share
arabic.china.org.cn | 14. 10. 2025

تقرير إخباري: الوسطاء يوقعون "وثيقة شاملة" بشأن اتفاق غزة خلال قمة شرم الشيخ وسط دعم دولي

arabic.china.org.cn / 09:09:21 2025-10-14

القاهرة 13 أكتوبر 2025 (شينخوا) وقع قادة مصر والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر، اليوم (الإثنين) على "وثيقة شاملة" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

ووقع الوثيقة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيريه الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وجرى التوقيع على الوثيقة خلال مؤتمر شرم الشيخ، الذي عقد اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية على ساحل البحر الأحمر.

-- وثيقة شاملة

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن وثيقة اتفاق غزة توضح قواعد ولوائح تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس، قبل أن يضيف أنها "وثيقة شاملة".

وأكد أن اتفاق غزة هو الاتفاق الأكبر والأهم فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وأعرب ترامب، عن امتنانه العميق للقادة المشاركين في قمة شرم الشيخ، مشيرا إلى أن "السبب الحقيقي وراء نجاح هذا الاتفاق هو التزامهم الجماعي بتصحيح الوضع في غزة، بعد أن وصلت الأمور هناك إلى نقطة لا يمكن السيطرة عليها".

وشدد على أن اتفاق غزة يحمل "أهمية استثنائية"، و"حرب غزة انتهت وسنتعاون جميعا لإعادة إعمارها"، مشيرا إلى أن المساعدات بدأت تتدفق إلى القطاع، فضلا عن عودة المدنيين إلى ديارهم والمحتجزين إلى أسرهم.

وأكد أن عملية "إعادة إعمار غزة تبدأ الآن"، لكنه أشار إلى أن إعادة الإعمار تتطلب نزع سلاح حماس.

وأردف ترامب، أن المستحيل قد تحقق وأصبح لدينا أخيرا سلام في الشرق الأوسط، وعلى مدار الشهر الماضي لم يكن أحد ليتصور أن يحدث هذا، معربا عن امتنانه الكبير للدول العربية والإسلامية التي ساعدت في تحقيق هذه "الانفراجة الهائلة وجعلتها ممكنة".

بدوره، أشاد رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف بالجهود الإقليمية والدولية التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة، مؤكدا أن "اليوم هو أعظم يوم في التاريخ الحديث لأن السلام تحقق، وما جرى يمثل نقطة تحول كبرى ستنعكس على استقرار المنطقة والعالم".

وقال شريف، إن التعاون العربي والدولي كان حاسما في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، ونوه بالدور المصري والقطري الفعال في الوساطة وتذليل العقبات، وبـ "تدخل ترامب المباشر الذي كان حاسما في إتمام الاتفاق".

-- نداء إلى شعب إسرائيل

بدوره، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن قمة شرم الشيخ "لحظة تاريخية فارقة شهدنا فيها معا التوصل لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، وميلاد بارقة الأمل في أن يغلق هذا الاتفاق صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وأكد السيسي، في كلمته خلال القمة، دعمه وتطلعه لتنفيذ خطة ترامب بما يخلق الأفق السياسي اللازم لتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.

وأضاف أنه "إذا كانت شعوب المنطقة، ومازالت، تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناء، فهو أيضا له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبل لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة، التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعتراف متبادل".

ووجه السيسي، نداء إلى شعب إسرائيل، قائلا "فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي، دعونا نتطلع سوياً لمستقبل أفضل لأبناء بلادنا معا، مدوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة".

وشدد على أن مصر ستعمل مع الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع كافة الشركاء خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدما في إعادة إعمار غزة دون إبطاء.

وتابع "أمامنا فرصة تاريخية فريدة ربما تكون الأخيرة للوصول إلى شرق أوسط خال من كل ما يهدد استقراره وتقدمه، شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة وحقوق مصانة"، مشيرا إلى أن "اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويتعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين".

-- دعم دولي مطلق لاتفاق غزة

وفي ختام القمة، أكدت الرئاسة المصرية في بيان أن قمة شرم الشيخ "تركزت على التأييد والدعم المطلق لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، والذي تم إبرامه في 9 أكتوبر 2025".

وأشارت إلى أن القمة أكدت "أهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولي لتوفير كل السبل من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق والحفاظ على استمراريته، بما في ذلك وقف الحرب في غزة بصورة شاملة، والانتهاء من عملية تبادل الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة".

وتم كذلك التشديد على "ضرورة البدء في التشاور حول سبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءاً من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاء بالمسار السياسي للتسوية".

ورحبت مصر، بالمشاركة رفيعة المستوى التي عكست الدعم الدولي الواضح لجهود إنهاء الحرب.

وقبيل القمة، عقد الرئيسان السيسي وترامب جلسة مباحثات ثنائية، تناولت مجمل العلاقات الثنائية التاريخية والمتشعبة بين مصر والولايات المتحدة، وتعاونهما الممتد في مجال تحقيق السلام والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأكد السيسي، خلال اللقاء التزام مصر بالاستمرار في جهدها المخلص والدؤوب لوضع خطة ترامب لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار موضع التنفيذ، وإزالة أي عقبات أو صعوبات قد تواجه الخطة.

وأعرب عن أمله في أن تكون قمة شرم الشيخ نقطة تحول وبداية لمرحلة جديدة من السلام الحقيقي والشامل والعادل في المنطقة، وشدد على أهمية دعم الولايات المتحدة لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، وهو الأمر الذي ثمنه الرئيس الأمريكي.

كما شارك السيسي في اجتماع على هامش قمة شرم الشيخ، ضم ملك الأردن ورئيسي فرنسا وتركيا وأمير قطر والمستشار الألماني ورؤساء وزراء إيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، ووزير خارجية السعودية، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي.

ودعا السيسي، خلال الاجتماع إلى عقد مؤتمر بالقاهرة في نوفمبر 2025 لإعادة إعمار قطاع غزة، والبناء في هذا الصدد على الزخم الذي ولدته قمة شرم الشيخ .

وأشار إلى أهمية قيام الدول الأوروبية بتشجيع كافة الأطراف المعنية على تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، ولفت إلى أن مصر والأردن يدربان عددا من أفراد الشرطة الفلسطينية، ومن المهم قيام الدول الأوروبية بتقديم الدعم لمصر والأردن في هذا الصدد لمواصلة التدريب وتوسيع نطاقه.

من جهتها، أكدت الدول المشاركة في الاجتماع أهمية توجيه المساعدات الإنسانية بكميات كافية لقطاع غزة، وضرورة إزالة الركام، وإنشاء آلية للتنسيق فيما بين الدول المشاركة في قمة اليوم للاتفاق على الخطوات المحددة التي سوف يتم اتخاذها تنفيذاً لأهداف هذه المجموعة من الدول.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، طرح الرئيس الأمريكي خطة من عشرين بندا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، قبل أن يعلن الأربعاء الماضي موافقتهما على المرحلة الأولى من خطته.

والخميس الفائت، أعلن الوسطاء (مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة)، الوصول إلى اتفاق بشأن كافة بنود وآليات تنفيذ هذه المرحلة الأولى، بعد محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية بدأت يوم الإثنين الماضي.

ويهدف الاتفاق إلى تحقيق وقف شامل للحرب، والإفراج عن المحتجزين والأسرى بين الجانبين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 (9:00 بتوقيت غرينتش) ظهر يوم الجمعة الماضي، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号