صنعاء 11 أكتوبر 2025 (شينخوا) بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم الجمعة. وفي هذا السياق، أكدت جماعة الحوثي في اليمن أنها ستتابع الأحداث في غزة باستمرار وسيكون لها مواقف تجاه أي مستجد يتطلب ذلك.

ويرى محللون يمنيون أن اتفاق حماس وإسرائيل قد يوفر فرصة لتخفيف التوترات الإقليمية، لكنه لا يشكل ضمانا حقيقيا للاستقرار، مرجحين أن تظل المنطقة، وعلى وجه الخصوص اليمن، في دائرة التوترات الإقليمية والبحرية.

- وقفة تكتيكية لا تؤسس لسلام دائم

خلال عامين من الحرب بين حماس وإسرائيل، شاركت جماعة الحوثي في اليمن بما أسمته "عمليات إسنادية دعما لفلسطين"، شنت خلالها الجماعة هجمات عابرة للحدود مستهدفة العمق الإسرائيلي، إلى جانب هجمات في البحر الأحمر والممر المائي الدولي (مضيق باب المندب وخليج عدن)، استهدفت خلالها سفنا قالت الجماعة إنها إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل.

ويرى محللون سياسيون في اليمن أن الاتفاق يمثل تتويجا للصمود الفلسطيني، ووقفة تكتيكية فرضتها المقاومة، لكنه لن يؤدي إلى سلام دائم أو تهدئة إقليمية واسعة.

وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، توقع المحلل السياسي محمد عبدالقدوس عدم صمود الاتفاق "ما لم يتم إجبار العدو الإسرائيلي على الامتثال، نظرا لسوابقه في نكث العهود وتاريخه الأسوأ في نقض الاتفاقيات"، مشيرا إلى أن "التوقعات بصموده ضعيفة لأن الضمانات غير كافية مع هذا العدو المتغطرس".

وأضاف عبدالقدوس، وهو نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة في صنعاء، أن الجانب الفلسطيني دعا الوسطاء والضامنين بوضوح إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة، كما فعلت في آخر اتفاق سابق لوقف إطلاق النار في يناير الماضي، لافتا إلى أن "هذه هي طبيعتها الدائمة في خرق العهود ونقض الاتفاقات واختلاق الأكاذيب والمراوغة المستمرة".

وذكر أن الصراع مع إسرائيل هو صراع وجودي واسع، وأن هذا الاتفاق "ما هو إلا تتويج للصمود الفلسطيني وكسر لآلة الحرب الإسرائيلية، لكنه لن يغير الطبيعة العدوانية والوجودية للعدو في الصراع معه، وهو بمثابة جولة في هذا الصراع ووقفة تكتيكية فرضتها المقاومة".

وتابع قائلا "لا نتوقع أن يؤدي هذا الاتفاق إلى سلام دائم أو تهدئة إقليمية واسعة، ولكن الهدف حاليا هو إنهاء العدوان على غزة ووقف جرائم الإبادة وانسحاب الاحتلال، وهذه خطوة أولى في سياق مراحل ستؤدي إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وليس كنهاية للصراع".

- اليمن في قلب العاصفة

من جانبه، يرى الصحفي والمحلل السياسي اليمني حمدان الرحبي، أن الاتفاق قد يوفر فرصة لتخفيف التوترات الإقليمية، لكنه لا يشكل ضمانا حقيقيا للاستقرار، حيث سيكون اليمن خلال الفترة القادمة في قلب العاصفة.

بدوره، رجح الباحث السياسي اليمني براء شيبان أن تكون هناك تهدئة على المدى القريب عقب اتفاق حماس وإسرائيل، مضيفا أن جماعة الحوثي ستخفف خلال تلك التهدئة من هجماتها، لكنه أشار إلى أن إسرائيل وضعت الحوثيين في اليمن ضمن دائرة أهدافها.

ولفت شيبان، وهو باحث في المعهد الملكي البريطاني للدفاع والأمن، إلى أنه من الواضح أن إسرائيل ستستمر في استهداف قيادات الحوثيين، أو على الأقل جمع معلومات كافية ثم معاودة الكرة عليهم.

وذكر عبدالقدوس أن موقف جماعة الحوثي واضح ومعلن، حيث أفادت الجماعة بأنها "ستبقى في حالة انتباه ورصد وجاهزية تامة، سواء بما يتعلق بمرحلة تنفيذ الاتفاق الفلسطيني مع العدو الإسرائيلي، أو ضد أي أعمال عدائية له على اليمن".

وأشار إلى أن تغير الموقف العسكري لجماعة الحوثي يعتمد على مدى الالتزام الفعلي لإسرائيل بشروط الاتفاق. وإلا، فسيستمر حظر الملاحة الإسرائيلية.

وأشار الرحبي لـ((شينخوا)) أن إبعاد اليمن عن التوترات الإقليمية أمر مستبعد، خاصة بعد أن شنت الجماعة على مدى عامين سلسلة هجمات عابرة للحدود ضد إسرائيل، وهجمات بحرية أثرت على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

وأعرب عن اعتقاده بأن الصراع في اليمن هو امتداد للفوضى الإقليمية والمصالح العابرة للحدود، وأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى جماعة الحوثي في صنعاء ردا على ما تعرضت له خلال الفترة الماضية من هجمات.

وتوعدت جماعة الحوثي يوم الجمعة بمواجهة أي "عدوان إسرائيلي أو أمريكي"، مؤكدة أنها على "أهبة الاستعداد والجهوزية الكاملة لمواجهة أي تصعيد عدواني".

جاء ذلك خلال مسيرة حاشدة أقامها أنصار الجماعة في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، تحت شعار "طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر"، حيث رفع المشاركون أعلام فلسطين واليمن معربين عن دعمهم لغزة.