share
arabic.china.org.cn | 16. 10. 2025

بعد عامين من الصراع.. إلى أين يتجه قطاع غزة؟

arabic.china.org.cn / 13:39:58 2025-10-16

16 أكتوبر 2025 / شبكة الصين / منذ اندلاع الجولة الأخيرة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل عامين كاملين، قتل أكثر من 67 ألف فلسطيني تحت القصف، وتشرد ملايين السكان في قطاع غزة، فيما غرقوا في أزمات معيشية خانقة. وقد أصبحت المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، إلى جانب التوترات الإقليمية المستمرة، محط قلق واهتمام عالمي متزايد. وفي هذه الذكرى، يطرح سؤال مصيري نفسه على المجتمع الدولي: إلى أين يمضي قطاع غزة؟

إن استمرار الصراع لعامين متتاليين شكّل اختبارا قاسيا لقدرة البشرية على تحمل الكوارث الإنسانية. ووفقا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد دُمر أكثر من ثلثي المساكن والمنشآت في غزة، وشلت البنية التحتية العامة بالكامل، وانقطعت الكهرباء، وتضررت شبكات المياه، واضطرت غالبية المستشفيات إلى الإغلاق. ويعيش السكان بين نقص حاد في الغذاء والدواء، فيما يعاني آلاف الأطفال من سوء تغذية وصدمات نفسية عميقة.

ومع تكرار إغلاق الممرات الإنسانية وتعرض قوافل الإغاثة لهجمات، تتبدد المجهودات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب أمام واقعٍ مرير تفرضه آلة الحرب. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قطاع غزة بأنه "أكبر سجن مفتوح على وجه الأرض".

إن هذا العقاب الجماعي للمدنيين تجاوز منذ زمن بعيد نطاق "الدفاع عن النفس"، ويمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وتعديا فاضحا على الحد الأدنى من الضمير الإنساني. فالمأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة ليست قضية أمنية إقليمية فحسب، بل هي أزمة أخلاقية تمس الإنسانية جمعاء.

وخلال العامين الماضيين، ظلت إسرائيل تتعامل مع الهجوم على غزة باعتباره الوسيلة الوحيدة لـ"القضاء على التهديد"، وتستخدم العقاب الجماعي كأداة للانتقام. لكن هذه السياسات لم تحقق الأمن لإسرائيل، بل زجت بها في حالة حرب متعددة الجبهات، وأبعدت شعبها أكثر عن السلام والاستقرار. وفي المقابل، يشهد العالم اليوم موجة متصاعدة من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، ما زاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. وقد باتت المظاهرات والاعتصامات وحملات التوقيع في شتى أنحاء العالم تدفع بقوة نحو جعل "وقف إطلاق النار في غزة" محورا للرأي العام العالمي. وفي هذا السياق، تواصل عدة دول، ومنها الصين، بذل جهود الوساطة والدعوة إلى الحوار، والعمل الجاد لدفع تنفيذ "حل الدولتين".

وبحلول الذكرى الثانية للحرب، أعلن وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب جولة المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي أن المحادثات حققت تقدما إيجابيا. ورغم أن التحديات لا تزال كثيرة أمام مسار التفاوض، فإن بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق.

وفي هذه اللحظة الحرجة، يطلب من الطرفين التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، واعتماد نهج واقعي ومسؤول، والمحافظة على زخم الحوار لتهيئة الظروف اللازمة للوصول إلى اتفاق سلام.

وفي ظل الوضع الإنساني الطارئ الراهن، يتوجب على المجتمع الدولي التحرك بأقصى قدر من الإلحاح لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في غزة. كما أن أي ترتيبات خاصة بإدارة القطاع أو إعادة إعماره بعد الحرب يجب أن تقوم على احترام إرادة الشعب الفلسطيني وصون حقوقه المشروعة.

ويظل التمسك بحل الدولتين ثابتا لا يتزعزع، مع دعم انضمام دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة على أساس الاعتراف بها رسميا.

فالسلام لا يحتمل الانتظار، والعدالة لا تقبل التأجيل. وإن تحقيق تعايش سلمي بين فلسطين وإسرائيل هو السبيل الوحيد لكسر حلقة العنف المفرغة وتحقيق أمن دائم، وهو أيضا الطريق الذي ينبغي للمجتمع الدولي أن يسير عليه بثبات.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号