share
arabic.china.org.cn | 22. 10. 2025

ابتكار الصين "الأخضر" ينفع العالم أجمع

arabic.china.org.cn / 14:29:38 2025-10-22

22 أكتوبر 2025 / شبكة الصين/ شهدت البيئة الإيكولوجية في الصين خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة تحسناً مستمراً، حيث حققت البلاد خطوات كبيرة في بناء "الصين الجميلة"، وحققت تحولا أخضر شاملا في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويرى مراقبون دوليون أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين دخلت مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، تتسم بتسارع التحول نحو الاقتصاد الأخضر ومنخفض الكربون، إذ تعمل الصين بنشاط على تنمية وتعزيز الإنتاجية الخضراء، ما يسهم في الحوكمة الإيكولوجية العالمية والتنمية المستدامة، ويضخ قوة دافعة مستمرة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك لجميع الكائنات على كوكب الأرض.

وفي عام 2024، انخفض متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) في المدن الصينية على مستوى المدن وما فوق بنسبة 16.3% مقارنة بعام 2020، وارتفعت نسبة الأيام ذات جودة الهواء الممتازة بـ2.4 نقطة مئوية. كما تجاوزت نسبة مقاطع المياه السطحية ذات الجودة الممتازة 90% للمرة الأولى، وارتفعت نسبة الغطاء الحرجي على المستوى الوطني بنحو نقطتين مئويتين مقارنة بعام 2020، لتصبح الصين أسرع دول العالم وأكثرها نموا في المساحات الخضراء. وبلغت نسبة رضا المواطنين عن البيئة الإيكولوجية أكثر من 90% لمدة أربع سنوات متتالية.

وأوضح الصحفي البرازيلي رافائيل زيربيتو المقيم في الصين منذ فترة طويلة، بعد زيارته مناطق مثل شينجيانغ ومنغوليا الداخلية، أنه في السنوات الأخيرة، أصبحت البيئة الإيكولوجية في الصين أكثر ملاءمة للعيش، وامتدت ثمار الرفاه الأخضر لتشمل عامة الشعب، وبات مشهد التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة ملموسا ومؤثراً. مضيفا أنه لمس بعمق إنجازات الصين في الحوكمة الإيكولوجية خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وقال "حققت الصين نتائج ملموسة من خلال تنسيق التنمية عالية الجودة والحماية عالية المستوى، مما يعكس قدرتها الحديثة على الحوكمة القائمة على التنفيذ الفعلي".

وخلال زيارته إلى قرية يوتسون بمقاطعة تشجيانغ لحضور دورة تدريبية بيئية، قال نيشانثا إيديريسينغه، مدير إدارة الغابات في سريلانكا، بعد أن شاهد الغابات الكثيفة والجبال الخضراء: "تعرفت على كيفية توجيه مفهوم 'الجبال الخضراء والمياه الصافية هي جبال من ذهب وفضة' لتنمية القرية وتحقيق تحولها التاريخي، وأدركت دوره الريادي في التحول الشامل لحضارة الصين الإيكولوجية". وأضاف أن نجاح الصين في التنمية الخضراء ليس صدفة، بل هو نتيجة الدمج العميق بين البيئة والاقتصاد والتنمية الاجتماعية. معتبرا أن هذا النموذج التعاوني الذي يوازن بين الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية يوجّه الصين نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة.

أما كويترافا ألكانتارا، مدير مكتب الأرشيف التاريخي والاتصال بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، فقال "حوّل أجيال من العاملين في مزرعة سايهانبا الأراضي القاحلة إلى غابات تمتد على ملايين الأفدنة، وخلق مشروع 'ألف قرية نموذجية وعشرة آلاف قرية مزدهرة' في تشجيانغ آلاف القرى الجميلة التي أفادت المزارعين". وأضاف أنه خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، تبنت الصين مفهوماً جديداً للتنمية الخضراء، وانطلقت من منظور التحديث الصيني لتعزيز التحول الأخضر بشكل واسع، مما يوفر مرجعاً قيّماً للدول الساعية إلى التنمية المستدامة.

وخلال هذه الفترة، أنشأت الصين أكبر وأسرع منظومة للطاقة المتجددة نمواً في العالم، حيث بلغ توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة 3.46 تريليون كيلوواط/ساعة في عام 2024، أي ما يعادل 1.6 ضعف ما كان عليه في نهاية الخطة الخمسية الثالثة عشرة. كما أنشأت أضخم شبكة شحن للسيارات الكهربائية في العالم، بحيث يوجد محطّتان لكل خمس سيارات كهربائية. وتصدّرت قدرات التخزين الجديدة المرتبة الأولى عالمياً، وأصبحت براءات اختراع الطاقة الجديدة تمثل أكثر من 40% من الإجمالي العالمي، فيما حافظت الصين على صدارة إنتاج وبيع سيارات الطاقة الجديدة لمدة عشر سنوات متتالية. وأصبحت جودة التنمية الخضراء في الصين أعلى وأكثر ابتكاراً، مما يدعم التحول الأخضر والمنخفض الكربون على مستوى العالم.

وفي محافظة تشيويباي بمقاطعة يوننان، تنتشر توربينات الرياح بين تلال تتزين بالزهور البرتقالية. فهناك يقع مشروع جينبينغ الغربي لطاقة الرياح، وهو أكبر قاعدة لطاقة الرياح في المناطق الجبلية على الهضاب بطاقة مليون كيلوواط. وقال الصحفي عبدالرسول الحجيري من صحيفة "الوطن" البحرينية، خلال زيارته للمشروع: "في مشاهد طبيعية خلابة، تتسارع وتيرة إنتاج الكهرباء الخضراء في الصين". مضيفا أنه خلال الخطة الخمسية الرابعة عشرة، أصبح ثلث استهلاك الكهرباء في البلاد من مصادر الطاقة النظيفة، ما يظهر نجاح الصين في تحقيق توازن بين التنمية والحوكمة الإيكولوجية.

وأكد شاكيل راماي، الرئيس التنفيذي للمعهد الآسيوي لبحوث وتطوير الحضارة البيئية في باكستان، أن الصين تولي أهمية كبيرة للابتكار الأخضر وتنمية الإنتاجية الخضراء، وقال "ما هو جدير بالثناء أن الابتكار الأخضر في الصين يعود بالنفع على البلاد والعالم في آن واحد".

وذكر دينيس مونيني، المدير التنفيذي لمركز الصين-أفريقيا في معهد السياسات الأفريقية في كينيا، أنه خلال عملية التحول في مجال الطاقة، طورت الصين عدداً كبيراً من الابتكارات ونقلت هذه الخبرات إلى الدول النامية التي تعاني من نقص التمويل والتكنولوجيا، مما جعل الصين شريكاً موثوقاً في بناء مستقبل مستدام مشترك.

وفي الإمارات، أنشأت الشركات الصينية نظام تبريد صفري الطاقة يقلل استهلاك المباني بنسبة 70%، وقد أدرجته بلدية دبي ضمن إستراتيجيتها لتحقيق "صفر انبعاثات بحلول 2050". وفي جنوب أفريقيا، أشأت الشركات الصينية محطة الطاقة الشمسية المركزة "ريدستون" بقدرة 100 ميغاواط، وهي أكبر مشروع للطاقة المتجددة في البلاد، وتوفر حوالي 480 غيغاواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنوياً. 

وخلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، عمّقت الصين التعاون الأخضر الدولي، حيث نفذت مشاريع للطاقة النظيفة في أكثر من 100 دولة ومنطقة، مما ساهم في تحقيق تنمية خضراء عالمية شاملة ومنصفة.

على مدى العقد الماضي، ساهمت الصين في خفض تكلفة طاقتي الرياح والشمس عالمياً بنسبة تفوق 60% و80% على التوالي. كما ساعدت صادراتها من منتجات الطاقة النظيفة خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة الدول الأخرى في تقليل انبعاثات الكربون بنحو 4.1 مليار طن. وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "إن الخدمات والدعم الذي تقدمه الصين للدول الأخرى قد حسّنا بشكل كبير من إمكانية الحصول على تقنيات الطاقة النظيفة بتكلفة مقبولة".

وأكد إريك سولهايم، نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أن الممارسات المبتكرة للصين في مجالي التنمية الخضراء وحماية البيئة تشكل نموذجاً عالمياً، وتوفر قوة دافعة حيوية للتحول الأخضر في العالم.

وتواصل الصين تنفيذ أهداف "ذروة الكربون والحياد الكربوني"، وأنشأت أكبر سوق لتجارة حقوق انبعاثات الكربون في العالم، وتؤدي دوراً رياديا في منصات متعددة مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتدفع نحو تنفيذ اتفاق باريس. كما استضافت بنجاح مؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، وأسهمت في اعتماد "إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي"، وأطلقت "صندوق كونمينغ" لدعم تمويل حماية التنوع البيولوجي في الدول النامية، مما يعزز بناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافاً في الحوكمة المناخية.

وقال ويرون فيتشايونغفاكدي، مدير مركز أبحاث مبادرة الحزام والطريق في تايلاند، إن الصين تُظهر مسؤولية الدول الكبيرة، وتواصل ريادة الحوكمة الإيكولوجية العالمية والتنمية المستدامة من خلال أفعال ملموسة.

فيما نوهت فرحانة باروك، رئيسة غرفة تجارة وصناعة شبه جزيرة كيب في جنوب أفريقيا إلى أن الصين تعزز تعاونها مع الدول النامية، وخاصة الدول الأفريقية، من خلال بناء المشاريع والتدريب ونقل التكنولوجيا والتمويل الأخضر، في مواجهة تغير المناخ.

وقال إيف لوتيرم، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، إن التعاون الأخضر العالمي أمر بالغ الأهمية، والصين لا تلتزم فقط بالتنمية الخضراء محلياً، بل تعمل أيضاً على توحيد الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية العالمية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号