"، بحسب ما أكده قادة الصناعة والمجتمع.

وجاءت تصريحاتهم مع اقتراب الخطة من نهاية عامها الأخير، بينما تُناقش مقترحات مسودتها التالية، الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030)، خلال الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي انطلقت في بكين يوم الاثنين.

ووصف النائب ويليام وونغ كام فاي "الاتجاهات الواضحة غير المسبوقة لهونغ كونغ" الواردة في الخطة الحالية، بأنها وفرت لأصحاب المصلحة في المنطقة على جميع المستويات "إرشادات صريحة وسهلة الاتباع" للتنمية المحلية وتعزيز الاندماج الأعمق مع الإستراتيجيات الوطنية.

وأُطلقت الخطة في عام 2021، وحددت دور هونغ كونغ في ثمانية مجالات رئيسية، من بينها كونها مركزا للتمويل الدولي، والتجارة، والابتكار والتكنولوجيا، والتبادل الثقافي.

ومنذ ذلك الحين، حققت هونغ كونغ نتائج ملحوظة في مجالات متعددة تتماشى مع أولويات الحكومة المركزية. وأشاد وونغ بتنفيذ حكومة المنطقة الإدارية الخاصة "الاستباقي والدقيق" للإطار الوطني.

وأشار وونغ، وهو عميد مساعد في كلية الهندسة بجامعة هونغ كونغ الصينية، إلى ما وصفه بأنه "التحول الأكثر أهمية وفائدة" لقطاع الابتكار والتكنولوجيا في هونغ كونغ خلال السنوات الأخيرة، والمتمثل في "التحرك الحاسم والملموس" من قبل حكومة المنطقة لتوجيه تنمية هذا القطاع. واستشهد بإصدار "مخطط هونغ كونغ لتطوير الابتكار والتكنولوجيا" عام 2022، وما تلاه من زيادة كبيرة في الاستثمارات الحكومية في هذا المجال، بوصفه دليلا على هذا التحول الإستراتيجي نحو النمو القائم على قيادة الحكومة.

وقد أسهم هذا التمويل الكبير في تحسين ملحوظ لتمويل البحث العلمي واستقطاب المواهب وتسويق الابتكارات، كما عزز ثقة القطاع الخاص المحلي في الاستثمار في مشروعات الابتكار والتكنولوجيا، بحسب وونغ.

من جانبه، أكد لو هيو فونغ، عضو مجلس منطقة هونغ كونغ، على الدور الحيوي الذي تؤديه الخطة الخمسية الرابعة عشرة في التنمية الاجتماعية للمنطقة، ولا سيما عبر أهدافها الرامية إلى تعزيز الوطنية بين السكان وتعميق الاندماج الاجتماعي مع البر الرئيسي الصيني.

وأشار لو إلى تكثيف التبادلات التعليمية مع البر الرئيسي، التي قادتها حكومة المنطقة الإدارية الخاصة، واصفًا هذا الدور القيادي بأنه "إضافة لا تقدر بثمن للمبادرات الشعبية السابقة"، والتي حققت نتائج مبهرة. كما لاحظ تزايد عدد المدارس المحلية التي تختار وجهات في البر الرئيسي لبرامج التبادل الطلابي بدلا من الوجهات الخارجية، بهدف تعميق فهم الشباب لتطور الوطن وتعزيز إحساسهم بالفخر الوطني.

وقال لو إن شباب هونغ كونغ يتجهون بشكل متزايد للدراسة والعمل في البر الرئيسي الآن، مضيفا "لقد أدركوا بشكل متزايد أن آفاق تطورهم تمتد إلى ما هو أبعد من هونغ كونغ لتشمل منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى وغيرها من مناطق البر الرئيسي".

واتفق أنغوس نغ هوك-مينغ، رئيس جمعية شباب منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، على أن الجيل الشاب في هونغ كونغ، مع فهم أعمق لإستراتيجية التنمية الوطنية، يتحول من دوره التقليدي كجسر إلى دور "المحوّل المزدوج" الديناميكي، متحملا مسؤوليات أكبر في مختلف القطاعات لدعم التقدم التعاوني في المنطقة.

ومع تركيز الأنظار الآن على الخطة الخمسية الخامسة عشرة، يتوقع النواب أن تتضمن النسخة القادمة مزيدًا من التوجيهات بشأن تسريع اندماج هونغ كونغ الوطني، وخاصة من خلال تدابير تقلل من العقبات أمام التعاون عبر الحدود.

وأشار وونغ إلى أن مشروع "المنطقة الحضرية الشمالية"، وهو مشروع ضخم لتحويل المدن يمتد على مساحة 30 ألف هكتار عبر منطقتي الشمال ويوين لونغ في هونغ كونغ على حدود شنتشن، سيكون أحد العقد الرئيسية المستقبلية لاندماج منطقة الخليج الكبرى، متوقعًا أن تحدد الخطة الجديدة دور المشروع في تعزيز التكامل وإزالة الحواجز.