بيلينتسونا، سويسرا 11 أكتوبر 2025 (شينخوا) دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الصين وسويسرا إلى التمسك بالتطلعات الأصلية لإقامة العلاقات الدبلوماسية، ومواصلة العمل كنموذج للتعاون الودي.

أدلى وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عضو المجلس الاتحادي ووزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، في مدينة بيلينتسونا جنوبي سويسرا.

وأشاد وانغ بالجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية الصين وسويسرا، التي اختُتمت للتو وحققت نتائج إيجابية. وأكد أن الجانبين أجريا مناقشات معمقة وبراجماتية وودية اتسمت بالطابع الاستراتيجي والبناء والتطلعي.

وأضاف أن الجانبين اتفقا على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة.

وتعد سويسرا من أوائل الدول الغربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.

وتابع وانغ قائلا إنه على مدار الـ75 عاما الماضية، تمسك الجانبان بروح المساواة والابتكار والتعاون المربح للجانبين، والتزما بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، واحترما مسارات التنمية الخاصة بكل منهما، وسعيا إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا، ليصبحا صديقين موثوقين صمدا أمام اختبار الظروف الدولية المتغيرة، وحفاظا على العلاقات الثنائية في طليعة علاقات الصين مع أوروبا.

ومضى قائلا إن الصين تثمن التزام سويسرا الثابت بسياسة صين واحدة، وإنها تأمل في مواصلة سويسرا دعمها لتطلع الشعب الصيني لتحقيق إعادة التوحيد الوطني.

ودعا وانغ الصين وسويسرا إلى مواصلة احترام المصالح الأساسية لكل منهما، وأن تظلا نموذجا للتعاون الودي بين الدول التي لديها أنظمة اجتماعية مختلفة ومراحل تنمية مختلفة وذات أحجام مختلفة.

وأوضح وانغ أن الجانبين اتفقا على تعميق التعاون العملي، مشيرا إلى أن سويسرا كانت أول من بادر بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأوروبا والاستفادة منه، باعتبارها أول دولة أوروبية قارية توقع اتفاقية تجارة حرة مع الصين وأول شريك استراتيجي للصين في مجال الابتكار.

وذكر أن البلدين يعملان على تسريع الجهود الرامية إلى تحديث اتفاقية التجارة الحرة، والتي من شأنها أن تسهم في توسيع نطاق إلغاء التعريفات الجمركية لتشمل المزيد من السلع، مما يعود بالنفع بشكل أفضل على الشركات والمستهلكين في كلا البلدين.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع سويسرا في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، والتصنيع المتطور، والتحول الأخضر، وتعزيز المزيد من نتائج التعاون متبادل المنفعة والملموس وعالي الجودة.

ومضى قائلا إن الجانبين اتفقا على تحسين الحوكمة العالمية، وذلك في ظل استمرار عقلية الحرب الباردة والهيمنة والتنمر وظلال الحمائية، وهو ما يترك البشرية مرة أخرى عند مفترق طرق.

ومن هذا المنطلق، استجاب الرئيس شي جين بينغ لتطلعات شعوب العالم وتوقعات الأمم المتحدة عبر طرحه مبادرة الحوكمة العالمية التي لاقت ترحيبا واسعا من المجتمع الدولي، بما في ذلك سويسرا، حسبما ذكر وانغ.

وفي سياق إشارته إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية، أبدى وانغ استعداد الصين للعمل مع سويسرا لرفض المواجهة بين الكتل، ومقاومة التنمر الأحادي، والوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وممارسة التعددية الحقيقية.

وأكد وانغ على ضرورة بذل جهود مشتركة لدعم النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وبناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا.

وشدد وانغ على أن إنشاء المنظمة الدولية للوساطة يُعد جزءا أساسيا من تعزيز الحوكمة العالمية.

وأضاف أن الصين ترحب بمشاركة سويسرا النشطة في هذه المنظمة للاستفادة من مزاياها الفريدة للمساهمة في حل النزاعات وتعزيز التناغم والتعايش في العالم.

كما أعرب وانغ عن استعداد الصين لتشجيع تبادلات أقوى مع سويسرا وتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين. وأكد استعداد الصين لتمديد سياستها الأحادية الجانب للإعفاء من التأشيرة للمواطنين السويسريين، وتطبيق المزيد من الإجراءات لتسهيل السفر إلى الصين، بهدف بناء مستقبل أكثر إشراقًا للعلاقات الصينية السويسرية. /نهاية الخبر/