share
arabic.china.org.cn | 01. 10. 2025

مقالة خاصة: بين الأزقة الضيقة... متطوعون بالخرطوم يكافحون انتشار حمي الضنك

arabic.china.org.cn / 09:09:55 2025-10-01

الخرطوم 30 سبتمبر 2025 (شينخوا) بين أزقة الخرطوم الضيقة، يتنقل مئات المتطوعين داخل المنازل وهم يحملون معدات رش وأدوات فحص، يفتشون المنازل بحثا عن أماكن تكاثر البعوض الناقل لمرض حمى الضنك، الذي يواصل انتشاره في العاصمة السودانية، مهددا حياة آلاف السكان.

وفي إطار حملة تنظمها وزارة الصحة السودانية، تحت شعار "التفتيش المنزلي للقضاء على نواقل المرض"، يطرق المتطوعون الذين يلبسون سترات بسيطة بلون موحد أبواب البيوت بهدوء وهم يشرحون للأهالي طرق انتقال المرض، ثم يتفحصون أوعية النباتات ومجاري المياه الضيقة، ويقلبون البراميل والأحواض، كمن يفتش عن كنز ثمين، غير أن ما يبتغونه هو التخلص من بؤر حياة البعوض الناقل لحمى الضنك.

يقول المتطوع محمود عثمان، من حي الأزهري بجنوبي الخرطوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد بدأنا هذه الحملة، ونحن نعلم أن عدونا صغير جدا لا يرى بسهولة، لكن تأثيره قاتل، لذلك نحاول أن نسبقه إلى أماكن تكاثره قبل أن يسبقنا هو إلى الناس".

ويضيف "نستهدف من خلال هذه الحملة التي تشرف عليها وزارة الصحة توعية السكان بضرورة تجفيف أماكن توالد البعوض وإزالة الأوساخ".

ويصف عثمان شعوره وهو يشارك في حملة التفتيش المنزلي بالقول "قد لا نملك سلاحا كبيرا، لكننا نملك عزيمة، إذا حمت جهودنا طفلا واحدا من حمى الضنك، فهذا يكفي".

ويقول المتطوع أحمد علي، وهو يحمل على كتفه خزان الرش الثقيل "كلما دخلت بيتا، وتأكدت أنني أزلت مكانا قد يتكاثر فيه البعوض، أشعر أنني أنقذت حياة، قد لا يعرف الناس وجهي، لكن يكفيني أن طفلا ما سينام ليلته آمنا من لسعة قاتلة".

أما سارة عبد الرحمن، وهي طالبة جامعية تركت محاضراتها لتشارك في الحملة، فتروي بصوت متهدج: "أرى المرض يقترب من أحيائنا، من جيراننا، من الأطفال الذين يلعبون في الشوارع، لا أستطيع أن أقف متفرجة، أريد أن أزرع الأمل، حتى لو كان بيدي طلمبة رش صغيرة".

وتجد الحملة التي ينتظر أن تغطي كل محليات ولاية الخرطوم، تجاوبا من المواطنين الذين يخشون تفشي مرض حمي الضنك.

وقالت السيدة سعاد محمد، وهي ربة منزل تسكن في جنوب الخرطوم "حين رأيتهم يرشون داخل منزلي ويقلبون الأواني، شعرت براحة كبيرة، المرض يخيفنا، لكن وجود هؤلاء الشباب يطمئننا أن هناك من يقف معنا".

وأبان مشرف حملة التفتيش المنزلي بولاية الخرطوم حافظ على، أن الحملة تستهدف تفتيش جميع المنازل والأسواق والمرافق العامة والخاصة لتجفيف جميع مواقع توالد بعوض حمى الضنك.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن جملة من الأسباب أدت إلى تكاثر البعوض الناقل للمرض، ومنها وجود أعداد كبيرة من البيوت الخالية من السكان التي تعتبر بيئة مناسبة لتوالد البعوض الناقل لحمي الضنك، إضافة لفصل الخريف الذي تزامن مع انتشار المرض مما فاقم الوضع.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية تدريب 7800 مفتش منزلي لتفتيش أماكن توالد البعوض داخل المنازل بأواني حفظ المياه ( البراميل، الأزيار، ومكيفات المياه، والصهاريج) لتغطية 936 ألف منزل بولاية الخرطوم أسبوعيا،وذلك في إطار الحملة الكبرى لمكافحة حمي الضنك.

وفي إطار الجهود الحكومية لمكافحة حمي الضنك بولاية الخرطوم، أعلنت وزارة الصحة مؤخرا عن توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة مجانا في 34 مستشفى بولاية الخرطوم، تعمل على مدار اليوم.

كما نفذت وزارة الصحة بولاية الخرطوم 980 عملية رش رش رذاذي، إلى جانب عشر طلعات رش بالطائرات في المناطق التي يصعب الوصول إليها، فضلا عن عمليات رش ضبابي داخل المنازل، وذلك ضمن حملة مكافحة نواقل الأمراض التي تنفذها ولاية الخرطوم.

ووفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة الولائية، فقد تم تسجيل نحو 14 ألف إصابة بحمى الضنك بالخرطوم منذ مطلع العام الجاري.

ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الصحة السودانية اليوم (الثلاثاء) فإن 7 ولايات سودانية سجلت 3126 إصابة بحمى الضنك خلال الفترة من 20 إلى 26 سبتمبر الجاري.

وسجلت ولاية الخرطوم النسبة الأعلي من عدد الإصابات خلال أسبوع بنسبة 78%.

وأرجع خبير الوبائيات بالسودان واختصاصي طب المجتمع الدكتور حمزة عوض الله، تفشي حمي الضنك إلى تدهور خدمات الصرف الصحي وتراكم النفايات، بجانب الأمطار الغزيرة التي توفر بيئة مثالية لتكاثر البعوض.

وقال لـ((شينخوا)) " إن الجهود التي تبذلها السلطات الصحية بولاية الخرطوم مقدرة، ولكن الاعتماد على الرش والتفتيش المنزلي وحدهما لن يحققا النجاح المطلوب، ولابد من تكثيف التوعية المجتمعية وإشراك السكان في إجراءات الوقاية".

وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بلدغ البعوض وتنتشر سريعاً في المناطق التي يكثر فيها توالده خاصة الاستوائية وشبه الاستوائية، وتتمثل أبرز أعراضه في آلام شديدة في البطن والقيء المستمر والإرهاق والطفح الجلدي وهبوط ضغط الدم وصعوبة في التنفس.

ووفقا لتقديرات حكومية سابقة عن تأثيرات الحرب على القطاع الصحي، خرجت 70% من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان، بالإضافة إلى الجزيرة وسنار وبعض أجزاء النيل الأزرق والنيل الأبيض عن الخدمة، فيما تعطل أكثر من 250 مستشفى في القطاعين العام والخاص.

كما أدى القتال إلى خروج أكثر من 60% من الصيدليات والمخازن عن الخدمة، إما بالنهب أو التلف.

وتشهد ولاية الخرطوم تحسنا نسبيا في انسياب الخدمات الصحية، وعودة بعض المستشفيات والمرافق الصحية للخدمة.

ووفقا لتقرير صادر عن شبكة أطباء السودان يوم الأحد الماضي ارتفع عدد المستشفيات العاملة من 7 مستشفيات فقط أثناء الحرب إلى 34 مستشفى حاليا.

كما عاد إلى الخدمة 214 مركزا صحيا موزعة على محليات الخرطوم المختلفة، مما أسهم في تخفيف الضغط على المستشفيات وتوفير خدمات الرعاية الأولية للمواطنين.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا، خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号