غزة 12 أكتوبر 2025 (شينخوا) أفادت مصادر فلسطينية اليوم (الأحد) بأن الجيش الإسرائيلي فكك مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي كانت تديرها الولايات المتحدة في قطاع غزة، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وقالت المصادر إن عملية التفكيك شملت مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية- Gaza Humanitarian Foundation)، وهي منظمة أمريكية غير حكومية أنشئت في مايو 2025 بالتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات على السكان الفلسطينيين في غزة.

وبدأت المؤسسة، التي تلقت تمويلا أمريكيا مباشرا وتعمل تحت إشراف عسكري إسرائيلي، نشاطها الفعلي في 27 مايو الماضي من خلال إنشاء مراكز لتوزيع المساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة، في خطوة أثارت تنديدا فلسطينيا وأمميا، وسط اتهامات إسرائيلية بأن حماس تسيطر على تدفق المساعدات وتستغلها لأغراض عسكرية.

وأقيمت أربعة مراكز رئيسية في وسط وجنوب القطاع، مزودة بإجراءات أمنية مشددة مثل الأسلاك الشائكة والكشافات والحراسة المسلحة، لكنها أثارت جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين الذين وصفوها بـ"مصائد الموت" بسبب الحوادث الأمنية التي أحاطت بها.

وذكرت المصادر أن التفكيك تم بسرعة ودون إنذار مسبق، حيث اختفت المراكز "بين ليلة وضحاها" في مناطق متفرقة، بما في ذلك بالقرب من حاجز نتساريم العسكري الإسرائيلي.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أو الحكومة بيانا رسميا بشأن عملية التفكيك، لكن إذاعة الجيش أفادت بأن "مشروع مراكز التوزيع الأمريكية انتهى دون إعلان رسمي".

من جهته، قال محمود رجب، وهو نازح في مدينة خان يونس جنوب القطاع، إنه تفاجأ بالأمر أثناء تجوله اليومي.

وأضاف رجب، الذي يقيم قرب أحد المراكز "استيقظت ووجدت كل شيء قد اختفى، السواتر الترابية، كشافات الإنارة، الأسلاك الشائكة، الجنود المدججين بالأسلحة، كأنه لم يكن هنا أي مركز في السابق".

أما عبد الأشقر، وهو ساكن في وسط غزة، فسرد تجربته أمام موقع المركز السابق قرب نتساريم، الذي تحول إلى "كثبان من الرمال".

وقال الرجل لـ((شينخوا)) أثناء تجوله في المكان "لم يكن أحد في السابق يستطيع الوصول إلى هذه النقطة إلا عندما يسمح الجنود بذلك، ولكننا كنا نقطع مسافة كبيرة تحت إطلاق النار والظلام الدامس من أجل الحصول على الطعام لأبنائنا".

وكان مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة ذكر في بيان أن هذه المراكز تسببت في سقوط ضحايا كثر منذ إنشائها، مشيرا إلى مقتل 2543 شخصا وإصابة 18614 آخرين في حوادث مرتبطة بها، بما في ذلك إطلاق نار وازدحام شديد أثناء التوزيع.

ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

يأتي هذا التطور وسط جهود دولية لإعادة تدفق المساعدات إلى غزة بعد عامين من الحرب في قطاع غزة، والتي أدت إلى أزمة إنسانية حادة، حيث يعتمد معظم السكان الـ2.3 مليون نسمة على المساعدات الخارجية للبقاء.

وكانت "مؤسسة غزة الإنسانية" قد أعلنت في البداية عن توزيع ملايين الوجبات والإمدادات الطبية، لكنها واجهت انتقادات من منظمات حقوقية دولية بسبب ارتباطها بالجيش الإسرائيلي.

والخميس الفائت، أعلن الوسطاء (مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة)، الوصول إلى اتفاق بشأن كافة بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد محادثات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية بدأت يوم الإثنين الماضي.

ويهدف الاتفاق إلى تحقيق وقف شامل للحرب، والإفراج عن المحتجزين والأسرى بين الجانبين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 (9:00 بتوقيت غرينتش) ظهر الجمعة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.