share
arabic.china.org.cn | 29. 09. 2025

الصحف العالمية ترصد حصاد "الخطة الخمسية الـ 14": الصين حققت إنجازات تنموية مذهلة

arabic.china.org.cn / 17:00:50 2025-09-29

29 سبتمبر 2025 / شبكة الصين/ عشية العيد الوطني، عُقدت سلسلة من المؤتمرات الصحفية لاستعراض الإنجازات المحققة في تنفيذ "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" بنجاح كبير، حيث قدمت العديد من الإدارات الصينية "كشف حساب" للسنوات الخمس الماضية. وحظيت الإنجازات التي حققتها الصين خلال هذه الفترة باهتمام واسع من وسائل الإعلام الأجنبية، التي رأت أن الخطة الخمسية الرابعة عشرة وأهدافها الطويلة المدى حتى عام 2035 قد تجاوزت التوقعات، وأن الصين أصبحت قوة مستقرة وموثوقة وفاعلة في مسار التنمية العالمية.

من بين المؤشرات الرئيسية في الخطة، حقق نمو الاقتصاد الصيني وغيره من المؤشرات تقدماً يتماشى مع الأهداف المرسومة، فيما تجاوزت ثمانية مؤشرات، من بينها معدل تحضر السكان الدائمين، تلك التوقعات.

ويصادف العام الجاري عام ختام الخطة الخمسية الرابعة عشرة. فمنذ بدء تنفيذها، تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للصين 110 تريليونات يوان، ثم 120 تريليونًا، ثم 130 تريليونًا، ومن المتوقع أن يصل هذا العام إلى نحو 140 تريليون يوان. كما يُتوقع أن يتجاوز حجم الزيادة 35 تريليون يوان، وهو ما يعادل إجمالي اقتصادات المقاطعات الثلاث الكبرى: قوانغدونغ وجيانغسو وشاندونغ. وظلت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي عند نحو 30%، لتكون المساهم الأكبر عالميًا. وفي السنوات الأربع الأولى، بلغ متوسط النمو الاقتصادي 5.5%.

وذكرت صحيفة "ليانخه زاوباو" السنغافورية أنه من المتوقع أن يزداد حجم الاقتصاد الصيني خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة بأكثر من 35 تريليون يوان، وهو ما يعادل بناء دلتا جديدة على غرار دلتا نهر اليانغتسي". وأضافت أنه مع اقتراب ختام الخطة الخمسية الرابعة عشرة، يتضح أنه بالنظر إلى الوراء، فإن المؤشرات الرئيسية للخطة وأهدافها الطويلة المدى حتى عام 2035 مثل نمو الاقتصاد، وإنتاجية العمل الشاملة، وحجم الإنفاق على البحث والتطوير، قد حققت تقدماً يتماشى مع التوقعات. بينما تجاوزت ثمانية مؤشرات أخرى التوقعات، من بينها معدل تحضر السكان الدائمين، ومتوسط العمر المتوقع للفرد، والقدرات الشاملة لإنتاج الغذاء والطاقة.

وترى وكالة "ريا نوفوستي" الروسية أن اقتصادًا بحجم الصين وبزيادة بهذا المستوى، ومع ذلك ينجح في الحفاظ على هذا المعدل من النمو رغم الصدمات الناتجة عن المخاطر والتحديات المختلفة، يُعد أمرًا غير مسبوق في تاريخ التنمية الاقتصادية.

أما وكالة رويترز فترى أن الصين، خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، حققت إنجازات باهرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تركزت بشكل رئيسي في مجالات النمو الاقتصادي، والابتكار، ورفاهية الشعب، والتنمية الخضراء.

وخلال السنوات الخمس الماضية، حافظت الصين على مكانتها كأكبر دولة في تجارة السلع عالميًا، حيث استقرت حصتها من الصادرات والواردات في الأسواق الدولية عند أكثر من 14% و10% على التوالي، كما حافظت على المرتبة الثانية عالميًا في حجم تجارة الخدمات. وذكرت صحيفة "ليانخه زاوباو" أن الصين، رغم البيئة الخارجية الصعبة والمعقدة، ما زالت تُظهر مرونة قوية في تجارتها الخارجية وتُطلق حيوية متزايدة.

وقالت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية إن الأسواق الدولية لا تزال ترحب بالسلع الصينية، وخاصة في دول الجنوب العالمي. مشيرة في تحليل نشرته إلى أن الصادرات الصينية الإجمالية ارتفعت، وأن الأسواق الجديدة تتطور بسرعة. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأنشطة الاقتصادية في دول مبادرة الحزام والطريق سجلت مستوى قياسيًا في النصف الأول من هذا العام، مما يدفع نمو التجارة إلى الأمام.

واعتبرت وكالة أنباء أمريكا اللاتينية "برنسا لاتينا" أنه في ظل ارتفاع السياسات الحمائية في بعض الدول، تعمل الصين على زيادة انفتاحها. فعلى سبيل المثال، تدفع بكين بتطوير المناطق التجريبية الشاملة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، كما تسهل حركة رجال الأعمال والسياح من خلال توقيع المزيد من اتفاقيات الإعفاء المتبادل من التأشيرات مع دول أخرى.

وقد يثبت نجاح الصين نموذجًا جديدًا للتنمية الصناعية، إذ لم يعد من الضروري التضحية بالبيئة مقابل النمو، وأصبح بالإمكان عبر الابتكار التكنولوجي الحفاظ على وتيرة الإنتاج مع تحسين جودة الحياة.

وأنشأت الصين أكبر وأسرع نظام للطاقة المتجددة في العالم، حيث ارتفعت نسبة القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة من 40% إلى حوالي 60%. كما واصلت دفع الاستخدام النظيف والكفء للفحم، حيث وصلت نسبة محطات الفحم التي تحقق انبعاثات منخفضة جدًا إلى 95%. وخلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، تسارعت وتيرة التنمية الخضراء والمنخفضة للكربون في قطاع الطاقة الصيني، ما أثار اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية.

وذكرت صحيفة "PM News" النيجيرية مؤخرًا، أنه بينما تتباطأ الدول الغربية في مواجهة تغير المناخ، قدمت الصين إنجازات ملموسة لدعم التنمية الخضراء عالميا. وأكدت الصحيفة أن إنجازات الصين في مجال الطاقة النظيفة لم تغير مسار تنميتها فقط، بل أعادت تشكيل النظام العالمي للطاقة، وقدمت دروسًا قيمة للدول النامية. كما ساعدت الصين في خفض تكاليف التكنولوجيا النظيفة عالميًا، وفي تمكين الدول النامية من التخلص من الاعتماد على الطاقة التقليدية، وبناء قدراتها على التنمية الذاتية، ودفع العالم نحو مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.

وترى الصحيفة أن صعود الصين في مجال الطاقة الخضراء يخلق إمكانيات جديدة للتعاون الدولي. فعلى سبيل المثال، في إطار مبادرة الحزام والطريق، شيدت الشركات الصينية محطات للطاقة الشمسية وسلاسل إنتاج السيارات الكهربائية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مما وفر فرص عمل حقيقية وحركة اقتصادية نشطة في تلك المناطق، وهو ما يشكل تباينًا واضحًا مع بعض الدول الغربية التي "تبيع التكنولوجيا فقط دون نقل الإنتاج". وبالنسبة للدول النامية، يعد النموذج الصيني أكثر جاذبية، لأنه لا يوفر الموارد فحسب، بل يساعد أيضًا الدول الشريكة على بناء قدرات الابتكار المستدامة.

وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مؤخرًا أن الصين أصبحت بلا منازع رائدة في تصنيع وتصدير التكنولوجيا الخضراء، حيث تتقدم في مجالات متعددة مثل السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، وتخزين البطاريات. وقد تحقق ذلك بفضل سياسات صناعية مدفوعة من الدولة، واستثمارات عامة ضخمة، والاستفادة من سلسلة الإمداد المحلية المتكاملة، مما يقلل من الاعتماد على واردات النفط ويتيح التقدم في مجالات التكنولوجيا الناشئة.

وذكرت مجلة "فوروم" البرازيلية أن الصين شهدت خلال السنوات الخمس الماضية سلسلة من اللحظات التاريخية في مجال التكنولوجيا، وبلغت إنجازاتها مستويات جديدة على الساحة العالمية. وأشارت المجلة إلى أن الصين حققت تقدمًا في مجالات الكم، سواء في الاتصالات السرية والحوسبة الفائقة الأداء. وفي مجال الفضاء، دخلت محطة الفضاء الصينية مرحلة التشغيل المنتظم، كما أرجعت مهمة "تشانغ إيه- 6" عينات من الجانب البعيد للقمر، موسعة بذلك المعرفة العلمية للبشر حول تكوينه.

وأكد التقرير أن الإستراتيجية طويلة الأمد للصين تحقق نتائج ملموسة، وأن هذه الإنجازات تجعل الصين على قدم المساواة مع أقوى الدول التكنولوجية في العالم، وتؤكد مكانتها كمركز عالمي رئيسي للابتكار.

ويُعَدّ استخدام التخطيط متوسط وطويل الأمد لتوجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية ميزة بارزة في نظام الحوكمة الصيني، لأنه يوفّر الاستمرارية والاستقرار اللازمتين لتحقيق الأهداف المرسومة.

وتشكل خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الخمسية جزءًا مهمًا من الخطط الاقتصادية الوطنية الصينية، إذ تحدد الأهداف والاتجاهات المستقبلية للتنمية الاقتصادية. وقد أشارت بعض وسائل الإعلام الأجنبية إلى الدور المهم لهذه الخطط في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين.

وجاء في مقال نشره موقع "برازيل 247" الإخباري أن الخطة الخمسية الرابعة عشرة تقترب من نهايتها، ويشهد العالم تنفيذ إستراتيجية تنموية شاملة تجمع بين التخطيط الوطني والابتكار التكنولوجي وتقليص الفوارق التنموية بين المناطق. وأضاف المقال أن الصين، خلال السنوات الخمس الماضية، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الاستثمار المستمر في التخطيط الإستراتيجي يواصل إعطاء ثماره، حيث تحققت إنجازات بارزة في مجالات مثل التطور التكنولوجي وبناء البنية التحتية الخضراء. وأوضح أن الصين تسعى من خلال خطة وطنية طويلة الأمد إلى تحقيق النمو عبر الابتكار، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتنفيذ سياسات تركّز على حماية البيئة.

كما أشار موقع مجلة "فوروم" البرازيلية إلى أن الصين أولت اهتمامًا كبيرًا بمشاركة الشعب في إعداد الخطة الخمسية الخامسة عشرة، حيث أطلقت حملة عبر الإنترنت لتلقي اقتراحات وآراء المواطنين. وأضاف التقرير أن هذه الحملة تلقت ملايين المساهمات من مستخدمي الإنترنت، مما يعكس المشاركة الإيجابية للجمهور في عملية صنع السياسات ومسيرة التنمية الوطنية.

ويرى التقرير أن الصين تسعى إلى إدماج إرادة الشعب في خطط التنمية والبناء الأوسع. ومن حيث النتائج، فقد نجحت العديد من الخطط الخمسية في تنفيذ سياسات مبنية على آراء المواطنين، خاصة في مجالات مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية والبيئة. ويعكس هذا المسار التزام الحكومة الصينية بالاستماع إلى صوت الشعب وتحويل هذه التطلعات إلى منفعة عامة جماعية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号