share
arabic.china.org.cn | 20. 10. 2025

مقالة خاصة: الشعب الصيني ينعي رحيل تشن نينغ يانغ الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء

arabic.china.org.cn / 09:11:06 2025-10-20

بكين 19 أكتوبر 2025 (شينخوا) اجتاحت موجة من الحزن والتعازي وسائل التواصل الاجتماعي في الصين مع علم العالم بوفاة الفيزيائي الشهير تشن نينغ يانغ، الحائز على جائزة نوبل وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم، يوم السبت الماضي.

ويعتبر يانغ واحدا من أعظم علماء الفيزياء في القرن الـ20، وقد حظي بتقدير كبير كنموذج يحتذى به من قبل أجيال من العلماء الصينيين، حيث عززت إنجازاته الثقة الوطنية بشكل كبير مع سعي البلاد نحو النهضة الوطنية والتنمية العلمية.

وعبر مستخدمو الإنترنت الصينيون عن حزنهم العميق عبر الإنترنت، متمنين ليانغ أن يرقد بسلام ومعربين عن تقديرهم لإسهاماته. ووصفه مستخدم للإنترنت في أحد التعليقات بأنه "عملاق في العلوم يثبت أن الصينيين ليسوا أقل شأنا في العلوم الرائدة"، بينما وصفه آخر بقوله إن "يانغ يعد جسرا أكاديميا يربط بين الحضارتين الصينية والغربية".

ووفقا لنعي من جامعة تسينغهوا، توفي يانغ في بكين يوم السبت الماضي عن عمر يناهز 103 سنوات. وجاء في النعي أن يانغ كان "أحد أعظم الفيزيائيين في القرن الـ20، حيث قدم إسهامات ثورية في تطوير الفيزياء الحديثة".

وذكر النعي أن يانغ قد حقق العديد من الإنجازات في فيزياء الجسيمات ونظرية المجال الكمي والفيزياء الإحصائية وفيزياء المادة المكثفة -- "مؤثرا بعمق على تطوير هذه التخصصات".

وولد يانغ في خفي بمقاطعة آنهوي في شرقي الصين عام 1922، عندما كانت الصين غارقة في حروب أمراء الحرب والفقر والاعتداءات الإمبريالية. وبعد حصوله على درجة الماجستير من جامعة تسينغهوا في الأربعينيات من القرن المنصرم، ذهب إلى الولايات المتحدة لمواصلة الدراسات الأكاديمية ثم شغل مناصب تدريسية.

ويشتهر يانغ بعمله على ما يعرف بقوانين التماثل بالتعاون مع تسونغ-داو لي، والذي أثبت أن قانون الحفاظ على التماثل، الذي كان يعتبر قانونا مطلقا في الفيزياء، يمكن انتهاكه في التفاعلات الضعيفة. ولعملهما الرائد هذا، تم منحهما جائزة نوبل في الفيزياء معا عام 1957.

كما أن نظرية مقياس يانغ-ميلز التي اقترحها يانغ مع روبرت ميلز، وضعت الأساس للنموذج القياسي لفيزياء الجسيمات. وتعتبر واحدة من ركائز الفيزياء الحديثة - وواحدة من أهم إنجازات الفيزياء في القرن الـ20.

وذات مرة قال شي يي قونغ، وهو عالم فيزياء حيوية مشهور وعضو بالأكاديمية الصينية للعلوم، في مقال له إن إنجازات كل من يانغ و لي ألهمت أجيالا عديدة من الشباب الصينيين لاحترام العلم والسعي نحو المجد، مما ساعد على ميلاد العديد من الشخصيات البارزة في البحوث العلمية الأساسية.

وفي الواقع، قال يانغ نفسه أيضا إن أعظم إسهام له قد يتمثل في "تعزيز ثقة الصينيين بأنفسهم".

وفي عام 1999، تولى يانغ منصب أستاذ في جامعة تسينغهوا ببكين. وقبل هذا التعيين، تم تعيينه في عام 1997 مديرا فخريا لـ "مركز الدراسات المتقدمة" حديث التأسيس بالجامعة حينئذ، والذي أصبح يعرف الآن باسم "معهد الدراسات المتقدمة".

وأشار تشو بانغ فن، فيزيائي المادة المكثفة وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم والأستاذ بجامعة تسينغهوا، والذي كان له علاقة وثيقة مع يانغ، إلى أنه: "منذ عودته إلى الصين، كان يانغ يعتبر إعداد ألمع العقول الصينية رسالته الأساسية التي كرس لها وقتا وجهدا أكثر من أي شيء آخر".

وبالنسبة للموظفين والطلاب في جامعة تسينغهوا، كان هذا العالم الشهير دائما مفعما بالحيوية ومتواضعا ومتزنا، ويتمتع بعقل صاف. وأحيانا كان الطلاب يرونه في الحرم الجامعي ويشاركون صور هذه اللقاءات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحتى عند سن 82 عاما، صعد يانغ إلى المنصة لتدريس الفيزياء العامة للطلبة الجدد.

وقالت وانغ شياو يون، خبيرة تشفير وأستاذة في معهد الدراسات المتقدمة بجامعة تسينغهوا: "كان أستاذا علميا محترما للغاية يتمتع برؤية واسعة وبلا تحيز. لقد قدم دائما دعما وتشجيعا متفانيين للعلماء الشباب".

وأضافت وانغ: "أشد ما كان يتطلع إليه يانغ هو أن يشارك المزيد من الصينيين في الأبحاث العالمية وأن يسهموا في حل المشاكل الواقعية في الصين باستخدام تقنياتنا الخاصة".

وذكر النعي أن يانغ كرس "جهدا هائلا" لتعزيز التخصصات الأساسية مثل الفيزياء وتنمية المواهب في تسينغهوا، وبالتالي "قدم إسهامات كبيرة" أثرت بشكل كبير على إصلاح وتطوير التعليم العالي في الصين، مضيفا أنه "رائد بناء جسر التبادل الأكاديمي بين الصين والولايات المتحدة".

كما تعكس رحلة يانغ التي امتدت لقرن، من طالب فيزياء شاب بجامعة تسينغهوا إلى عالم حائز على جائزة نوبل ثم إلى معلم مخلص في وطنه -- مسار الصين الحديثة من أعماق الأزمات في العصر الحديث إلى طريق النهضة العظيمة.

وتضم مدينته الأصلية، خفي، الآن عدة مختبرات وطنية ومرافق علمية كبيرة، بما في ذلك مفاعل توكاماك فائق التوصيل التجريبي المتقدم، وهو "الشمس الاصطناعية" التي تختبر إمكانات استخدام الاندماج النووي لتوليد الكهرباء.

كما عبّر الناس في خفي عن إعجابهم بشخصية يانغ واستلهموا من حبه للوطن.

وقال كوانغ قوانغ لي، المدير الأكاديمي لمختبر المجال المغناطيسي العالي في معاهد خفي للعلوم الفيزيائية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم: "في سنواته الأخيرة، عاد يانغ بحزم إلى الصين ليسهم في تنميتها العلمية. وسينتقل تفانيه في العلم وحبه لوطنه إلى الجيل الأصغر من العلماء".

وفي سن 99 عاما، تبرع يانغ بمجموعته الشخصية، التي تضم أكثر من 2000 من الكتب والمخطوطات والرسائل، إلى جامعة تسينغهوا.

وقال: "ما أرجو أن ما يبقى في أرشيف تسينغهوا ليس فقط أعمالي العلمية، بل الحقيقة الكاملة عن من هو تشن نينغ يانغ". 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号