share
arabic.china.org.cn | 20. 10. 2025

تحقيق ميداني: أطفال بلدة سلمى بريف اللاذقية يتعلمون في خيام على انقاض الحرب

arabic.china.org.cn / 03:27:13 2025-10-20

سلمى ـ ريف اللاذقية ـ سوريا 19 أكتوبر 2025 (شينخوا) بعد سنوات من النزوح ورحلة العذاب المحفوفة بالمخاطر، عاد قبل أشهر قليلة أهالي بلدة سلمى بريف اللاذقية الشمالي من مخيمات اللجوء في محافظة إدلب ( شمال غرب سوريا)، إلى منازلهم شبه المدمرة ، ومدارس لا تصلح لمتابعة الطلبة تعليمهم، بعد انقطاع سنوات بسبب الحرب التي شهدتها البلاد .

بلدة سلمى القابعة في جبال اللاذقية شمالا ، والتي شهدت أعتى المعارك في عام 2016 أثناء محاولة الجيش السوري السابق استعادة السيطرة عليها ، يواصل الطلبة اليوم تعليمهم في خيم مصنوعة من الشوادر العازلة التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة ، فهي لا تقي من برد ولا تحمي من حر، ولكنها بنفس الوقت تشكل ملاذا لمستقبل أطفال يريدون مواصلة التعليم بأي شكل، وحلا مؤقتا للتغلب على واقع المدارس المدمرة التي خلفتها الحرب ،وتعويض الفاقد التعليمي الذي تم خسارته سابقا.

-- إصرارعلى التعليم رغم الصعوبات

على الرغم من الصعوبات التي تواجه الطلبة في الخيم التعليمية في ظل غياب المدارس التي تتبع للسلطات السورية، إلا أن الطلبة في تلك البلدة التي لا تزال تروي قصصا من الألم لدى ساكنيها، يصرون على مواصلة التعليم ولو في خيمة.

الطالب طاهر عرب طه، وهو طالب صف ثالث إبتدائي في مدرسة سلمى، عاد من مخيم البراء في غربي إدلب ، معبرا عن رفضه العودة للمخيمات، وأصر على متابعة التعليم ولو في خيمة داخل بلدته .

وفي كل صباح، يركب طاهر عرب طه، العائد مؤخرا من مخيم "البراء" في ريف إدلب الشمالي الغربي، مع جده على دراجة نارية صغيرة للذهاب إلى المدرسة.

ويركب الجد دراجته النارية الصغيرة، ويوازن أحفاده الثلاثة الصغار، ومنهم طاهر عليها، بينما يقود دراجته على طرق ترابية متعرجة نحو المدرسة المؤقتة، مع انعدام وسائل النقل في القرية، وتعد هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى صفوف الخيام المتناثرة بين الأنقاض، حيث كانت المنازل والمدارس قائمة، ويمشي أطفال آخرون مسافات طويلة سيرا على الأقدام، حاملين حقائب ثقيلة تتأرجح مع كل خطوة.

وداخل إحدى الخيام التي حولت إلى مدرسة في بلدة سلمى، يفتح طاهر بفخر دفتره البالي، قائلا لوكالة أنباء (( شينخوا)) "عدنا إلى المدرسة والتعلم، جئت للدراسة مع أصدقائي، ولا أريد العودة إلى المخيم مرة أخرى".

على الجانب الآخر من الفناء المُغبر، يعيد مصطفى عمري، البالغ من العمر 11 عاما ظهره إلى الوراء، ويقول "حتى لو كانت المدرسة مجرد خيمة، يجب أن نواصل التعلم".

وأعرب مصطفى - الطالب في الصف الخامس والذي فر من مخيم الحنبوشية بريف إدلب - عن آمله في أن يعود كل أصدقائه في المخيمات لنتمكن من الدراسة معا مرة أخرى".

-- جهود لحل الأزمة

الظروف التي فرضتها الحرب على القرية تركت واقعا صعبا، انعكس سلبا على حياة سكان القرية عندما عادوا من المخيمات لمتابعة حياتهم في البلدة.

ووفقا لمنار صبحي، مديرة المركز في قرية سلمى، فإن هؤلاء الأطفال هم من بين حوالي 120 طالبا يلتحقون بمركز التعليم المؤقت الذي أنشأته جمعية "موزاييك" للإغاثة والتنمية، - وهى منظمة محلية غير ربحية، بالتعاون مع اليونيسف ومديرية التربية والتعليم في اللاذقية - حيث تقدم المدرسة، المكونة من أربع خيام كبيرة تخدم الصفوف من الأول إلى الخامس، دروسا للأطفال العائدين من مخيمات النزوح ومن تركيا، والذين فاتتهم سنوات من التعليم الرسمي.

وقالت منار صبحي لـ ((شينخوا)) إنه قبل أشهر من بدء العام الدراسي الجديد في سوريا، بدأ العمل على إنشاء خيام تعليمية في بلدة سلمى.

وتابعت أن "هذا القرار جاء ... لتعويض الطلاب العائدين من إدلب أو تركيا عن خسائرهم التعليمية، وخاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من قراءة أو كتابة العربية، في كل يوم، تسجل المزيد من العائلات أطفالها عندما تسمع بعودة المدارس إلى العمل".

وأضافت أن التحدي هائل، "إذ لا تزال عشرات المدارس في شمال اللاذقية في حالة خراب جراء القتال الذي اجتاح المنطقة سابقا، وهناك حزن، نعم، لكن ما يُعطينا الأمل هو عودة التعليم، وكذلك عودة الناس، لقد عادوا إلى ديارهم، حتى لو كانت الفصول الدراسية خياما، فهم على أرضهم مرة أخرى".

ووفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن مديرية التربية في اللاذقية التابعة لسلطة التربية التعليم السورية، تضررت 27 مدرسة في جبل التركمان جزئيا وهي قابلة للإصلاح، بينما تضررت 56 مدرسة في جبل الأكراد، بما في ذلك 19 مدرسة دمرت بالكامل.

وقد أدى الدمار الواسع النطاق إلى تأخير إعادة فتح المدارس الحكومية، وخاصة للعائلات العائدة من النزوح في إدلب والمناطق الشمالية الأخرى.

وقالت المعلمة ريم ياسين الصباح، التي فرت إلى مدينة اللاذقية خلال الحرب، لـ ((شينخوا)) إنها عادت فور افتتاح مدرسة الخيام هذا الشهر.

وأضافت " نبذل قصارى جهدنا لجعل هذه المدرسة نموذجية، وضع العديد من الطلاب في صفوف دراسية أدنى حتى نتمكن من إعادة بناء مدارسهم بشكل صحيح، ما زلنا نفتقر إلى الموارد، لكن العزيمة موجودة".

وأوضحت مديرة المشروع رانيا قليعة لـ ((شينخوا)) أن الخيام بمثابة "جسر مؤقت" ريثما يُعاد بناء المدارس، وهي عملية من المتوقع أن تستغرق حوالي ثلاثة أشهر.

وقالت " المكان الطبيعي للطفل هو المدرسة، وليس المنزل أو الشارع"، مضيفة "بدعم من اليونيسف، تم إنشاء هذه الفصول الدراسية، حتى لا يضيع أي طفل عاما دراسيا، وعندما يعودون إلى مدارسهم الأصلية، يمكنهم مواصلة دراستهم دون انقطاع".

وتقدر اليونيسف أن أكثر من 2.45 مليون طفل لا يزالون خارج المدارس في سوريا، وأن أكثر من مليون طفل آخرين معرضون لخطر التسرب، وقد تضررت آلاف المدارس أو دمرت، بينما يعمل العديد من المعلمين بأجور زهيدة.

كما أشارت اليونيسف إلى أن أكثر من 2.45 مليون طفل لا يزالون خارج المدرسة في سوريا، وأن أكثر من مليون طفل آخرين معرضون لخطر التسرب.

وصرحت نائبة ممثل اليونيسف، زينب آدم، لـ ((شينخوا)) في وقت سابق من هذا الشهر "دعوني أبدأ بالقول إن لكل فتاة وفتى الحق في التعلم في فصل دراسي آمن وشامل، ومكان لاستعادة الثقة والأمل".

وأضافت أن الأزمة الإنسانية تركت الأطفال يُعانون ليس فقط من انقطاع التعليم، بل أيضا من النزوح والفقر، ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن مسؤوليتنا الجماعية هي إزالة هذه العوائق وإبقاء أبواب الفصول الدراسية مفتوحة لكل طفل"./ نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号