arabic.china.org.cn | 01. 10. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
غزة 30 سبتمبر 2025 (شينخوا) عبر سكان من قطاع غزة عن شكوكهم ومخاوفهم إزاء إمكانية نجاح مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، ووضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة منذ نحو عامين.
وأعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس الإثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطته للسلام في غزة، والتي تتضمن، في حال موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقفا فوريا للحرب والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين خلال 72 ساعة.
وقال ترامب إن نتنياهو وافق على خطته الشاملة، مشيرا إلى تأييد دول عديدة من بينها مصر وقطر وتركيا، معتبرا أن ذلك سيساهم في "تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط".
وتنص الخطة على أن يكون قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، وأن تديره لجنة انتقالية من فلسطينيين تكنوقراط وخبراء دوليين بمجلس إدارة يرأسه ترامب شخصيا، على أن لا يكون لحركة حماس أي دور في الحكم.
وفي المقابل، قال مصدر في حماس إن الحركة تلقت مقترحا مدعوما أمريكيا لإنهاء الحرب، تم تقديمه عبر وسطاء قطريين ومصريين خلال اجتماع في الدوحة، موضحا أن الحركة تدرس المقترح "بنية صادقة"، قبل إصدار رد رسمي.
لكن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رفضت الخطة، ووصفتها بأنها "وصفة لمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني"، مؤكدة في بيان أن إسرائيل تحاول عبر الولايات المتحدة فرض ما لم تستطع تحقيقه بالحرب.
أما نتنياهو، فقد أكد في المؤتمر أنه "يدعم" خطة ترامب لإنهاء الحرب، معتبرا أنها تحقق أهداف إسرائيل، من إعادة الرهائن وتفكيك القدرات العسكرية لحماس وإنهاء وجودها السياسي وضمان نزع سلاح القطاع.
وأضاف أن إسرائيل "ستنهي المهمة بنفسها" إذا رفضت حماس الخطة، من جانبه، أكد ترامب لنتنياهو أنه سيحصل على "دعمه الكامل" في حال رفضت حماس المبادرة.
وعبر فلسطينيون عن مخاوفهم من الخطة الأمريكية، وقال علاء الأشقر، وهو نازح من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات وسط القطاع وأب لأربعة أبناء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أعتقد أن ترامب يعمل من أجل إنهاء الحرب لأنه تعب من المشاهد التي تخرج من غزة، بل هو يعمل كل ما في مصلحة إسرائيل وحليفه نتنياهو، فهو ينظر إلى مصالحه السياسية والانتخابية فقط ولا ينظر إلى معاناة الناس هنا".
وأضاف الأشقر، الذي كان يعمل نجارا قبل الحرب وخسر منزله ومصدر رزقه، أن "هذه خطة إسرائيلية بامتياز تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، فهي لا تتحدث عن عودة النازحين ولا عن إعادة إعمار بيوتنا ولا عن مصير الأسرى أو الجرحى، وإنما تركز فقط على الأمن الإسرائيلي وتعزيز هيمنته".
وتابع قائلا "لا يمكن الوثوق بكل ما يقوله ترامب، فقد أثبتت التجارب السابقة فشله في محاولة فرض وقف إطلاق النار على نتنياهو، إذ كان يعلن شيئاً بينما تستمر الطائرات والدبابات في قصف غزة، وهذا يجعلنا نشعر أن الخطة مجرد حبر على ورق".
وأردف "أنا كأب لأربعة أطفال أبحث عن الأمن والطعام والمأوى، لكن هذه المبادرات لا تقدم شيئا ملموسا لنا، بل تمنح إسرائيل الوقت لتواصل حربها".
وتشمل الخطة أيضا توسيع عملية إدخال المساعدات إلى غزة، وانسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلي من القطاع الساحلي، وعدم إجبار السكان على المغادرة.
لكن المحامي أحمد مطر من مدينة غزة، والنازح حاليا إلى جنوب القطاع، اعتبر أن الخطة ليست خطة سلام بل "استسلام"، على حد قوله.
وقال مطر، الذي اضطر للعمل كبائع متجول بعد فقدان عمله في مكتبه، لـ ((شينخوا)) "قبل أيام كان ترامب يتحدث عن ريفيرا الشرق الأوسط، واليوم يقول إنه لن يجبر سكان غزة على الهجرة، كيف يمكن الوثوق برجل يغير كلماته وفق مصلحة إسرائيل؟، نحن نرى أنه يتحدث دائما من موقع القوة الإسرائيلية وليس من موقع القانون الدولي أو حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف مطر أن "كل ما نسمعه من وعود حول المساعدات أو الانسحاب التدريجي لا يغير من الواقع شيئا، فالقصف لا يزال مستمرا، والمعابر لا تزال مغلقة أمام الحركة الطبيعية للناس، والمرضى يموتون بسبب انعدام العلاج، إذا كانت الخطة جادة، كان يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار الكامل وفتح المعابر بشكل فوري".
وتابع قائلا "الحل لإنهاء الحرب لا يحتاج إلى خطط غامضة، بل إلى خطوات واضحة: تسليم الرهائن، انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع، وهذا ما ترفضه إسرائيل لأنها تريد السيطرة الأمنية والعسكرية إلى الأبد".
وأردف "أنا كمحام كنت أؤمن بالقانون والعدالة، لكن ما يحدث اليوم يجعلني أرى أن القانون الدولي مغيب تماماً، وأن ما يُطرح علينا ليس سوى محاولة لتكريس الأمر الواقع، لذلك، لا أرى في خطة ترامب سوى محاولة لتخفيف الضغط عن إسرائيل ومنحها المزيد من الوقت لمواصلة الحرب".
أما زكريا عبيد، الفلسطيني النازح في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فعبر عن أمله في أن تنتهي الحرب وتقف المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ بدايتها قبل نحو عامين.
وقال زكريا عبيد لـ ((شينخوا)) "على الرغم من أن هذا الرجل (ترامب) يخرج ليقول إنه يجب إنهاء الحرب في غزة، إلا أنه أحد الأسباب في إطالة أمدها حتى اللحظة لأنه لا يريد الضغط على نتنياهو أو فرض أي التزامات حقيقية على إسرائيل".
وأضاف عبيد، الذي فقد منزله في مدينة غزة وانتقل مع أسرته المكونة من سبعة أفراد إلى دير البلح، أن "الأحاديث عن مبادرات وخطط لا تعني لنا شيئا إذا لم تترجم إلى وقف للغارات ووقف لنزيف الدم، نحن نعيش في خيام مؤقتة، نفتقد أبسط مقومات الحياة من كهرباء وماء وغذاء، بينما السياسيون يتبادلون التصريحات من عواصم بعيدة".
وتابع قائلا "ترامب يكرر أنه يريد إنهاء الحرب، لكن ما نراه على الأرض هو المزيد من الدمار والضحايا، وإذا كان جادا فعليه أن يثبت ذلك بإجراءات عملية، كوقف الدعم العسكري لإسرائيل أو الضغط من أجل اتفاق واضح بجدول زمني لإنهاء الاحتلال، لا أن يكتفي بالتصريحات الإعلامية".
وأردف "أنا كغيري من الفلسطينيين أتمنى أن أعود إلى منزلي وأن يعيش أطفالي حياة طبيعية كباقي أطفال العالم، لكننا لا نثق كثيرا بالوعود الأمريكية، فقد جربناها سابقا، وفي كل مرة نجد أنها تصب في مصلحة إسرائيل فقط".
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن ترحيبها بالمقترح الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأكدت استعدادها للانخراط الإيجابي والبناء مع الأطراف كافة من أجل تحقيق السلام.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) "تؤكد دولة فلسطين استعدادها للانخراط الإيجابي والبناء مع الولايات المتحدة والأطراف كافة من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة".
وجددت الرئاسة الفلسطينية في البيان التزامها بالعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة والشركاء لإنهاء الحرب على غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع، والإفراج عن الرهائن والأسرى، وإرساء آليات تحمي الشعب الفلسطيني وتكفل احترام وقف إطلاق النار والأمن للطرفين، وتمنع ضم الأرض وتهجير الفلسطينيين.
كما أكد البيان على توقف الأعمال الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وتفرج عن أموال الضرائب الفلسطينية، وتقود إلى انسحاب إسرائيلي كامل، وتوحيد الأرض والمؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال، بما يفتح الطريق أمام سلام عادل على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في أمن وسلام وحسن جوار، وفق الشرعية الدولية.
وأدى الهجوم المباغت على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وأودى بحياة 1200 شخص واحتجاز رهائن، إلى حرب دموية أسفرت حتى اللحظة عن سقوط ما يزيد عن 66 ألف فلسطيني في قطاع غزة. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |